سوريون دون أوراق ثبوتية يروون تفاصيل ترحيلهم من بريطانيا

سوريون دون أوراق ثبوتية يروون تفاصيل ترحيلهم من بريطانيا
خدمي | 04 سبتمبر 2020 | محمد الحاج

يواجه 11 سوريا مصيراً مجهولاً بعد أن باتوا في العراء بمدينة مدريد الإسبانية منذ يوم أمس الخميس، إثر ترحيلهم من بريطانيا. 


وقال أحد المرحلين من بريطانيا، في مداخلة عبر الساعة الإخبارية لـ "روزنة"، إنهم 11 يبيتون في العراء قرب مطار العاصمة مدريد، وسط ظروف إنسانية صعبة ودون أي إجراءات متوقعة من السلطات الإسبانية لمساعدتهم.

كما تحدث عن تفاصيل رحلتهم وما وصفه بـ "المعاملة السيئة والمصير المجهول الذي ينتظر مجموعتهم التي لا تملك أية أوراق ثبوتية.

وأضاف السوري المرحل الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب شخصية، أن الشرطة البريطانية قررت عدم منحهم اللجوء لوجود بصمة لهم في إسبانيا، و قامت بترحيلهم قسريا جوا إلى مدريد، مجردة إياهم من أوراقهم الثبوتية دون منحها لهم؛ وتقديم معلومات مضللة عن استقبالهم من منظمات في إسبانيا.

ويشرح: "كانت حالتنا النفسية سيئة خلال الرحلة، انهارت أعصابنا وبدأ بعضنا بالبكاء لأن أمر الترحيل من بريطانيا أصبح واقعا الآن، رافق كل شخص منا ست أفراد من الشرطة البريطانية، و أجبرونا على ركوب الطائرة… لو كنا في سوريا وقتلنا لكان أفضل مما رأيناه".

وأشار إلى أنهم سبق وتواصلوا مع محام في بريطانيا ودفعوا له نحو 1500 جنيه استرليني، دون أي نتيجة، في ظل عدم القدرة على الاستفادة والوصول للمحامين المكلفين من الحكومة البريطانية لمتابعة قضيتهم.

كذلك لفت بأن محاولاتهم بعدم الصعود إلى طائرة الترحيل من مطار يعتقد أنه للشحن، باءت بالفشل، مؤكدا على تعرضهم للتهديد بـ"الدعس" من الشرطة البريطانية عبر المترجم الذي كان يرافقهم بالسيارة إلى المطار.

وحول تعامل السلطات الإسبانية معهم، ذكر أن الشرطة في مطار مدريد وقعتهم على ورقة خروج من البلاد، وهو عكس ما أخبرتهم به الشرطة البريطانية، وفق قوله، مضيفا: "لا نعرف أين نذهب الآن، إن اتجهنا إلى فرنسا أو بلجيكا أو غيرها، سيقولون لنا عودوا لإسبانيا ونعيد الكرة ذاتها؟!".

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية نقلت عن متحدث باسم وزارة الداخلية الإسبانية إنهم على علم بقضية السوريين المرحلين من بريطانيا، وأن أي شخص له الحق بطلب الحماية الدولية في إسبانيا.

كما نقلت "الغارديان" عن مصدر في الشرطة البريطانية قوله إن المملكة المتحدة ليست ملزمة بمراقبة طريقة التعامل مع طالبي اللجوء الذين غادروا إلى الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي المسؤولة عن طلباتهم.

وتحدث الشخص الذي تواصلت معه روزنة عن ضرب لثلاثة من أصدقائه في المجموعة من قبل الشرطة الإسبانية لمنعهم من ركوب القطارات أو الوصول إلى مركز مدريد.

ووصف أيضا أن مصيرهم مجهول بدءا من رحلة وصولهم إلى بريطانيا قادمين من فرنسا التي كانت خطيرة للغاية، تبعها تجربة في السجن والانتظار للحصول على حق اللجوء أو الحماية، مرورا بركوبهم بطائرة وحدهم رفقة الشرطة البريطانية، بحسب قوله.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق