تقارير وتحقيقات | 13 01 2024

تغييرات واسعة طرأت على شكل المنتخب السوري الأول لكرة القدم خلال الفترة الأخيرة، واليوم السبت، يفتتح الفريق، مشاركته السابعة في نهائيات كأس الأمم الآسيوية المقامة في دولة قطر.
البداية ستكون بمواجهة منتخب أوزبكستان في تمام الـ 8:30 مساء السبت، على ملعب جاسم بن حمد في نادي السد ضمن منافسات المجموعة الثانية، قبل أن تواجه سوريا عقدتها "أستراليا" بعد ستة أيام، وتختتم دور المجموعات بملاقاة الهند في الـ 23 من الشهر الحالي.
منتخب سوري بنكهة لاتينية
بعد تعيين هيكتور كوبر مدرباً للمنتخب السوري في شباط 2023، بات الأرجنتيني أوّل مدرب من أميركا الجنوبية يتولى تدريب "نسور قاسيون"، وأثناء فترته التدريبية قام المدرب بإحداث تغييرات كثيرة في جسم المنتخب.
أبرزها استبعاد عمر السومة أحد أهم المهاجمين في تاريخ الكرة السورية، واستدعاء لاعبين محترفين في قارة أميركا الجنوبية، وهم بابلو صباغ مهاجم إليانزا ليما البيروفي، وإبراهيم هيسار وإيزكويل العم المحترفين في صفوف بيلغرانو وإنديبندينتي ريفادافيا الأرجنتينيين، وكذلك خليل إلياس المنتقل حديثاً من الدوري الأرجنتيني إلى جوهور الماليزي.
وضمت قائمة الفريق 18 لاعباً محترفاً خارج سوريا من أصل 26 تم استدعائهم، وينشط محترفو الفريق في دوريات ليست بالمعروفة على خارطة كرة القدم العالمية، مثل الدوري التشيكي والسلوفاكي ودوري الدرجة الثانية السويدي والدوري الثاني اليوناني.
وجاءت قائمة الفريق الكاملة على الشكل التالي:
إبراهيم عالمة – تشرين
أحمد مدنية – جبلة
طه موسى – الفتوة
مكسيم صراف – سسكا موسكو الروسي "الفريق الرديف تحت 19 سنة"
أيهم أوسو – سلافيا براغ التشيكي
عمر الميداني – النصر الكويتي
ثائر كروما – الفتوة
مؤيد الخولي – الجيش
مؤيد عجان – الجيش
خالد كردغلي – الوحدات الأردني
عبد الرحمن ويس – كاليتيا اليوناني
خليل الياس – جوهور الماليزي
إيزكويل العم – إنديبندينتي ريفادافيا الأرجنتيني
كامل حميشة – الأهلي البحريني
محمد عنز – الرفاع البحريني
إلمار أبراهام – سكوفدة السويدي
عمار رمضان – دوناسكا ستريدا السلوفاكي
محمد المرمور – العهد اللبناني
إبراهيم هيسار – بيلغرانو الأرجنتيني
عمرو جنيات – الوحدة
فهد اليوسف – الشرطة العراقي
عمر خريبين – الوحدة الإماراتي
بابلو صباغ – إليانزا ليما البيروفي
علاء الدالي – نفط ميسان العراقي
محمود الأسود – الكرامة
أنطونيو يعقوب – يفله السويدي
أين السومة ؟
أثار قرار كوبر استبعاد لاعب العربي القطري، عمر السومة، عن تشكيلة الفريق المشاركة في كأس آسيا الكثير من الجدل في الأوساط الرياضية خلال الأيام الماضية.
السومة الذي عبّر عن إحباطه بسبب استبعاده بطريقة غير لائقة من وجهة نظره، أعلن اعتزاله دولياً في مقابلة مع قناة الكأس، وسينضم لقائمة محللي شبكة قنوات "بي إن سبورتس" في البطولة، وفق ما أعلنت الشبكة عبر صفحاتها الرسمية.
من جهته قال فراس الخطيب، اللاعب السابق في المنتخب السوري، إن سبب استبعاد السومة فني وفقاً للمدرب.
وأضاف "المدرب يحتاج للعب بشكل دفاعي ويعتمد على الهجمات المرتدة، ويقول إنه في الهجمات المرتدة لا يحتاج لاعباً مثل السومة، وأنا أول من عارض المدرب على هذا القرار ولكن اليوم لم يتبق شيء على انطلاق البطولة ونحتاج للتركيز على المنتخب".
بالمقابل قال الإعلامي الرياضي، أشرف بن عياد، لبرنامج "المجلس" الذي يعرض على قنوات الكأس، إنه لا يعتقد أن سبب استبعاد السومة فني بحت "كوبر تغيّر عن الماضي".
وتابع: "أنا أعرف كوبر عندما كان مدرباً لفالنسيا ومايوركا كان يصرح ويشرح بعد كل مشكلة، أما الآن يبدو أنه لم يعد يكترث، لا تقل لي إن السومة لا يمكن أن يكون موجوداً في اللائحة، حسناً لا يشركه كلاعب أساسي ولكن على الأقل يضعه على دكة الاحتياط، ولكن أن تستبعد لاعب بقيمة السومة فهذا قرار غير فني".
كوبر: "أختار من ينفذون التعليمات"
وعن سبب استبعاد السومة قال كوبر في المؤتمر الصحفي الذي أقيم، الجمعة: "اختياري يكون على أساس قدرة اللاعبين على التأقلم والدخول في المجموعة، وبعض اللاعبين لم يتأقلموا مع تعليماتي في أرض الملعب ودائماً أختار من ينفذون التعليمات".
