خاص: تفاصيل احتجاز الفتاة الإسرائيلية في سوريا

الصورة أرشيفية - من المعبر على حدود الجولان السوري المحتل
الصورة أرشيفية - من المعبر على حدود الجولان السوري المحتل

سياسي | 18 فبراير 2021 | مالك الحافظ

أثارت صفقة تبادل اثنين من الأسرى السوريين بفتاة إسرائيلية عن طريق وساطة روسيّة، الكثير من التساؤلات حول توقيت هذه الصفقة و أسبابها، إلا أن أبرز التساؤلات يتمحور حول شخصية الفتاة الإسرائيلية التي سعت حكومة بنيامين نتنياهو لطلب مساعدة موسكو من أجل استعادتها.


معلومات راديو "روزنة" الخاصة أفادت بأن الفتاة الإسرائيلية تبلغ من العمر 22 عاماً، وتنتمي لطائفة الحريديم اليهوديّة المتشددة، و تعاني من اضطرابات نفسية، تقيم في مستوطنة موديعين عيليت (تقع في الضفة الغربية غرب مدينة رام الله) و هي بمثابة مدينة مخصصة لليهود الحريديين.

و الحريديم هم جماعة من اليهود المتدينين، يُطبّقون الطقوس الدينية ويعيشون حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية، و اسم حريديم هي جمع لكلمة "حريدي" وتعني "التقي".

وفق الراوية التي حصلت عليها "روزنة" فإن الفتاة الإسرائيلية تمّ استدراجها إلى كردستان العراق (عبر مطار أربيل الدولي) وتمّ القبض عليها هناك، قبل أن تنقل إلى سوريا، وكأن الموضوع يندرج ضمن خطة استخباراتية حضّرت لها دمشق، عبر إيقاعها في علاقة حب إلكترونية مع شاب سوري، وذلك بخلاف التقارير الصحفية التي أشارت إلى أنها دخلت سوريا بالخطأ عن طريق الجولان السوري المحتل (معبر القنيطرة). 

وأشارت المصادر إلى أن المفاوضات الروسية-الإسرائيلية-السورية بشأن إطلاق سراح الفتاة بدأت منذ أسبوعين، وبمتابعة مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

الإتّفاق المبدئي جاء على صيغة إطلاق سراح الفتاة الإسرائيليّة مقابل إطلاق سراح سجينين، هما نهال المقت، من سكّان مجدل شمس في هضبة الجولان، وهي متّهمة بالتجسّس لصالح "حزب الله" اللبناني ومحتجزة في منزلها تحت الإقامة الجبريّة، وكانت تخضع لمحاكمة منذ تموز 2017، إلى أن صدر بحقها حكم بالسجن ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ، والبقاء تحت المراقبة لمدة عام، مع الأشغال لمدة ستة أشهر، تم تمديدها إلى عشرة أشهر، إضافة إلى دفع غرامة 1500 دولار، في حزيران 2020.
                                                                                                             نهال المقت
وقالت في تصريحات صحفية، إنها حصلت على إسقاط ملفها نهائياً، من دون قيد أو شرط، وذلك بعد رفضها الإبعاد إلى مناطق سيطرة النظام.

و أما الشخص الآخر، فهو ذياب قهموز، وهو علوي من قرية الغجر (يحمل كجميع سكّان قرية الغجر الجنسيّة الإسرائيليّة)، وقد حُكمَ عليه عام 2016 بالسجن لمدة 18 عاماً في عدة قضايا منها التجسس لصالح حزب الله وشراء وتهريب أسلحة.

و قد رفض قهموز، الخروج من المعتقلات الإسرائيلية إلى مناطق سيطرة النظام السوري وإبعاده عن الجولان السوري المحتل، و عاد مجدداً إلى حيث يقبع في سجن النقب الصحراوي، ما عرقل صفقة تبادل الأسرى -حتى الآن- وفق المصادر، مشيرة إلى أن تطورات مؤثرة ستحصل خلال الساعات المقبلة. 
                                                                                                       ذياب قهموز 
ورفض نتنياهو، في وقت سابق، الخوض في تفاصيل المفاوضات التي تحصل لإطلاق سراح الفتاة المحتجزة في سوريا.

وقال نتنياهو في مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي: "نحن نعمل على إنقاذ الأرواح. أستطيع فقط أن أقول إنني أستخدم اتصالاتي الشخصية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتأمين إطلاق سراحها". وأكد أنهم "في ذروة مفاوضات حساسة بشأن هذه القضية. وأعتقد أننا سنحلها".
قد يهمك: رسالة إسرائيلية جديدة للنظام السوري حول إيران 


كما غادر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، ومنسق شؤون الرهائن يارون بلوم، صباح يوم أمس الأربعاء، إلى موسكو للتفاوض على إطلاق سراح الإسرائيلية، بحسب تقارير صحفية.

وكانت دمشق، أعلنت أمس الأربعاء، عن صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل برعاية روسية، تشمل إطلاق سراح سوريين اثنين مقابل فتاة إسرائيلية قالت إنها دخلت إلى القنيطرة "بالخطأ".

ومطلع عام 2020، أطلقت إسرائيل سراح الأسيرين السوريين في سجونها، صدقي المقت وأمل أبو صلاح، كبادرة حسن نية تجاه النظام السوري مقابل رفات الجندي الإسرائيلي زخاريا بومل، الذي تسلمته بمساعدة روسيا، مطلع نيسان 2019.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق