الملابس القديمة التي تملكها ولا تزال باقية في خزانتك منذ سنوات لذكرى تربطك بها، أو لكونها محببة إلى قلبك، لكن "الموديل" انتهى زمنه، أو التي تعمل على تجميعها لرميها، تستطيع إعادة استخدامها مجدداً من خلال إعادة تدويرها في حياكة ألبسة عصرية، وحياكة أكياس قماشية بدلاً من استعمال البلاستيكية ما يساهم في دعم البيئة والتقليل من النفايات.
تحويل القمصانالقمصان الشتوية، وبخاصة المخططة منها يمكن حياكة حقائب نسائية منها، أو أكياس قماشية من أجل التسوق، بسبب سماكتها، من جهة تحصل على حقيبة تسوق كبيرة ومتينة، ومن جهة أخرى تدعم البيئة بعدم استهلاكك للأكياس البلاستيكية المضرة بها، ومن جهة ثالثة توفر على نفسك عناء حمل الأكياس المتعددة.

ومن أهم الأساليب الصحيحة لحفظ الطعام بشكل عام هي "الأكياس من القماش"، فيجب أن نستبدل الأكياس البلاستيكية التي نستخدمها فى حفظ الأطعمة، بأكياس مصنوعة من القماش، ويتم قصها بشكل يناسب حفظ الطعام، لأنها تستطيع حفظ الأطعمة وبالأخص البقوليات بشكل يمنع تعرضها لضوء الشمس ومن ثم تحميها من التسوس، بالإضافة إلى أنها تجعله صالحا للاستخدام لمدة أعوام كاملة، وقديماً كان المصريون يعتمدون على أسلوب "التشوين" فى حفظهم للبقول باستخدام أكياس قماش ذات حجم كبير، ووضعها في أماكن خاصة في المنزل.
أضرار الأكياس البلاستيكية
ويعتبر التلوث البلاستيكي إن كان عن طريق الأكياس البلاستيكية، أو الزجاجات البلاستيكية أو غير ذلك، أحد أكثر القضايا المضرة بالبيئة، ففي كل ثانية يتم استخدام 160 ألف كيس بلاستيكي حول العالم، فيما ذكرت صحيفة "الغارديان" أن مليون زجاجة بلاستيكية يتم شراؤها حول العالم كل دقيقة، ومن المقرر في عام 2021 أن يرتفع هذا العدد بنسبة 20 في المئة.
ويحتاج الكيس البلاستيكي إلى ألف عام حتى يتحلل، فيما يُستخدم في المتوسط لمدة 12 دقيقة، وغالباً ما يستقر به الأمر في الحقول والمروج والغابات وعلى الأشجار، مسبباً تشوهاً للبيئة، وهلاكاً للأراضي الزراعية. معظم الأكياس البلاستيكية مصنوعة من مادة "البولي إيثيلين"، وهي مادة مشتقة من تكرير النفط الخام، ومعالجة الغاز الطبيعي.
ونظراً لاحتواء البلاستيك على الكثير من المواد الكيميائية السامة، فإنها تخرب الجهاز العصبي، وتسبب السرطانات، وعند تحرر هذه الغازات أثناء التصنيع تنتقل إلى النظام البيئي مسببة تلوث الأرض والماء والهواء.
كما تعمل الأكياس البلاستيكية التي ترمى بشكل عشوائي على سد قنوات التصريف الصحي، وإعاقة عمل مجاري الأنهار، ووفق الأمم المتحدة فإن تناول البلاستيك يقتل مليوناً من الطيور البحرية، ومائة ألف من الحيوانات البحرية كل عام، وتعتبر الأسماك والسلاحف وطيور المحيطات، من أكثر الحيوانات تأثراً بهذه الأكياس، فهي تبتلعها ظناً منها أنها طعام.
طرق تدوير الملابس
وبالعودة إلى تدوير الملابس بهدف تخفيف النفايات، يمكن تحويل القمصان القديمة لك أو لزوجك والتي بطلت ياقتها أو شكلها، إلى فستان لطفلتك ذات العامين أو الثلاثة أعوام، وذلك من خلال قصه على الشكل الموضح في الصورة، بحيث تكون أزرار القميص، أزراراً للفستان، ومن ثم وضع "المطاط" على الأكمام والياقة الجديدة، ومن جهة أخرى تكون تلك طريقة اقتصادية توفر من خلالها المال بدل شراء ملابس جديدة.

وبطريقة أخرى تستطيع أيضاً قص الياقة أكمام القميص، وحياكة الأطراف، ومن ثم إضافة زنار، أو شريطة يناسب لونها لون القميص في المنتصف لتجميل الفستان.

التيشيرت القديم، ولا سيما الذي توجد عليه رسمة جميلة، يمكن تحويله إلى وسادة من خلال قصه من المنتصف على شكل مربع ومن ثم حياكة الأطراف الأربعة وحشوها بالقطن أو غيره، ويمكن قص الأطراف على شكل "شراشيب" لتعطي شكل وسادة جديدة تحتوي على ذكريات قديمة.

وتستطيع السيدة تحويل التيشيرت القديم الذي اهترت أكمامه إلى كنزة حديثة وعصرية من خلال قص الأكمام، والياقة، وتقصير التيشيرت من الأسفل، وقص رباط من نفس القمص لعمل عقدة نهاية الكنزة.

الكثير منا يوجد في خزانته بنطلونات متعددة إن كانت قماشية أو جينز إما صغرت على مقاسنا أو كبرت أو قدمت، وللاستفادة منها، يمكن تحويلها إلى شورت بالطول الذي يناسبك، وفي حال كان البنطال يشكو من عذر كثقب فيه أو بقعة، تستطيع وضع قطعة قماشية ملونة ليصبح على الموضة، أو يمكنك بمبشرة المطبخ أو المشرط حف أحد قدميه أو الاثنتين معاً ليصبح حديثاً.
كما يمكن قص نصف البنطال وتحويله إلى تنورة من خلال إعادة حياكة بعض الأجزاء ببعضها البعض.
أيضاً تستطيع السيدة الاستفادة من البنطال الجينز من خلال تحويله إلى حقيبة يد حديثة ومعاصرة، وذلك بقص كامل الرجلين وحياكته من الأسفل، بعد ذلك تصنع من الأرجل المقصوصة يداً للحقيبة.
ملابس الأطفال الصغار
ملابس الأطفال لا تكاد أن تصغر على الأطفال بعد فترة قصيرة من الزمن بسبب النمو، لكن بدل تكديسها أورميها، تستطيع الحصول على سجادة أنيقة لغرفة الأطفال من تلك الملابس، وذلك بجمعها وترتيبها على قطعة قماش كبيرة على الأرض وحياكتها مع بعضها البعض، ما يعطي شكلاً عصرياً لغرفة الأطفال من ملابسهم القديمة، وبأشكال ظريفة، إذ تحتوي ملابس الأطفال عادة على صور الحيوانات أو غير ذلك من الرسومات اللافتة وبألوان زاهية.

البنطال الذي أصبح قصيراً على ابنك أو ابنتك يمكنك قصه وتحويله إلى شورت أو برموا ليبدو وكأنه بنطال جديد، ولا سيما أنه لم يستهلك بسبب نمو الطفل السريع.
وتكمن أهمية إعادة تدوير الملابس في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد ولا سيما سوريا، وارتفاع الأسعار بشكل مضاعف، ما يوفر على الشخص تكاليفاً باهظة حيث يبلغ ثمن القميص أو الكنزة في سوريا في الوقت الحالي 7 آلاف ليرة وما فوق، بينما البنطال يفوق الـ 10 آلاف، وقس على ذلك بقية الحاجات الأخرى، فضلاً عن دعم البيئة من خلال توفير كم النفايات بدل رميها، والتخفيف من الآثار السلبية للمواد الضارة ولا سيما البلاستيكية المكونة من مواد كيميائية سامة.
الكلمات المفتاحية