صحة | 1 02 2024

أن تشهد حالات تسمم جراء استنشاق غازات مبيدات حشرية، أمر معتاد، لكن الخطير عندما تتسبب المبيدات بحالات وفاة، والأغرب أن يكون المتأثر هو الجار، كما حدث في ولاية قونيا وسط جنوبي تركيا.
في مبنى مؤلف من طابقين، نثرت العائلة في الطابق الأول المبيدات الحشرية، وأغلقت الأبواب والنوافذ ومن ثم غادرت، ولاحقاً حدث ما لم يتوقع، تأثّر الجيران في الطابق الثاني، حيث أصيب خمسة أفراد منهم بحالات تسمم من المبيد، وتوفي طفل يبلغ من العمر 7 سنوات، وفق صحيفة "iha".
وأوضحت الصحيفة، أن المستأجرين في الطابق الأول غادروا الإثنين الماضي، المنزل بعد رشه بالمبيدات، لقتل الحشرات الموجودة فيه، لينتشر المبيد حتى الطابق الثاني، وتحدث حالات تسمم ووفاة، أمس الأربعاء.
وقبل أيام توفي ثلاثة أطفال سوريين أيضاً في ولاية قونيا، وقالت العائلة إنها نثرت قبل أيام من وقوع الحادث مبيدات حشرية في المنزل، وفق موقع "konhaber".
كيف تؤثر المبيدات الحشرية على الصحة؟
المبيدات الحشرية يمكن أن تشكل خطراً كبيراًعلى صحة الإنسان بسبب الاستخدام غير الصحيح، إذ ووفق "منظمة الصحة العالمية" قد يكون للمبيدات الحشرية شديدة الخطورة، آثار سمية حادة أو مزمنة، مما يشكل خطراً وخاصة على الأطفال، ويُعترف بها كمسألة تثير قلقاً عالمياً، من الممكن أن يؤدي استخدامها على نطاق واسع في مشاكل صحية ووفيات في العديد من أنحاء العالم، غالباً نتيجة التعرض المهني والتسمم العرضي أو المتعمد.
وتختلط المبيدات الحشرية بالهواء والماء والتربة أثناء التصنيع والتخزين والتسويق والاستخدام، وتؤثر سلباً على الكائنات الحية غير المستهدفة، وفق بحث لجامعة "عدنان مندريس" في ولاية أضنة التركية.
ويؤدي استخدام المبيدات الحشرية في المنزل إلى حدوث تلوث في البيئة المباشرة والمناطق الداخلية، مما يزيد من خطر التسمم العرضي، ونظراً لأنه سيكون من السهل الوصول إلى مادة كيميائية في البيئة المنزلية، فإن خطر استخدامها لأغراض الانتحار والقتل سيزداد أيضاً، وفق البحث.
وتدخل المبيدات الحشرية، في بعض الحالات، مجرى الدم عن طريق الاستنشاق أو يتم امتصاصها عن طريق الجلد نتيجة ملامستها، وتصل إلى أعضائنا وأجهزتنا الحيوية، بعد هذه الحالة، قد تظهر بعض التأثيرات على المدى القصير أوالطويل.
وتحدث العديد من حالات التسمم بالمبيدات الحشرية نتيجة الرش الإهمالي، وتكون الأعراض كالتالي: "القيء، إسهال، التعرق، صعوبات في التنفس، خفقان قلب".
إذا كنت تشك في وجود مثل هذه الحالة لديك أو شخص قريب منك، فمن المهم جدًا استشارة إحدى المؤسسات الصحية دون تأخير، لأن التسمم الحاد بالمبيدات قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يعالج في الوقت المناسب، وفق موقع موقع مستشفى "ميدكال بارك" التركي.
ونشرت شبكة العمل الألمانية للمبيدات الحشرية (PAN Germany) تقريراً يكشف عن آثار المبيدات الحشرية المستخدمة على نطاق واسع في تركيا على صحة الإنسان.
و تظهر البيانات التي حصل عليها من الأبحاث، أن آثار انتشار المبيدات الحشرية وإساءة استخدامها تمثل مشكلة صحية عالمية مهمة، وتتراوح آثار المبيدات الحشرية من إتلاف نقل النبضات العصبية ومنع تخثر الدم إلى شل مراكز التنفس والدورة الدموية.
إلى جانب الكائنات الحية المستهدفة مثل الحشرات والفطريات والأعشاب الضارة، تتأثر الكائنات غير المستهدفة دائماً باستخدام المبيدات الحشرية، وتشمل هذه الحيوانات والنباتات البرية والحيوانات الأليفة والنباتات والبشر.
في البشر، يمكن أن يسبب التعرض للمبيدات الحشرية تأثيرات صحية ضارة غير محددة، يشار إليها هنا باسم السمية.
هل أثر المبيدات متساوٍ على الجميع؟
لا تواجه كل مجموعة من السكان نفس المستوى من المخاطر الصحية الناجمة عن التعرض للمبيدات الحشرية.
الأطفال أكثر عرضة من البالغين لتأثيرات المبيدات الحشرية بسبب العديد من عوامل الخطر، على سبيل المثال، الاختلافات في التمثيل الغذائي، وارتفاع معدل النمو، والتطور المستمر لأعضاء الجسم.
ماذا يجب أن نفعل لحماية أنفسنا؟
يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحماية من الآثار الضارة للمبيدات الحشرية.
غالباً ما يؤدي الفشل في استخدام المبيدات الحشرية بمواد المبيدات المناسبة ومن قبل الخبراء في هذا المجال والإهمال إلى التعرض الشديد لتلك المبيدات.
إذا لم يتم استخدام المبيدات وفقاً للتعليمات الواردة على عبواتها وتم استخدامها أكثر من اللازم، فقد تصل إلى جرعات سامة وقائية وتسبب التسمم الحاد.
لا ينبغي أبداً استنشاق المبيدات الحشرية أو الاتصال بها بشكل مباشر، ومن الضروري للغاية ارتداء الكمامة والقفازات الواقية لتغطية الفم والأنف أثناء عمليات الرش للحماية.
ومن أجل تجنب التعرض للمبيدات الحشرية لفترة أطول من الوقت، يجب إزالة البقايا التي تظهر بعد الرش من أماكن المعيشة الخاصة بنا وأماكن المعيشة للكائنات الحية الأخرى.
والشيء الآخر الذي يجب مراعاته هو أن المبيدات الحشرية الموجودة في المنزل، يجب أن تبقى بعيداً عن متناول الأطفال.