يواجه اللاجئون السوريون في قطاع غزة الفلسطيني، مشكلة تقييد أبنائهم، فلا سفارة سورية في فلسطين، والذهاب للحصول على أوراق رسمية في سفارة بلدهم بمصر، يبدو مستحيلاً، هذا الأمر، دفع اللاجئ أنس القاطرجي إلى اتخاذ قرار بعدم إنجاب طفل!
محاولات ضعيفة!
تحاول الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، التابعة لحركة حماس، مساعدة اللاجئين السوريين، من خلال إصدار وثائق رسمية خاصة بهم، تساعدهم على تسهيل أمور حياتهم قدر المستطاع.
اقرأ أيضاً: اليابان: 6 لاجئين سوريين حصلوا على اللجوء!
ولكن رغم ذلك، يبقى الموقف السياسي الذي يعيشه اللاجئون السوريون حائلاً دون توثيق أوراقهم الرسمية، من قبل حكومة النظام السوري.
التسهيلات في هذا الجانب عديدة من قبل حكومة غزة، بحسب اللاجئ السوري ماجد العطّار، الذي يؤكد سهولة إصدار بطاقات التعريف الخاصة باللاجئين السوريين.
ويضيف: "منحتنا الجهات الرسمية بطاقات تعريفية بمجرد دخولنا قطاع غزة، وتحديدًا منذ الأسبوع الأوّل"، موضحًا الآلية التي تم من خلالها إصدار تلك البطاقات: "تطلّب الأمر إحضار وثيقة جواز السفر، وصور شخصية إلى جانب معرّف، وبذلك نحصل على البطاقة".
بيان عائلي للسوريين في غزة
أصدرت حكومة غزة وثيقة رسمية خاصة باللاجئين السوريين، تسمى "البيان العائلي"، وذلك بناءً على طلب اللاجئين السوريين لهذه الوثيقة التي تصدر في سوريا بشكل خاص.
يقول رئيس "جمعية حقي" لشؤون اللاجئين العرب في غزية، عاطف العيماوي: "توجهت للشؤون المدنية وطلبت منهم ورقة بيان عائلي، بهدف إتمام معاملات خاصة في الخارج، فأخبروني أنه ليس لديهم هذا التقليد".
ويضيف: "ذلك دفع جهة الشؤون المدنية إلى التكفّل بإصدار هذه الورقة الرسمية، لمن يحتاجون إليها، وهي وثيقة تضم بيانات كاملة وتفصيلية عن أفراد الأسرة".
حواجز كثيفة
"المعوّقات الفعلية تبدأ مع حاجة أولئك اللاجئين، إلى تصديق لوثائقهم الرسمية داخل ممثليات الحكومة السورية"، يقول أنس قاطرجي، لاجئ سوري في غزة.
اقرأ أيضاً: جمعة الجولان عربي سوري: غيرة حماس من الجهاد أم وحدة المصير؟
ويضيف في حديثه لروزنة: "لا أتحمّل فكرة إنجاب طفل، ووضعه تحت بند الاحتمالات، وبالذات وسط الأوضاع الحرجة التي نعيشها نحن اللاجئون السوريون".
ويؤكد قاطرجي، أن العديد من الأولاد السوريين وُلدوا في قطاع غزة، لكن لم يستطيعوا تقييدهم في سوريا، ولا استخراج جوازات سفر لهم، بسبب صعوبة الذهاب إلى مصر، لتقييدهم في سفارة النظام السوري هناك. لا سيّما أن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة والأراضي المصرية، غير مفتوح أمامهم. كما أن الكثير منهم، يخشون الاقتراب من أي دائرة رسمية تابعة للنظام، بسبب مواقفهم المعارضة له.
السياسة تتدخل بالتفاصيل
يرد المحلل السياسي الفلسطيني ناجي شرّاب، تلك الإشكاليات التي تواجه اللاجئين السوريين في غزة، إلى "حدّة موقف الحكومة السورية منهم، لاعتبارهم ينتمون إلى الجهات المعارضة للنظام السوري".
ويقول: "في هذه الحالة لا يبقى أمامهم سوى البقاء في غزة، يحملون أوراقاً ثبوتية تسمح لهم بتلقي خدمات مجتمعية، وبالتالي مصيرهم هو مصير عدد كبير من اللاجئين السوريين، يعتبرون مقام الهجرة حاضرهم ومستقبلهم".
موقف لا يحسد عليه العالقون السوريون داخل حصار قطاع غزة، ما يجعلهم يترقبّون حل الكثير من المعضلات، كي يتمكنوا من التكيّف مع واقع الحال، أيّا تكن أمنياتهم بالبقاء داخل القطاع أو الخروج منه.