"ايماتيل" تبيع الهواتف الأميركية والسوريون يصطفون في طوابير لشراء الخبز

تجمع مواطنين أمام شركة "ايماتيل" - مصدر الصورة: Facebook
تجمع مواطنين أمام شركة "ايماتيل" - مصدر الصورة: Facebook

اقتصادي | 28 أكتوبر 2020 | مالك الحافظ

بعد أيام قليلة من قيام شركة "إيماتيل" التي تملكها أسماء الأسد باستعراض أحدث نماذج هواتف آيفون الباهظة الثمن في العاصمة السورية، جاءت تصريحات رئيس حكومة النظام أمس الثلاثاء حول قرب نفاد مخزون القمح في سوريا، لتكشف هول الكارثة التي تنتظر السوريين خلال الأيام القليلة المقبلة مهددة أمنهم الغذائي.
 

وكشف رئيس حكومة النظام السوري حسين عرنوس، أن كمية القمح المتوفرة لدى حكومته "لا تكفي حاجة البلاد من الخبز سوى لشهر ونصف شهر".

وكانت الكثير من الصفحات السورية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نشرت مؤخراً صور الطوابير الطويلة من المواطنين المنتظرين لتحصيل ما يسد رمق عائلاتهم من المادة الغذائية الأساسية.

 غير أن صفحات أخرى نشرت متندرة تجمع العديد من السوريين أمام شركة "إيماتيل" منتظرين دورهم لشراء أحداث إصدارات شركة الهواتف المحمولة الأميركية "آبل" (آيفون 12)، والتي تجاوز سعر إحداها ال 5 ملايين ليرة سورية. 


قد يهمك: الخارجية الأميركية تكشف أسباب تركيز عقوبات "قيصر" على أسماء الأسد


ولعل أكثر ما يثير التساؤل هو كيفية وصول هواتف "آيفون 12" إلى مناطق سيطرة النظام، رغم العقوبات الأميركية القاسية التي ازدادت تشددا بعد إقرار "قانون قيصر"، فضلاً عن عرضها بأسعار باهظة جدا تتجاوز بكثير أسعارها في بلدان أخرى في المنطقة وخارجها.
   
ورغم تدهور الأوضاع الإقتصادية في سوريا وتفاقم أزمة الخبز، أعلنت شركة "إيماتيل" يوم الاثنين الفائت نفاد الدفعة الأولى من هواتف "أيفون 12" التي أنزلتها الى الأسواق السورية والتي تدعم خطا واحدا، واعدة بتوفير دفعة ثانية قريبا بنسخة الخطين.

من أين تأتي هواتف "آيفون 12"؟ 

في ظل العقوبات الأميركية على النظام السوري، يرجح الباحث الاقتصادي السوري، يونس الكريم أن تكون الأجهزة الأميركية المتطورة وصلت إلى سوريا عبر طريقين لا ثالث لهما. 

وأشار إلى أن أول الطرق وأهمها هو الممتد من بريطانيا الى لبنان فسوريا، لافتاً في هذا السياق إلى أن العلاقات الواسعة لوالد زوجة رئيس النظام السوري، قد تكون أتاحت له تهريب هذه الهواتف من بريطانيا إلى مطار بيروت ومنه إلى دمشق.

وتابع "إضافة إلى العلاقات الجيدة لطريف الأخرس (والد زوجة رئيس النظام) في بريطانيا، فإن نفوذ النظام السوري في لبنان ما زال يتيح له إتمام عملية نقل تلك الهواتف الى سوريا".

أما الطريق الثانية لإيصال الهواتف، وهي الأقل ترجيحا حسب قول الباحث يونس الكريم، فهي "طريق دولة الإمارات التي تتمتع بعلاقات طيبة مع النظام منذ فترة ليست بالقليلة". 

هذا ولا يُعتبر الاتصال الذي أجراه ولي عهد إمارة أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، مع بشار الأسد، منتصف شهر آذار الماضي، تطوراً مفاجئاً على مستوى العلاقات السياسية المشتركة ومستقبلها بين دمشق وأبو ظبي، خاصة وأن الإمارات كانت السباقة في افتتاح سفارتها بدمشق في كانون الأول 2018. 


قد يهمك: عين أسماء الأسد على أهم ممتلكات رامي مخلوف 


الباحث في العلاقات الدولية جلال سلمي، أشار في حديث لـ "روزنة" أن فتح سفارة دولة الإمارات في دمشق كان مقدمة لتعزيز العلاقات الإقتصادية بين البلدين، معتبرا أن النظام سيتجه بعد التطبيع الإقتصادي الى التطبيع الدبلوماسي مع دول عربية أخرى "رويدا رويدا".

ونظمت شركة "إيماتيل" حفلا في مقرها الرئيسي في منطقة المزة في دمشق أطلقت خلاله هاتفي "آيفون 12" و "آيفون 12 برو"، بأسعار زادت عن الأسعار في الدول الأخرى بنحو مليوني ليرة سورية. 

وتتضمن سلسلة "آيفون 12″ و"آيفون 12 برو" 8 أنواع تتراوح أسعارها بين 3.66 مليون ليرة، و5.555 مليون ليرة، ما اعتبره البعض أسعاراً غير منطقية قياساً بسعر الهاتف في الشركة الأم.

ونقل الباحث الكريم أيضا أن شركة "ايماتيل" ستدخل في منافسة مباشرة مع رامي مخلوف (المالك الرئيسي لشركة سيريتل)، معتبراً أن المشغل الثالث المفترض الإعلان عن إتمام صفقته لصالح "إيماتيل" خلال الفترة المقبلة، سيغير من خارطة التنافس في قطاع الاتصالات في سوريا. 

وتابع: "ستدخل إيماتيل وهي إحدى شركات أسماء الأسد في مناقصة مشغل الاتصالات الخلوية الثالث، سواء كان دخول الشركة باسم زوجة الأسد الصريح أو عن طريق إحدى أذرعها الاقتصادية".

وبدأت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على سوريا منذ 2011، ترجمت بتجميد أصول للدولة ولمئات الشركات والأفراد، وفرض حظر على التجارة بالنفط وقيود على الاستثمار.

وفي أيلول الماضي، فرضت "وزارة الخزانة الأميركية" عقوبات جديدة على 3 شخصيات و13 كياناً سورياً، جاء ضمنها شركة "إيماتيل" وشركات أخرى. 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق