حمية "ديتوكس"، هي حمية رائجة يعتقد أنها قادرة على تنظيف الجسم من السموم وتحسين الصحة وفقدان الوزن، فما صحة تلك المعتقدات؟ وكيف يمكن فقدان الوزن عن طريق الـ"ديتوكس"
و"ديتوكس" هو اختصار لكلمة "Detoxification " أي عملية تخلص الجسم من السموم والمواد الضارة، مثل الدهون مهدرجة والسكر الأبيض والمواد الحافظة و اللحوم المصنعة و الأدوية عن طريق تناول الخضروات والفاكهة والسوائل.
ويتنوع مبدأها حمية "ديتوكس" ما بين الصوم، وتناول أطعمة وأشربة محددة فقط لمدة معينة من الزمن، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة، أو استعمال أعشاب معينة وشايات، أو تعاطي المسهلات، أو تعاطي المكملات الغذائية، وغيرها.
تقول أخصائية التغذية هلا خانكان لـ"روزنة": إن عصائر الديتوكس الأكثر شيوعاً المكونة من سوائل مضاف إليها أنواع من الأعشاب والفواكه والخضروات، تكون مركبة بنسبة كبيرة منها من الكربوهيدرات، يمتصها الجسم مباشرة فتعطي طاقة لفترة طويلة للجسم وللدماغ، لكنها بحد ذاتها لا تساعد على إنقاص الوزن، وإنما تحتاج إلى حمية غذائية.
اقرأ أيضاً: الحمية القاتلة "الكيتو".. تعرّف على أكثر الأعراض الشائعة
وتضيف خانكان: "لإنقاص الوزن والوصول إلى نتائج مرغوبة وجيدة على الشخص اتباع حمية غذائية، ونظام رياضي، إضافة إلى المكملات الغذائية المصنعة من مواد طبيعية والتي يعتبر "ديتوكس" من أحدها، مع ضرورة أخذ الجسم لقسط جيد من النوم يتراوح من 6 - 8 ساعات، موضحة أنه في حال لم يأخذ الجسم قسطاً جيداً من النوم ينخفض معدل الاستقلاب لديه وبالتالي يقل معدل الحرق عنده.
وتردف، إن عصائر الديتوكس لا تخلص الجسم من السموم وإنما تعمل على رفع نسبة الاستقلاب في الجسم، ما يؤدي إلى رفع معدل الحرق، موضحة أن "الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة ضمن المكاتب تكون الحركة لديهم قليلة وليست ضمن المعدل الطبيعي، ما يعمل على تخفيض معدل استقلاب الجسم، لكن حينما يتم تناول تلك العصائر يرتفع لديهم معدل الاستقلاب".
وأشارت خانكان إلى ضرورة الابتعاد عن مواد الـ"ديتوكس" المصنعة من مواد صناعية كيميائية، حيث يتم استقلاب تلك المواد في الكبد أو من قبل العصارات الهاضمة في المعدة، ما يستنزف قوى الجسم، لافتة إلى أن بعض الشركات تعمل على صناعة "ديتوكس" من النباتات والفواكه واللحوم بشكل طبيعي.
وكانت جمعية "أخصائيي التغذية البريطانية" قالت في نشرة صادرة عنها، نقلتها "الجزيرة" عام 2015، إن المبدأ الذي ترتكز عليه حمية "ديتوكس" غير منطقي وغير علمي، لعدة أسباب، منها أن الجسم البشري فعال في التخلص من السموم، فهو يتخلص منها على مدار اليوم عبر الكلى والجلد والرئتين، ولا يحتاج إلى حمية خاصة لإزالة السموم.
قد يهمك: المكمّلات الغذائية المدمّرة... تعرّف إلى أضرارها
كما تعمل تلك الحمية على تقليل حصة الجسم من السعرات الحرارية بشكل كبير، وذلك يؤدي إلى فقدان سريع في الوزن إلا أنه في معظمه يكون من سوائل الجسم وعضلاته، فضلاً عن أن حمية "ديتوكس" فقيرة من حيث البروتينات، وانخفاض حصة الجسم من البروتينات لمدة طويلة يؤدي إلى حرق الجسم لعضلاته ما يضعفها ويؤدي إلى ترهلها.
ومن أمثلة حمية الـ "ديتوكس" ليوم واحد، يتم شرب كوب ماء مع حامض ونعناع على الفطور، وكسناك يتم تناول نصف كوب من الكركم والحامض وعصير التفاح والفلفل الأسود، وعلى الغداء، يتم شرب كوب من مستحلب اللوز والكيوي ملعقة من حبوب الشيا، وفي المساء يتم تناول سبانخ، وموز، وبزر كتان مخلوط مع كوب ماء.
وانتشرت مؤخراً الكثير من الحميات التي يتم اتباعها دون استشارة الأخصائيين مثل حمية "ديتوكس" وحمية "الصيام المتقطع" وحمية "الكيتو" وغيرها من الحميات التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة على الجسم.
الكلمات المفتاحية