من جديد يتصاعد التوتر في مدينة الحسكة، بين قوات "الأسايش" (الأمن الداخلي في الإدارة الذاتية الكردية) والنظام السوري، الأمر الذي أدى إلى استمرار تدهور الوضع الأمني في المنطقة هناك لفترة قاربت الشهر، وسط اتهامات للنظام بمسؤوليته عن افتعال التوترات ظهر اليوم الأربعاء.
ووفق مصادر محلية فإن العشرات من مؤيدي حكومة دمشق تظاهروا احتجاجا على محاصرة عناصر "الأسايش" للأحياء التي تقع في المربع الأمني الذي تسيطر عليه العناصر الرديفة لقوات حكومة دمشق (الدفاع الوطني) في مدينة الحسكة.
و خرج العشرات بمظاهرة في شارع فلسطين بالمدينة، قبل أن يطلق عناصر "الأسايش" النار في الهواء لتفريق المتظاهرين.
مصادر في "الإدارة الذاتية" أكدت لـ "روزنة"، أن ما يحصل من توتر مفتعل في الحسكة تقف وراءه حكومة دمشق وعناصرها المحلية (الدفاع الوطني)، وذلك بسبب عجزهم عن مقاومة الحصار الذي تفرضه "الأسايش". ولفتت إلى أن عناصر "الدفاع الوطني" قامت بتحريض المدنيين من أجل استغلال التوتر والتصعيد الحاصل جراء أعمال التظاهر، والسعي للسيطرة على أحد حواجز "الأسايش" بالقرب من المربع الأمني في المدينة.
توتر واطلاق رصاص في الحسكة⭕ فيديو متداول يظهر حالة #التوتر اليوم في #الحسكة بين قوات الحكومة السورية و #الاسايش وسط سوق المدينة.
Posted by إيفان حسيب - Ivan Hassib on Wednesday, January 27, 2021
وأوضحت المصادر أن مواصلة قوات "الأسايش" حصارها للأحياء في المربع الأمني يأتي من أجل الضغط على الروس والنظام لوقف الحصار المفروض من الجانبين على مناطق ما تسميه "الإدارة الذاتية" بمقاطعة "الشهباء" والتي تضم مناطق سيطرت عليها القوات الكردية "قسد" منذ أكثر من 3 سنوات في ريف حلب الشمالي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة السورية التي تدعهما أنقرة.
قد يهمك: ضغوط سياسية كردية على قوات النظام في الحسكة

وتدعي "الإدارة الذاتية" وفق المصادر أنها منعت فقط تزويد عناصر ومقار حكومة دمشق بالمربعات الأمنية في مدينتي الحسكة والقامشلي بما يلزمهم، بينما تسمح للمدنيين في أحياء المربع الأمني بأخذ مستلزماتهم اليومية سيرا على الأقدام فقط من الأحياء المجاورة والقريبة من المربعات الأمنية.
وكانت مصادر "روزنة" أشارت في وقت سابق إلى أن كل من الروس وحكومة دمشق يسعون لزيادة الضغط على "قسد" من أجل الانسحاب الكامل من مدينة عين عيسى ومحيطها (شمال محافظة الرقة)، مشيرة إلى أن الضغوط لم تعد تقتصر فقط على التصعيد والمناوشات في مدينة القامشلي وتوتير الأجواء في المدن الرئيسية بالمحافظة، و إنما ازداد بتشديد الحصار أكثر على "الشهباء" بمنع دخول المواد الغذائية الأساسية والمحروقات، فضلا عن صعوبة خروج المواطنين من المقاطعة نحو مدينة حلب أو مناطق شرق الفرات.
الكلمات المفتاحية