لا تزال الخطوة التي أعلنت عنها روسيا فيما يتعلق بطبيعة العمليات المشتركة التي جرت لأول مرة بين الشرطة العسكرية الروسية والقوات التركية؛ يوم الاثنين في إدلب، خطوة غامضة الأهداف من حيث احتمالية أن يشترك الطرفان في قتال الجماعات الجهادية المصنفة على قوائم الإرهاب، والرافضة لاتفاق موسكو لوقف إطلاق النار في منطقة إدلب لخفض التصعيد مطلع آذار الماضي.
مدير مركز "حميميم للمصالحة" في سوريا، ألكسندر غرينكيفيتش، أعلن عن إجراء القوات العسكرية التركية- الروسية تدريبات عسكرية في بلدة الترنبة بريف إدلب، في تطور اعتبره يأتي لاستهداف "الجماعات المسلحة" التي ترفض "المصالحة" (عدم الاعتراف باتفاق موسكو وبنوده التي تنص في إحداها على تسيير دوريات مشتركة).
وبحسب المركز الروسي فقد شمل التدريب، "عمليات الاستهداف الناري المشترك للجماعات التخريبية التابعة للعصابات المسلحة التي ترفض المصالحة، وسحب المعدات العسكرية المتضررة، وتقديم المساعدة الطبية للمصابين"، وذلك في الوقت الذي لم يصدر فيه أي بيان يتعلق بذلك من قبل الجانب التركي.
قد يهمك: تصادم روسي-أميركي شرق الفرات… ما النتائج؟
إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، عن لقاء المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، و نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين يوم أمس، مع وفد تركي ترأسه نائب وزير الخارجية سادات أونال.
وذكرت الوزارة أن الطرفين ناقشا خلال اللقاء الوضع في محافظة إدلب، والخطوات الأخرى في إطار تنفيذ الاتفاقيات "التركية - الروسية" القائمة.
الباحث السوري، عباس شريفة، استبعد خلال حديثه لـ "روزنة" أن يكون تبرير التدريبات المشتركة لغاية لاستهداف التنظيمات المعارضة للمصالحة هو كلام دقيق، وفق تعبيره، كون أن الأمر المطروح بين روسيا وتركيا هو تسيير الدوريات ووقف إطلاق النار وتفكيك التنظيمات المتطرفة وليس المصالحة.
وتابع مرجحاً أن تكون عملية التدريب المشترك، هي من أجل تنسيق عملية حماية طريق "إم 4" وتنظيم الطلعات الجوية خوفا من التصادم.
وأضاف بأن "التعاون الروسي التركي لاستهداف أي جهة ترفض اتفاق موسكو فهذا لم يعد مطروحا بعد تفكيك الفصائل المعارضة لاتفاق موسكو وكل ما تبقى من الفصائل بما فيهم تحرير الشام ملتزمين بالاتفاق… تبقى مسألة المجموعات المتمردة التي تقوم بتنفيذ عمليات ضد الدوريات على طريق "إم 4" وهنا أجد أن روسيا غير معنية بمد يد المساعدة لتركيا للقضاء على هؤلاء باعتبار أنهم يوفرون الذريعة لروسيا لشن حملة عسكرية على المناطق المحررة بحجة عدم قدرة تركيا على ضبط العناصر المتطرفة، و لكن في هذا السياق نقرأ تصريح وزير الخارجية الروسي لافروف الذي أكد استمرار التعاون التركي الروسي في إدلب، وهذا يؤكد أن التدريبات المشتركة تأتي في إطار التعاون لفرض وقف إطلاق النار".
قد يهمك: هذا مصير التعزيزات العسكرية التركية في إدلب
في الأثناء واصلت قوات النظام السوري قصفها المكثف بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ بلدات وقرى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة للقوات التركية إلى المنطقة.
حيث استهدف القصف بالقذائف المدفعية الثقيلة والصاروخية المحمّلة بالقنابل العنقودية بلدات كفرعويد، وكنصفرة، وسفوهن، والفطيرة، وبليون؛ في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، في حين أرسلت القوات التركية فجر اليوم الأربعاء، المزيد من التعزيزات العسكرية من معبر كفرلوسين شمالي إدلب إلى النقاط العسكرية المنتشرة جنوب إدلب مؤلفة من عربات مصفحة وشاحنات محملة بذخائر ومواد لوجستية، بغية دعم وتعزيز مواقع انتشار القوات التركية في الشمال السوري.
الكلمات المفتاحية