عندما يريد الشاب السوري أيمن.ن (19 عاماً)، الذهاب للتسوق في البلدة أو مجرد المشي في الشارع، اعتاد الناس على مشاهدة سيارتين تحملان شرطيين بثياب مدنية، تفصل بين المركبتين أمتار قليلة، ويلاحقان الشاب في كل خطوة يخطوها!
صورة غريبة، اعتاد أهالي سكان مدينة أنهالت بيترفيلد، الواقعة في إقليم ساكسونيا، ألمانيا، على مشاهدتها كل يوم طوال السنوات الثلاث الأخيرة.
دخل أيمن ألمانيا كلاجئ قاصر في خريف عام 2015، غير مصحوب بذويه، وعاش في بلدة أوسترينبرغر لاند في ساكسونيا حتى عام 2017، ثم بدأ يتواصل مع ذوي تفكير مماثل ومتطرفين عبر الإنترنت، إلى أن أوقفته الشرطة واستجوبته، وحولته إلى المحكمة.
وبحسب الادعاء، فإن المشتبه به تواصل مع متطرفين، وسأل عن بندقية كلاشينكوف هجومية، ومن أين يمكنه الحصول عليها، كما سأل عن كيفية تصنيع حزام ناسف، وزعم المشتبه به في حديثه لأحد الضباط، الذي يعمل متخفياً أنه يخطط لشيء أكبر، وكان هناك حديثٌ عن هجوم في برلين.
واتهمته المحكمة بـ "التحضير لأعمال عنف خطيرة تهدد الدولة"، ووضعته تحت المراقبة المستمرة حتى إصدار الحكم، حيث لا يسمح له بالابتعاد مسافة أبعد من موقع السوبر ماركت، الذي يشتري منه احتياجاته الشخصية، وفرض عليه ارتداء سوار إلكتروني لتحديد الموقع على مدار الساعة.
اقرأ أيضاً: تركت لعبها وسافرت... بيسان طيباتي من ضحايا تفجير بيروت
وحسب ما جاء على الموقع الإلكتروني لصحيفة "صوت الشعب" في ماغديبورغ عاصمة ولاية ساكسونيا الألمانية "ظل ضباط شرطة الولاية يراقبون تهديد داعش في أنهالت بيترفيلد على كل زاوية وفي كل منعطف منذ ثلاث سنوات، وليس هناك نهاية واضحة".
وأضافت الصحيفة أن "المشتبه بانتمائه لتنظيم داعش، كبّد الدولة 95 ألف ساعة حراسة، بمعدل أجر حوالي 52 يورو لكل موظف في الساعة الواحدة، أي ما يقرب خمسة ملايين يورو!".
وهذا المبلغ لا يشمل تكاليف إضافية، أو تكاليف تشغيل أسطول السيارات المستخدم بالعملية، التي من المفترض أن تتم على مدار الساعة في ثلاث ورديات، وأربعة ضباط لكل وردية، أي اثني عشر ضابطاً في اليوم، يسافرون يومياً من ماغدبورغ، بحسب الصحيفة.
وأما عن سبب المجهود تقول الشرطة إن "الشاب مصنف كتهديد تطرف إسلامي، وينتظر استمرار محاكمته أمام المحكمة العليا في برلين".
بعد اليوم الثالث، من جلسة الاستماع المغلقة في أيلول 2017، أعلنت المحكمة الإقليمية، أنها لم تعد مسؤولة، وأحالت القضية إلى محكمة برلين الإقليمية بسبب ظهور مزاعم جديدة تتعلق بالانتماء إلى جماعة إرهابية أجنبية.
ومع ذلك، أوقفت محكمة الاستئناف في برلين الإجراءات مؤقتاً بعد اليوم الرابع من الجلسة في تشرين الثاني 2017.
وقالت المتحدثة باسم المحكمة ليزا جاني، إن "متابعة التحقيقات ما زالت مطلوبة، والمدعي العام في نومبورغ هو المسؤول الآن".
قد يهمك: من جديد… طلاب سوريون يحصدون المراتب الأولى في دول اللجوء
المتحدث باسم المحكمة كلاوس تيوس، قال إن "موعد استكمال التحقيقات ما زال مفتوحاً"، وولفت إلى أن "المراقبة هي إجراء بوليسي بحت لتفادي الخطر المتوقع".
كما رفضت وزارة الداخلية الألمانية، التعليق على القضية، وعبرت وكالات الشرطة عن انزعاجها من عدم إغلاق هذه القضية حتى الآن، إذ قال رئيس الشرطة الاتحادية اباخمان إنه "أمرٌ مؤسفٌ للغاية"، وعلق زميله بيتر ميسنر من إدارة المباحث الألمانية بقوله "لا يمكننا مراقبته إلى الأبد!".
الجدير بالذكر، أنه في ألمانيا وباقي دول الاتحاد الأوربي، العديد من القضايا المفتوحة ضد مشتبه بانتمائهم لإرهابيين ومتطرفين، وبخاصة بعد تفكك تنظيم "داعش"، وهروب أو عودة بعض عناصره إلى أوطانهم أو بلدان أخرى.
الكلمات المفتاحية