تقارير | 28 01 2024

بإطلاق الرصاص الكثيف في الهواء استقبل المقربون من بعض قيادات "هيئة تحرير الشام" الذين كانوا معتقلين في سجون "الهيئة" بتهمة "العمالة لجهات خارجية"، قادتهم المفرج عنهم، يوم أمس السبت، بعد الإعلان عن انتهاء التحقيقات و"عدم إثبات تورطهم في تلك القضايا" على حد وصف "الهيئة".
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني بعدد من أولئك القيادات، قيل إنها قُبيل الإفراج عنهم.
ووفق نشطاء محليين، فإن الذين ظهروا في الصورة إلى جانب الجولاني كل من "أبو مسلم آفس"، و"أبو أسامة منير"، و"أبو خطاب الحسكاوي"، و"أبو القعقاع فواز".
انتهاء التحقيقات
أصدرت "هيئة تحرير الشام" يوم الجمعة، بياناً أعلنت فيه انتهاء التحقيقات في قضية "الخلية الأمنية"، والتي استمرت طيلة الثلاثة أشهر الأخيرة، واعتقلت خلالها شخصيات بينهم قادة من الصف الأول في التنظيم.
وبحسب البيان فقد شكلت "الهيئة" لجنة عليا برئاسة من وصفتهم بـ "القيادة العامة للوقوف بنفسها على الأقوال والاعترافات وتقييم الأدلة والوقائع"، عقدت من خلالها عدة جلسات مع فريق التحقيق المكلف بالقضية من أجل التدقيق في الإجراءات المتبعة.
وأضاف بأن اللجنة المختصة قابلت عشرات الموقوفين واستمعت إلى أقوالهم ودفوعاتهم وتقييمها، والنظر في الأدلة المقدمة من قبل الجهة المدعية وتمحيصها ومقابلتها مع الاعترافات والوقائع.
اقرأ أيضاً: توتر واشتباكات في أعزاز.. والسبب قيادي منشق عن "تحرير الشام"
وحول ما وصل إليه عمل اللجنة، قال البيان إنها خلصت إلى بعض التوصيات والتوجيهات المباشرة، بـ"الإفراج الفوري عن الموقوفين الذين لم ترتق الأدلة لإدانتهم أو ثبوت التهمة الموجهة إليهم مع أداء حقهم الشخصي".
في المقابل، أوصت بـ"حفظ الدعوى بحق بعض الموقوفين مع عدم كفاية الأدلة المقدمة ضدهم"، و"إدانة عدد من الموقوفين وإحالتهم إلى القضاء لمتابعة الإجراءات القانونية أصولاً".
"إحباط مخطط أمني"
في منتصف الشهر الجاري أعلن "جهاز الأمن العام" التابع لـ"هيئة تحرير الشام" في بيان، ما وصفه بـ"إحباط مخطط أمني تقف خلفه جهات معادية (لم يسمها)، يهدف إلى تجنيد بعض الأفراد والعمل من خلالهم على بث الفتنة وشق الصف وزعزعة الأمن والاستقرار في مناطقنا المحررة".
واعتقلت "هيئة تحرير الشام" التي تسيطر على مناطق واسعة من إدلب وأرياف حلب وحماة قياديين بارزين في صفوفها، خلال الأشهر الماضية، بينهم قياديون مقربون من زعيمها أبي محمد الجولاني.
وفي الوقت الذي تقول فيه "تحرير الشام" إن عمليات الاعتقال تمت بناء على تهم بالعمالة لجهات خارجية، يرى البعض أنها لا تتعدى كونها صراع تيارات داخل الجماعة.
وعلى رأس قائمة الاعتقالات التي نفذتها "الهيئة" يأتي القيادي البارز في صفوف "تحرير الشام" الحالية، و"جبهة النصرة" سابقاً أبو مارية القحطاني، والذي اعتقله "جهاز الأمن العام" بتهمة العمالة لجهة خارجية، وفق ما روجت مؤخراً.
وعلى الرغم من تداول نشطاء محليين لنبأ مقتل القحطاني تحت التعذيب، إلا أنها تبقى غير مؤكدة، ولا يمكن إثباتها أو نفيها في الوقت الراهن.
اقرأ أيضاً: "تحرير الشام" بعد انشقاق "زكور": تداعيات محتملة شمالي حلب
كذلك، اعتقل جهاز الأمن العام خلال تلك الفترة قياديين عسكريين وأمنيين، إضافة إلى اعتقال شخصيات محسوبة على "حكومة الإنقاذ" التابعة لها، من بينهم مدير الإعلام السابق في "حكومة الإنقاذ السورية"، محمد سنكري.
فرار قياديين بارزين
في كانون الأول الماضي، حاولت "تحرير الشام" اعتقال القيادي البارز جهاد عيسى الشيخ المعروف "أبو أحمد زكور"، والذي فر إلى مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي قبل الوصول إليه من قبل "الأمن العام" التابع لها واعتقاله إثر اشتباكات استمرت عدة ساعات.
لم تكتمل عملية الاعتقال بسبب اعتراض دورية من المخابرات التركية للموكب الذي يقلّ زكور في منطقة عفرين، حيث أنزلته الدورية بالقوة، لتفشل عملية الاعتقال دون تحقيق أهدافها بإدخاله إلى مناطق سيطرة "الهيئة" في إدلب.
وقبل أيام ترددت أنباء غير مؤكدة عن فرار القيادي مصطفى قديد المعروف "أبو عبد الرحمن الزربة" بمبالغ مالية ضخمة إلى الخارج، في حين أشارت مصادر محلية لـ"روزنة" إلى وجوده في إدلب رهن الإقامة الجبرية، دون أن تتمكن "روزنة" من تأكيد أو نفي أي من الروايتين.
وسبق أن فرضت وزارة الخزانة الأميركية في أيار الماضي بالتعاون مع تركيا عقوبات تتعلق بـ"مكافحة الإرهاب" على ميسرين ماليين لجماعات وصفتها بـ "الإرهابية" في سوريا، بينهم جهاد عيسى الشيخ.