أشهر من الوعود الوهمية.. سوريون عالقون في السودان يناشدون الإجلاء

أشهر من الوعود الوهمية.. سوريون عالقون في السودان يناشدون الإجلاء

تقارير وتحقيقات | 15 02 2024

إيمان حمراوي

عشرة شهور مرت على الحرب السودانية التي لا زالت مستمرة وتتوسع إلى معظم الولايات، بينما ينتظر عشرات السوريين الطيران السوري لإجلائهم، مناشدين النظام السوري بالتحرك لأجلهم.

ومنذ منتصف نيسان العام الفائت، اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق سودانية مختلفة، وبشكل خاص في الخرطوم العاصمة، ما أدى إلى فرار عشرات الآلاف، منهم سوريون إلى مدينة بورتسودان الساحلية التي خرجت منها رحلات الإجلاء إلى مختلف الدول.

في ظل الحرب، بقي سوريون ينتظرون رحلات الإجلاء التي وُعدوا بها منذ مطلع أيار، في ظل ظروف معيشية متردية.

وأقلعت من مطار بورتسودان رحلات معدودة، لم تكن كافية،  لشركة "أجنحة الشام" و"السورية للطيران"، في وقت ينتظر عشرات السوريين وعوداً وهمية منذ شهور برحلات جديدة للطيران السوري.

علاء (37 عاماً) سوري مقيم حالياً في مدينة بورتسودان، نزح إليها من ولاية الجزيرة قبل أشهر التي اندلع فيها القتال، وقبل ذلك نزح من الخرطوم، يقول لروزنة: "وصلتنا أخبار من السفارة السورية أنه يجب اكتمال العدد حتى 150 شخصاً لكي تأتي طائرة وتقلنا إلى سوريا، أصبحنا أكثر من ذلك ولا معلومات عن أي حركة للطائرات السورية في السودان".

ويضيف: "الطيران السوري لا حس ولا خبر، لا حياة لمن تنادي".

مجدي، سوري يقطن في أحد مراكز الإيواء بمدينة بورتسودان، يتحدث لروزنة عن وعود قدمتها لهم السفارة السورية بإرسال طائرة بتذاكر مدفوعة عند اكتمال عدد الراغبين بالعودة إلى سوريا لـ 150 شخصاً.

ويوضح: "يوجد هنا مئات السوريين في المركز، يقدر عددهم بأكثر من 300 شخص، وغير قادرين على استئجار المنازل".

وتقدر الأمم المتحدة أنّ نحو 25 مليون شخص، نحو نصف سكان السودان، أصبحوا بحاجة للمساعدة الإنسانية والحماية.

اقرأ أيضاً: ستة شهور على حرب السودان.. وسوريون عالقون: "المغادرة حلم ومستحيلة"

غياب الطيران يكلّ السوريين فوق طاقتهم

يعاني السوريون في بورتسودان من غلاء المعيشة، ولا سيما الإيجارات التي تتراوح ما بين 600 دولار وأكثر من ألفي دولار، وسط ارتفاع البطالة وغلاء الأسعار، وفق شهادات سوريين لروزنة.

علاء،  المقيم في بورتسودان، أشار إلى أنّ بعضاً ممن يعرفهم اقترضوا المال في سبيل العودة إلى سوريا عن طريق مصر ومن ثم لبنان، مقابل مبالغ مالية تصل إلى 900 دولار للشخص الواحد.

أما قاسم (45 عاماً) ، خرج منذ أيام إلى مصر بطريقة غير شرعية مقابل 400 دولار أميركي، بعد أن ملّ انتظار أي طائرة إجلاء ، فيما بقي في مدينة بورتسودان شقيقان له ينتظران الفرج، وفق قوله.

ويوضح أنّ هناك في بورتسودان من لا يزال ينتظر الطيران السوري، فيما البعض استقر في المدينة ويعمل فيها.

قد يهمك: سوريون صامدون في الخرطوم مع استمرار الاقتتال: "اعتدنا الحرب"

كذلك رامي (50 عاماً) مقيم في بورتسودان، يقول لروزنة إنّ هناك نحو مئتي شخص ينتظرون تحديد موعد الإجلاء إلى سوريا.

"أريد إرسال أولادي (بين 3 و13 سنة) وزوجتي إلى سوريا، فالغلاء فاق طاقتنا، وإيجار المنزل وحده ما بين ألف وألفي دولار" ويوضح "كانت الإيجار بـ 600 دولار أصبح الآن بألف دولار، الحرب طالت وعلينا ديون كثيرة".

وبيّن رامي أن من كان يملك بعض المال ذهب للإيجار، والبعض يعيش من حوالات الخارج، فيما يجلس آخرون بمركز إيواء (…) نريد حلاً ولا أحد يكترث بحالنا".

رامي صاحب محل مواد غذائية بمدينة بورتسودان، كان يملك محلاً في الخرطوم، استطاع نقل بعضاً من بضاعته إلى مدينة مدني، وبعد اندلاع الحرب فيها تحاصر المحل، ليتركه وينتقل إلى بورتسودان، يقول متسائلاً: "أملك عملاً ولا أستطيع تلبية احتياجات أسرتي بسهولة، فكيف بمن لا يعمل؟".

وسبق أن نشرت روزنة تقريراً في شهر حزيران العام الفائت، تحدثت خلاله عن تأجيل شركة "أجنحة الشام" رحلاتها من بورتسودان إلى دمشق، إلى أجل غير مسمى، وفق شهادات سوريين، لم يصلهم أي رد من قبل الشركة عن سبب التأجيل أو مواعيد لرحلات جديدة.

وحذرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، أن الاهتمام العالمي بالحرب في السودان يتضاءل، في وقت تتوسع فيه رقعة القتال ما يدفع المزيد إلى الفرار بحثاً عن الأمان والمساعدات الأساسية.

وقالت المفوضية إنّ نحو مليون ونصف المليون شخص لجؤوا إلى البلدان المجاورة، مثل أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا.

وتوسعت رقعة القتال في السودان خلال عشرة شهور من الخرطوم إلى إقليم دارفور بولاياته الخمسة، غربي البلاد، وكردفان بولاياته الثلاثة جنوبها، إلى ولاية الجزيرة وسط السودان، وتخوم ولايات سنار، والنيل الأبيض ونهر النيل شمالاً.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض