جنوب لبنان: مقتل صحفي وإصابة ستة آخرين بصواريخ إسرائيلية

مقتل الصحفي عصام عبد الله من وكالة رويترز - فيسبوك
مقتل الصحفي عصام عبد الله من وكالة رويترز - فيسبوك

سياسي | 14 أكتوبر 2023 | إيمان حمراوي

لم يسلم الصحفيون من الحرب المندلعة في غزة والتي طالت لبنان مؤخراً، حيث قتل صحفي وأُصيب ستة آخرون في جنوبي لبنان،  جراء إصابتهم بصواريخ إسرائيلية، أمس الجمعة، أثناء تغطيتهم للاشتباكات المتبادلة بين الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله".


وذكرت وكالة "رويترز"، أن صحفي من فريقها لقي حتفه، وأصيب ستة آخرون ، اثنان أيضاً من فريقها، والبقية من قناة "الجزيرة" وكالة "فرانس برس"، وفق مصور تلفزيون كان في موقع القصف.

وكان الصحفيون يعملون قرب قرية علما الشعب، القريبة من الحدود مع إسرائيل، عندما تبادلت قوات الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله" إطلاق النار في اشتباكات عبر الحدود.
 


وأعلن الجيش اللبناني على منصة "إكس"، أنّ إسرائيل استهدفت "في بلدة علما الشعب برج مراقبة غير مشغول للجيش اللبناني يُستعمل بشكل ظرفي أثناء تنفيذ المهمات والتدابير الأمنية، ولم يسجَّل وقوع إصابات في صفوف العسكريين".
 

وقالت وكالة "فرانس برس" إن اثنين من صحافييها أصيبا، وذكرت قناة "الجزيرة" أن اثنين من صحفييها، إيلي براخيا، والمراسلة كارمن جوخدار، أصيبا جراء القصف.

وأوضح مصدر أمني لبناني لـ"الجزيرة" أن طائرة "أباتشي" إسرائيلية استهدفت الصحفيين بصاروخ موجه في علما الشعب.



المصور التلفزيوني، عصام عبد الله، من وكالة "رويترز"، لقي حتفه أثناء نقله للأحداث في بث مباشر، وكانت الكاميرا موجهة إلى جانب أحد التلال عندما هز انفجار قوي الكاميرا وملأ الدخان الجو وسمع صوت صرخات، وفق الوكالة.

وقالت الوكالة في بيان، إن "صحفيين آخرين من رويترز هما ثائر السوداني وماهر نزيه أصيبا في الحادث وغادرا المستشفى بعد تلقي العلاج"، والآن تسعى الوكالة للعمل مع السلطات في المنطقة للحصول على مزيد من المعلومات، ودعم عائلة الضحايا.

وقال نزيه، إن رويترز ومؤسستين إعلاميتين غيرها، كانوا يصورون إطلاق الصواريخ القادمة من اتجاه إسرائيل، فأصاب أحدها عصام، حيث كان يجلس على جدار حجري منخفض قرب مجموعة الصحفيين.

وبعد ثوانٍ أصاب صاروخ آخر السيارة التي كانت تستقلها مجموعة الصحفيين مما أدى لاشتعال النيران بها.

واتّهم رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي وعضو برلمان من "حزب الله" إسرائيل بالمسؤولية عن استهداف الصحفيين.

إسرائيل: "نحن في حالة حرب"

مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، قال في إفادة أمس الجمعة "بالتأكيد لا نريد مطلقا إيذاء أو قتل أو إطلاق النار على أي صحفي يؤدي عمله، لكن كما تعلمون، نحن في حالة حرب، وقد تحدث أشياء نأسف لها"، موضحاً أنهم سيحقّقون في الأمر.

إيران تدين

أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، استهداف إسرائيل لعدد من الصحفيين جنوبي لبنان، وفق وكالة "مهر" الإيرانية.

اقرأ أيضاً: "إذا لم تتوقف إسرائيل".. إيران تحذّر من امتداد الحرب لمناطق أخرى 



الأمم المتحدة: "مقتل صحفي يعكس الخطر الهائل"

وقال الأمين العام للأمم المتحدة،  أنطونيو جوتيريش، أمس الجمعة،  إن مقتل الصحفي عصام عبد الله،  أثناء تأدية عمله في جنوب لبنان يعكس الخطر الهائل لاتساع نطاق الصراع بين إسرائيل وحماس إلى لبنان.

وذكرت "لجنة حماية الصحفيين" في تقرير، أنه خلال سبعة أيام من الصراع تأكد مقتل 9 صحفيين فلسطينيين، وآخر إسرائيلي وفقدان آخر، وأمس الجمعة، قتل صحفي مقيم في بيروت خلال قصف استهدف جنوبي لبنان.

وقالت اللجنة في بيان: "تشدد لجنة حماية الصحفيين على أن الصحفيين هم مدنيون يقومون بعمل مهم في أوقات الأزمات ويجب ألا يتم استهدافهم من قبل الأطراف المتحاربة".

وأضافت: "يقدم الصحفيون تضحيات كبيرة في جميع أنحاء المنطقة لتغطية هذا الصراع المهم، ويجب على جميع الأطراف اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامتهم لوقف هذه الخسائر المميتة والفادحة".

ماذا حدث؟

وتحدثت وسائل إعلام لبنانية، بعد الظهر عن انفجارات سمعت قرب الجدار، بين علما الشعب والضهيرة جنوب مدينة صور، تبعتها رشقات رشاشة غزيرة في المنطقة، لتبدأ بعدها المدفعية الإسرائيلية بقصف المنطقة الواقعة بين البلدتين بالقذائف الانشطارية والفوسفورية، ما أدى إلى اشتعال حرائق.

وبعدها بقليل، أطلق الطيران المروحي الإسرائيلي صاروخين استهدف أحداهما برجاً للجيش اللبناني، وفق "الشرق الأوسط".

وفي المقابل، استهدف "حزب الله" مواقع إسرائيلية بالأسلحة المباشرة، مشيراً إلى أنّ مهاجمة المواقع الإسرائيلية جاء رداً على الاعتداءات الإسرائيلية عصر أمس الجمعة على محيط عدد من البلدات الجنوبية.

وكانت القوات الإسرائيلية أطلقت، صباح أمس الجمعة، صاروخين فوق منطقة الناقورة الحدودية جنوب لبنان والمنطقة المحيطة بها، وطلب من سكان قرية علما الشعب التحصن في منازلهم وإغلاق الأبواب والنوافذ، قائلاً إن هناك ما يشتبه بأنه عملية تسلل يقوم بها مسلحون.

وبدأت حرب غزة منذ السابع من تشرين الأول الجاري، يوم السبت الفائت، عندما أطلقت حركة "حماس" عمليتها العسكرية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، لتعلن الأخيرة عملية عسكرية تحت اسم "السيوف الحديدية" شنت خلالها قصفاً مكثفاً على قطاع غزة إلى اليوم، راح ضحيته آلاف المدنيين بين قتلى وجرحى.

وكان نائب الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، نعيم قاسم، أكد قبل أيام جاهزيتهم التامة للتحرك ضد إسرائيل حين يلزم الأمر، قائلاً إن "حزب الله يعرف واجباته اتجاه القضية الفلسطينية، وسيساهم في مواجهة إسرائيل وفقا لخطته الخاصة".

وكان نصر الله، الأمين العام لـ"حزب الله"، التقى أمس الجمعة، في بيروت وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان،  الذي شدد على أن  "جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين ستلقى رداً من حلفاء طهران في المنطقة، وعلى إسرائيل تحمل العواقب". 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق