الحمية القاتلة "الكيتو".. تعرّف على أكثر الأعراض الشائعة

الحمية القاتلة "الكيتو".. تعرّف على أكثر الأعراض الشائعة
مهارات حياة | 24 أكتوبر 2019

يعتبر نظام الحمية الغذائية المعروف باسم "الكيتو"، من أكثر الحميات الغذائية رواجاً في المنطقة العربية وحتى بين السوريين خلال الآونة الأخيرة، ويعتمد هذا النظام الغذائي على الدهون بنسبة 70 في المئة، والبروتين بنسبة 20 في المئة، والكربوهيدرات بنسبة 10 في المئة ، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو الأضرار الجانبية للحمية والتي من الممكن أن تؤدي أحياناً إلى الوفاة نتيجة توقف القلب.

 
وتتمثل الآثار الجانبية لمتبعي حمية "الكيتو" بالعديد من الأعراض قصيرة وطويلة المدى، كالتعب والإرهاق والإمساك، وتضرر الكبد والكلى، فضلاً عن إجهاد القلب وإضعاف عمله.
 
أخصائية التغذية بتول امهان تقول لـ"روزنة" عن حمية "الكيتو" أنها تختصر نسبة النشويات من الجسم، في الوقت الذي يحتاج فيه الشخص إلى كل العناصر الأساسية من كربوهيدرات وبروتين ودهون وكوليسترول.
 
وأشارت إلى أنّه عندما يتناول الشخص المتبع لهذه الحمية كمية دهون بنسبة عالية، يُحمّل الكبد الذي ينتج الكوليسترول فوق طاقته، فيجد صعوبة في تصريف الدهون، ما يؤثر على عمله.
 
وأردفت: "تعمل الحمية على استنزاف سوائل الجسم في أول أسبوع؛ ما يؤثر على الكلى وعملها، قد تصل إلى فشل كلوي في حال استمرارها لوقت أطول، فضلاً عن ارتفاع نسبة الأملاح في الجسم مقابل انخفاض نسبة المياه".
 
كما تؤدي الحمية إلى خمول في الجسم وألم في العضلات، بسبب عدم حصول الشخص على تنوع غذائي، وفق أخصائية التغذية، التي نصحت بتناول كميات مدروسة من الدهون والنشويات، ولفتت إلى أن تلك الحمية توصف لمرضى الصرع، لتقليل نوبات الصرع  التي تعترضهم.
 
وأدت الحمية الغذائية إلى وفاة شاب ثلاثيني سوري في تركيا مؤخراً بسبب اتباعه حمية "الكيتو" أثناء ممارسته للرياضة، حيث توقف قلبه عن العمل، وفق بتول امهان، موضحة أن تقرير المستشفى أثبت أن الحمية كانت سبب الوفاة، إضافة لحالات وفاة كثيرة شهدتها، كان الفشل الكلوي سببها أحياناً.

اقرأ أيضاً: أضرار اللحوم المصنّعة تعادل تدخين التبغ !!
 
طبيب الأطفال والدمويات جمال سواس، قال لـ"روزنة": "إن الجسم في وضعه الطبيعي يحتاج إلى 40 في المئة بروتين، و60 في المئة موزعة بين دسم وسكريات"، وأكد أن حمية "الكيتو" تؤدي أحياناً إلى إضعاف عمل القلب وإلى الوفاة أيضاً، كما تؤدي الحمية إلى ترسبات شحمية في الأوعية الدموية.
 
وبحسب أبحاث أجرتها الكلية الأميركية لطب القلب، أشارت أن النظام الغذائي المنخفض الكربوهيدرات يمكن أن يزيد من مخاطر تليف الأوعية الدموية.
 
ففي دراسة شملت 14 ألف شخص، أجريت على مدار 20 عاماً، تبين أن الأشخاص الذين حصلوا من خلال نظامهم الغذائي على نسب قليلة من السعرات من الكربوهيدرات مثل الحبوب والفاكهة والنشويات، ارتفعت بينهم مخاطر الإصابة بتليف الأوعية الدموية، ما يمكن أن يتسبب في اضطراب نبضات القلب، وزيادة من العبئ الملقى على القلب بنحو خمسة أضعاف، ورفع مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية والأزمات القلبية.
 
ووفق موقع "NEW MIDECAL LIFE SCINCES" فإن الآثار الجانبية القصيرة المدى لحمية "الكيتو" تتمثل بنقص السكر في الدم، وهو أحد الآثار الجانبية الشائعة عند اتباع تلك الحمية، وتشمل (العطش الشديد، كثرة التبول، التعب والإعياء، الجوع، الارتباك والقلق أو التهيج، عدم انتظام دقات القلب، الدوار أي الدوخة، التعرق والقشعريرة، الإمساك).
 
وتميل هذه الآثار إلى التحسن عندما يستمر النظام الغذائي، حيث يتكيف الجسم مع النظام الغذائي الجديد ويضبط الطرق التي يوفر بها الطاقة.
 
كما  يلاحظ عند متبعي الحمية تغيير في تكوين الدم، نتيجة للتغيرات في الاستهلاك الغذائي، وبما أن الحمية تعتمد على الدهون بنسبة عالية، تكون مستويات الدهون والكوليسترول في الدم أعلى بشكل عام مما يعتبر طبيعياً.
 
وذكر الموقع أن أكثر من 60 في المئة من المرضى ارتفعت مستويات الدهون عندهم، وأكثر من 30 في المئة لديهم مستويات عالية من الكوليسترول، وفي هذه الحالة يكون من الضروري تقليل نسبة تناول الدهون.
 
أما فيما يتعلق بالآثار الجانبية طويلة الأمد، أوضح الموقع، أنه من أكثر المضاعفات الشائعة لمتبعي حمية "الكيتو" حصى الكلى، أو التهابها، حيث يعاني حوالي 5 في المئة من الأشخاص من هذا العرض.
 
كما يمكن أن يعاني الأفراد من  خطر متزايد من هشاشة العظام، وإضعافها، وتركها عرضة للكسور، كما قد تعاني النساء من انقطاع الطمث أو اضطرابات أخرى في الدورة الشهرية.
 
وبحسب موقع "big thinks" فإن نظام "الكيتو" يستبعد مصادر الألياف من النظام الغذائي ما يؤدي إلى الإمساك، حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2015 شملت أطفالأ على حمية "الكيتو"، أن الإمساك المنتظم كان شائعاً للغاية بين المشاركين مما أثر على 65 في المئة منهم.
 
كما يؤدي اتباع حمية "الكيتو" إلى نقص الفيتامينات من الجسم، حيث ذكر الموقع أن أي نظام غذائي يمنع من تناول الفواكه والخضروات لا بد أن يتركك عرضة لنقص الفيتامينات والمعادن، لهذا ينصح العديد من الأطباء بتطبيق نظام "الكيتو" على المدى القصير.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق