تقارير | 23 01 2024
نور الدين الإسماعيلفرض الاتحاد الأوروبي مجموعة من العقوبات الجديدة التي طالت 6 شخصيات مقربة من النظام السوري، إضافة 5 شركات سورية، في حين فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات اقتصادية على شركة طيران عراقية بسبب ما وصفته "دورها في نقل المقاتلين والأسلحة إلى سوريا".
ونشر موقع الاتحاد الأوربي بياناً، أمس الإثنين، قال فيه إن قائمة العقوبات الجديدة تشمل مستشاراً اقتصادياً لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وثلاثة من رجال الأعمال البارزين الذين يقدمون الدعم للنظام السوري ويستفيدون منه، وشخصين مرتبطين بعائلة الأسد.
وبحسب العقوبات الجديدة، فقد فُرضت قيود على 5 شركات تدعم النظام السوري وتستفيد منه، إضافة إلى دورها "في نقل المرتزقة السوريين أو تجارة الأسلحة أو تهريب المخدرات أو غسيل الأموال، ما يدعم أنشطة النظام السوري".
وتتضمن العقوبات منع هؤلاء الأشخاص الذين شملتهم العقوبات من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، أو المرور عبرها، إضافة إلى تجميد الأصول المالية لهؤلاء الأشخاص والكيانات، في البنوك الأوروبية.
وشملت قائمة الشخصيات كلاً من:
فراس الأخرس
بحسب اللائحة التنفيذية لمجلس الاتحاد الأوروبي فقد فُرضت عقوبات على فراس الأخرس، شقيق أسماء الأسد (الأخرس)، ومدير "الشركة الوطنية للخدمات الطبية".
وعرّفت اللائحة الأخرس بأنه شريك في ملكية شركة "تكامل" المحدودة المسؤولة عن إدارة "برنامج البطاقة الذكية" الإلكتروني المستخدم منذ عام 2014 لتوزيع المواد الغذائية المدعومة وغيرها من المنتجات في سوريا، تحت مظلة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
اقرأ أيضاً: تقديم مشروع قانون أمريكي لتمديد قانون قيصر إلى 2032
ووفق اللائحة فإن الشركة تحصل على رسوم مقابل كل معاملة تتم من خلال البطاقة الذكية، "وبالتالي فإن فراس الأخرس يستفيد من النظام السوري ويدعمه".
مهند الدباغ
مهند الدباغ هو ابن خالة أسماء الأسد، وهو شريك مؤسس إلى جانب شقيقها فراس لشركة "تكامل" المحدودة.
ويمتلك الدباغ 55 حصة في الشركة بنسبة 55 في المئة، والتي تبلغ قيمتها 55 مليون ليرة سورية.
واعتبرت اللائحة الصادرة عن المجلس أن الدباغ يستفيد من النظام السوري ويدعمه.
محمود الدج
شملت قائمة العقوبات رجل الأعمال السوري محمود الدج، والذي يمتلك عدة شركات تنشط في قطاعات مختلفة مثل الخدمات اللوجستية والسياحة.
واعتبر الاتحاد الأوربي أن الدج يسهل المعاملات غير المشروعة بين الأشخاص والكيانات التابعة للنظام السوري في سوريا وشرقي ليبيا، "بما في ذلك ما يتعلق بالمخدرات وشحنات الأسلحة والمرتزقة".
وذكر بيان الاتحاد الأوروبي أنه "تم تمكينه من خلال علاقاته الوثيقة مع النظام السوري، والتي يستفيد منها هو وشركاته، ومن ناحية أخرى، تدعم أنشطته النظام السوري وتمكنه من الوصول إلى الإيرادات غير المشروعة. ولذلك فهو يستفيد من النظام السوري ويقدم الدعم له".
بلال النعال
ورد اسم رجل الأعمال السوري وعضو مجلس الشعب بلال النعال، ضمن قائمة العقوبات والذي يشغل منصب عضو في مجلس الأعمال السوري - الروسي.
وأوضح الاتحاد الأوروبي أن موقعه في مجلس الأعمال المشترك يجعله فعالاً في العلاقات الاقتصادية بين روسيا والنظام السوري.
وأضاف البيان بأنه "لذلك يعتبر بلال النعال من رجال الأعمال البارزين في سوريا، وهو بهذه الصفة يدعم النظام السوري ويستفيد منه، وهو مرتبط أيضاً بفادي صقر وشركة شام القابضة وبشر الصبان".
ويتهم النعال بالتورط في قضايا فساد، آخرها إزالة مول تجاري بناه على أملاك عامة مستغلاً علاقته مع محافظ دمشق السابق، بشر الصبان، وعمله كعضو في مجلس محافظة دمشق.
ويعتبر عضو مجلس الشعب ورجل الأعمال بلال محمد النعال مؤسساً وشريكاً رئيساً في مجمع المطاعم "Big 5"، والذي شيّد على أملاك عامة، وافتتح عام 2018، قبل وصول النعال إلى البرلمان السوري عام 2020، حيث كان موظفاً في مجلس محافظة دمشق.
وذكر موقع "مع العدالة" أن اسم النعال ظهر للعلن بعد تحويله أحد مستودعات المؤسسة العامة الاستهلاكية في منطقة برزة لمول تجاري، حمل اسم مول قاسيون"، "وذلك عبر صفقة تجارية مع محافظة دمشق ممثلة بالمحافظ بشر الصبان، بقيمة 20 مليون ليرة سنوياً، على أن تمتد لـ 30 عاماً.
فهد درويش
لم تستثنِ العقوبات الأوروبية الجديدة رئيس غرفة التجارة السورية - الإيرانية المشتركة، فهد الدرويش، والذي يمتلك ويدير العديد من الشركات في سوريا العاملة في قطاعات مختلفة مثل التجارة والأدوية.
قد يهمّك: عقوبات بريطانية جديدة تطال شخصيات من النظام السوري
وبحسب موقع "مع العدالة" فإن درويش يعتبر أحد رجال الأعمال الذين يشكلون واجهة اقتصادية للشركات الإيرانية في سوريا.
وأوضح أنه يعمل كوكيل لتلك الشركات في السوق السورية، كما يشغل منصب رئيس اللجنة العليا للمستثمرين في المناطق الحرة ويملك عدة شركات أبرزها، شركة "أرمادا السورية للتجارة والمقاولات"، وشركة "البركة الدوائية"، وشركة "الفهد التجارية"، و"مجموعة فهد درويش للتجارة والمقاولات".
ونقل الموقع عن مصادر أن درويش "يعمل في الوقت نفسه على تأسيس لوبي إيراني داخل مجتمع رجال الأعمال السوريين، وذلك بهدف مساعدة إيران على التحرك بشكل سلس في السوق السورية ومنحها الأفضلية في المعاملات التجارية".
يسار إبراهيم
تضمنت القائمة اسم المستشار الاقتصادي لبشار الأسد، يسار إبراهيم، وهو عضو في المجلس الاقتصادي الذي تديره أسماء الأسد.
وأشارت لائحة العقوبات الأوروبية إلى أنه يدير مع علي نجيب إبراهيم عدداً من الشركات الوهمية، ويعمل كواجهة للأنشطة التجارية لبشار الأسد وزوجته أسماء. "ولذلك فإن يسار إبراهيم يستفيد ويدعم النظام السوري".
5 شركات ضمن القائمة
أضاف الاتحاد الأوروبي إلى لائحة العقوبات ضد الكيانات المقربة والداعمة للنظام السوري 5 شركات وكيانات تجارية واستثمارية، وهي:
شركة الدج
تعود ملكية وإدارة شركة الدج لرجل الأعمال السوري الذي شملته العقوبات، محمود الدج، وبحسب اللائحة الأوروبية، فهي تمتلك وتدير وكالة فريبيرد للسفريات، وهي وكيل لشركة "أجنحة الشام" للطيران.
وذكرت اللائحة أن الشركة تقوم برحلات متكررة بين سوريا وليبيا، وتعمل على تهريب المرتزقة والمخدرات، وترتبط أيضاً بشركة "الطير" المملوكة لمحمود الدج.
وأضافت بأن الشركة تستخدم شحن البضائع والرحلات الجوية في المعاملات غير المشروعة بين الأشخاص والكيانات التابعة للنظام في سوريا وشرقي ليبيا، بما في ذلك المخدرات، كما أنها تدعم النظام السوري في الوصول إلى الإيرادات غير المشروعة.
وكالة فريبيرد
تشكل وكالة فريبيرد للسفريات كياناً تجارياً سورياً، تملكه وتديره مجموعة الدج، والتي يملكها ويديرها محمود الدج الذي شملته العقوبات الأوروبية.
وتعمل الشركة كوكيل رئيس لشركة أجنحة الشام للطيران. "وبالتالي يستفيد منها النظام السوري وتقدم الدعم له"، بحسب لائحة العقوبات.
أجنحة الشام للطيران
تعود ملكية شركة "أجنحة الشام" للطيران إلى رجل الأعمال السوي محمد عصام شموط.
وتقول اللائحة الأوروبية للعقوبات إن الشركة تستخدم رحلاتها للمشاركة في نقل المرتزقة السوريين، وتجارة الأسلحة، وتهريب المخدرات، وغسيل الأموال، ما يدعم أنشطة النظام السوري.
شركة إيلوما
يشير الاتحاد الأوروبي إلى أن شركة إيلوما للاستثمارات الخاصة تأسست في بداية عام 2023، لتستحوذ على ما يقرب من نصف ملكية مطار دمشق الدولي.
وكشف أن الشركة تعتبر واجهة لعائلة الأسد، وجزءاً من جهود النظام السوري لتحقيق مكاسب شخصية من التلاعب بالاقتصاد السوري.
شركة العقيلة للتأمين
خضعت شركة "العقيلة" للتأمين للعقوبات الاقتصادية الأوروبية، والتي دخلت في مشروع مشترك مع شركة "البرز" الإيرانية للتأمين.
تلك الشراكة تعتبر خطوة رتبت بين النظامين (السوري والإيراني) لتعزيز مكانة إيران في الاقتصاد السوري، بحسب توضيح لائحة الاتحاد الأوروبي.
عقوبات أمريكية على شركة عراقية
فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الإثنين، عقوبات اقتصادية على شركة "فلاي بغداد" للطيران، ومديرها التنفيذي عبد الكاظم علوان الشباني، بسبب ما وصفته مساعدة الحرس الثوري الإيراني في كل من سوريا والعراق وإيران.
وقالت الوزارة في بيان، إن الشركة العراقية دعمت، لعدة سنوات، عمليات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ووكلائه، من خلال توصيل العتاد والأفراد في جميع أنحاء المنطقة.
وأضافت بأن الشركة ساهمت بتسليم شحنات أسلحة إلى مطار دمشق الدولي في سوريا، لنقلها إلى أعضاء "الحرس الثوري الإيراني" – "فيلق القدس"، والميليشيات المتحالفة مع إيران على الأرض في سوريا، بما في ذلك "الحرس الجمهوري العربي السوري"، و"حزب الله" اللبناني، وكتائب "حزب الله" العراقي.
ووفق الوزارة الأمريكية، فإن كتائب "حزب الله" تستخدم شركة "طيران بغداد" لنقل المقاتلين والأسلحة والأموال إلى سوريا ولبنان لدعم النظام السوري، منها استخدام قادة تلك الكتائب رحلات الشركة في مناسبات متعددة لنقل أكياس من العملة والأسلحة الأمريكية الصنع التي حصلت عليها من خلال جمعها من معارك سابقة من العراق إلى لبنان.
بدورها، نفت شركة "طيران بغداد" الاتهامات الأمريكية، معتبرة أنها "لا تستند إلى أي دليل مادي أو معنوي".
وأضافت الشركة في بيان نقلته وكالة "رويترز" بأنها: "ستلجأ إلى الأسلوب القانوني للمطالبة بالتعويض المادي والمعنوي. ومن الواضح أن القرار استند إلى معلومات مضللة وغير حقيقية ولا يمكن أن تصمد أمام القانون".