وأضاف الأرجنتيني أن المباراة الافتتاحية لها أهمية كبيرة في جميع البطولات، كونها تعطي دافعاً معنوياً لمتابعة المسيرة وتحقيق الهدف "التفاؤل والحماس مطلوب في كل المباريات، ونسعى لتقديم أداء جيد ونتيجة إيجابية تسعد الجمهور السوري".
ووصف كوبر الانسجام بين اللاعبين بأنه أكثر من جيد، رغم وجود لاعبين حديثي الانضمام للمنتخب، ولفت إلى أنّ"التشكيل الأساسي للاعبين جاهز، ويبقى مفتوحاً للتغيير حتى آخر لحظة لأي سبب طارئ".
ماذا عن منتخب أوزبكستان؟
وعن منتخب أوزبكستان أول خصوم الفريق السوري في البطولة، قال كوبر إن الفريق الأوزبكي متطور وقوي ويملك مدرباً جيداً ولاعبين بمهارات عالية، ولكن لا يوجد منتخب إلا ولديه ثغرات وسنعمل على استغلالها داخل الملعب على حد قوله.
ويشير إلى أنه "زرع لدى اللاعبين كيفية تجاوز جميع الضغوطات عبر الثقة بالنفس والابتعاد عن التوتر وتقديم مستوى جيد وترجمة كل التعليمات أثناء التمارين في البطولة".
سعي للتغيير!
عمار رمضان، لاعب المنتخب، قال في المؤتمر الصحفي إن الفريق مر بتخبطات عديدة في السنوات الماضية، وهم هنا من أجل تغيير هذه الصورة.
وبرأيه أن "المباراة الأولى مهمة جداً لأنها مفتاح الاستمرار بالبطولة ولا يوجد فيها فريق لديه الأفضلية، من يؤدي بشكل جيد وروح عالية ورجولة سيكسب المباراة".
وبيّن أنّ هناك تجديداً في المنتخب، وكل اللاعبين يملكون العقلية اللازمة من أجل التأقلم على حد قوله، وختم "كل اللاعبين على قلب رجل واحد وسنسعى لتحقيق الإنجاز إن شاء الله".
نتائج مخيبة وتحضيرات سرية
لعب المنتخب السوري عشر مباريات تحت قيادة كوبر، اثنتان منها في تصفيات كأس العالم وما تبقى ودية وتحضيرية، فاز في 3 منها وتعادل في 3 أيضاً، وتلقى 4 هزائم، أثقلها أمام اليابان بخماسية نظيفة في تصفيات المونديال.
وسجل الفريق 11 هدفاً، فيما تلقت شباكه 15 هدفاً خلال المباريات العشرة الماضية.
واتسمت مباراتا المنتخب الماضيتان أمام قيرغيزستان وماليزيا الوديتين استعداداً للبطولة بالسرية التامة، إذ لم تنقل المباراتان تلفزيونياً، ولم يسمح بدخول الجماهير والإعلاميين، في سعي من كوبر لمفاجأة خصومه أثناء البطولة، وتعادلت سوريا بهدف لمثله مع قيرغيزستان، وسجل للفريق السوري اللاعب إبراهيم هيسار.
وتعادل المنتخب السوري أيضاً مع ماليزيا بهدفين لكل فريق، وسجل هيسار مجدداً ووضع بابلو صباغ بصمته وتمكن من تسجيل هدفه الدولي الأول، وأشرك المدرب الأرجنتيني جميع اللاعبين في المباراتين، للوقوف على مستواهم وتحديد التشكيلة النهائية لمباراة أوزبكستان.
تاريخ حافل بالخروج المبكر
سجل مشاركات المنتخب السوري في كأس آسيا حافل بالخسائر والوداع المبكر، حيث شاركت سوريا في نسخ "1980 في الكويت، 1984 في سنغافورة، 1988 في قطر، 1996 في الإمارات، 2011 في قطر، 2019 في الإمارات"، وودعت من دور المجموعات في جميع مشاركاتها الست.
لعب السوريون 21 مباراة في مجمل مشاركاتهم في كأس آسيا، فازوا في 7 مباريات منها، وتعادلوا 3 مرات، بينما تجرعوا مرارة الهزيمة 11 مرة، وتمكنوا من تسجيل 17 هدفاً، بينما تلقت شباكهم 28 هدفاً.
ويمني جمهور "نسور قاسيون" أنفسهم بكسر عقدة الدور الأول، وتأهل المنتخب لأول مرة في تاريخه إلى الدور الثاني من البطولة، بينما يعتبر الكثير من السوريين أن هذا المنتخب لا يمثلهم، بل يمثل حكومة النظام السوري.
ويقول سوريون بأنهم سيشجعون أوزبكستان وأستراليا والهند، وفقاً لما يتم تداوله على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.
وتحتضن قطر البطولة اعتباراً من اليوم وحتى العاشر من شباط المقبل، بمشاركة 24 منتخباً.
ويحمل المنتخب الياباني الرقم القياسي في التتويج بالبطولة برصيد 4 ألقاب، وهو المرشح الأوفر حظاً لحصد اللقب، ويليه السعودية وإيران بـ 3 بطولات، وبطولتان لكوريا الجنوبية، وبطولة واحدة لكل من قطر والعراق والكويت وأستراليا وإسرائيل.