ما إن أعلنت وزارة الخارجية في حكومة النظام السوري عن توقيعها يوم أمس الاثنين، مع حكومة دولة أبخازيا اتفاقية للإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول للبلدين، حتى بدأ الكثير من السوريين بإنشاء صفحات ومجموعات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تختص بشؤون السفر إلى أبخازيا.
وجاء توقيع الاتفاقية عقب لقاء وزير الخارجية وليد المعلم؛ بالوفد الأبخازي الذي زار دمشق من أجل افتتاح السفارة اليوم الثلاثاء، حيث ترأس الوفد رئيس إدارة مكتب رئيس الجمهورية أبخازيا، ووزير الشؤون الخارجية فيها.
فيما ذكرت صفحة الخارجية على "فيسبوك"، أن اللقاء بحث علاقات البلدين الثنائية، و "سبل الارتقاء بها وتعزيزها في كافة المجالات، بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين".
اقرأ أيضاً: الأسد يدعم بقاء الوجود العسكري الروسي لهذه الأسباب
وهربًا من معاناتهم المستمرة حيال الأزمات المعيشية التي لم تعد تحصى، باتت أبخازيا الوجهة المفضلة لدى السوريين المحرومين من السفر إلى مختلف دول العالم بشكل شرعي، إلا صوب دول قليلة جداً، وذلك فق ما تشير إليه صفحات السوريين المتواجدين في مناطق سيطرة النظام.
العديد من الأسئلة تواردت إلى مجموعة عامة على فيسبوك أطلق عليها اسم "السفر إلى أبخازيا" تم إنشاؤها مؤخرًا، وبلغ عدد أعضاءها حتى ساعة إعداد التقرير أكثر من 6 آلاف مشترك. فكثيرة هي التعليقات التي تساءلت حول الأوراق المطلوبة للوصول إلى أبخازيا، وكم يحتاجون من المال لقاء ذلك، وفيما إذا كان هناك رحلات مباشرة توصلهم إلى أبخازيا طالما أنهم لن يكونوا محتاجين لتأشيرة دخول إليها.
كيفية الدخول إلى أبخازيا
لا يوجد في أبخازيا أي مطار دولي، لذا فإنه ومن أجل الوصول إليها لا بد من طلب تأشيرة دخول (ترانزيت) عبر السفارة الروسية في أي بلد، ومن ثم الوصول إلى مطار سوتشي والانطلاق منه برًا نحو أبخازيا عن طريق الحافلات.
تقع أبخازيا بين جورجيا و روسيا، مطلة على البحر الأسود، أعلنت استقلالها عن جورجيا عام 1991 وتبع ذلك الصراع الجورجي الأبخازي، وهي جمهورية مستقلة عن جورجيا واقعياً، إلا أنها لا تحظى باعتراف دولي سوى من روسيا ونيكاراغوا وفنزويلا وناورو وسوريا، و في عام 1993 أجبر الجيش الجورجي على الانسحاب من المنطقة بعد حرب دامت لمدة عام مع المقاتلين الأبخازيين الراغبين بالانفصال.

تبلغ مساحتها 8432 كيلومتر مربع، عاصمتها سوخومي، ومن مدنها الأخرى المهمة بيتسوندا، غالي، غاغرا.
رغم انكماش اقتصادها، إلا أنه يعتمد على السياحة "المتواضعة" بفعل العلاقات السيئة مع الغرب و الولايات المتحدة وعدم الاعتراف بها. وتهيمن أبخازيا على نصف سواحل جورجيا القديمة، كما يعتمد اقتصاد الدولة على الزراعة وإنتاج السجائر؛ حيث تملك حقول تبغ شاسعة. كذلك فإنها تتميز بمناخ بارد شتاًء ومعتدل صيفًا، ما أدى إلى ازدهار إنتاج الشاي فيها.
قد يهمك: عام صعب للروس في سوريا بعد 5 سنوات من التدخل!
اعترف النظام السوري، في شهر أيار الماضي، بإقليم أبخازيا كدولة مستقلة، وأعلن إقامة علاقات دبلوماسية معها، الأمر الذي لاقى تنديدًا من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي.

اللغة الرسمية في أبخازيا هي اللغة الروسية، والعملة فيها الروبل الروسي. تقدر الرواتب في أبخازيا بثلث الرواتب في ألمانيا على سبيل المثال، حيث بلغ الحد الأدنى للأجور عام 2018؛ 6700 روبل ( حوالي 86 دولار). فيما ينعكس انخفاض الرواتب على المعيشة، ما يعني أن أسعارها رخيصة ولا تختلف كثيرًا عن الأسعار في سوريا. كما يصل عدد سكانها إلى نحو ربع مليون نسمة.

غالبية الأراضي الأبخازية مغطاة بسلسلة جبال طويلة، ويقع جبل دومباي أولغين على ارتفاع أكثر من 13 ألف قدم، وهو أعلى نقطة في أبخازيا؛ حيث تغطيها الثلوج والأنهار الجليدية على مدار العام.

يمتد ساحل البحر الأسود الأبخازي من بشارة عبر الحدود الأبخازية الجورجية؛ إلى ليسيليدزي على الحدود مع روسيا، والتي لا تبعد كثيرًا عن سوتشي الروسية بمسافة 36 كم، ويبلغ طول الخط الساحلي حوالي 250 كم. فيما يطلق الأبخازيون على بلدهم اسم "أبسني"، وهو ما يعني بلد الروح.
الكلمات المفتاحية