مالك الحافظ| لعلّ الرسالة التحذيرية التي وجهها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، حول مخاطر استمرار تواجد النفوذ الإيراني في سوريا، دحضت معها الادعاءات التي قالت مؤخراً بأن حكم الأسد اقترب من نهايته بتخطيط إسرائيلي، غير أنها تؤكد من ناحية أخرى بأن "إسرائيل" باتت عازمة -أكثر من أي وقت- على إخراج النفوذ الإيراني بكل الوسائل المتاحة.
نتنياهو حذر الأسد، اليوم الثلاثاء، من استمرار التواجد الإيراني في سوريا، محذراً إياه من تعريض نظامه للخطر بسبب ذلك. وقال خلال لقائه بالمبعوث الأميركي للشأن الإيراني بريان هوك، إن "إسرائيل" حازمة في منع إيران من التموضع عسكرياً في المحيط الأقرب منها (سوريا)، معتبراً أن "الجيش الإسرائيلي" يقوم بعمليات عسكرية "قوية جدا" ضد إيران ووكلائها في سوريا، وفي أماكن أخرى "وفق الحاجة".
وخاطب نتنياهو إيران بالقول: "أقول للملالي بطهران: إسرائيل ستواصل القيام بهذه العمليات لأنها ضرورية لمنعكم من فتح جبهة إرهابية وعسكرية ضدنا بسوريا"، بينما توجه لرئيس النظام السوري مهدداً "أقول لبشار الأسد: أنت تعرض مستقبل بلدك ونظامك للخطر، إسرائيل لن تسمح لإيران بإقامة تواجد عسكري بسوريا".
هذا وتشي تصريحات نتنياهو أن "إسرائيل" تنتقل إلى مرحلة أعلى من المواجهة مع إيران، فحكومته المُشكّلة حديثاً يمتلك أعضاءها موقفاً موحداً يتشدد في معاداة المشروع الإيراني، وهم الذين بدأوا يتنفسون الصعداء بعد تراجع حدة أزمة "كورونا" و النجاة مما ألحقته من تأثيرات سلبية جمة على الصعيد الاقتصادي، في وقت تزيد أيضاً الولايات المتحدة من تحركاتها ضد إيران، بخاصة وأن المبعوث الأميركي هوك وصل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد زيارته الرياض واطلاعه على تقديم سعودي حول آثار الدور الإيراني في اليمن.
وتبدو الزيارة الأخيرة "السرية" لقائد "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري الإيراني"، إسماعيل قاآني، قبل أيام إلى سوريا زادت من حدة التصريحات الإسرائيلية، حيث نشرت وكالة تسنيم الإيرانية صوراً قالت إنها لزيارة قام بها قاآني إلى مدينة "البوكمال" بريف دير الزور الشرقي، حيث يمتلك النظام الإيراني هناك نفوذاً واسعاً.
وبحسب الوكالة فإن قاآني اجتمع خلال زيارته بقيادات ومقاتلين تابعين للحرس الثوري، حيث طلب منهم "الاستمرار في عملهم العسكري في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، والتصدي للمؤامرة الأميركية والصهيونية".
وتعتبر هذه الزيارة هي الثانية للزعيم الجديد "لفيلق القدس" منذ تولي مهامه، حيث نشرت مصادر إيرانية في آذار الماضي صورة لـ قاآني -آنذاك- على محاور القتال في سوريا -دون أن تحدد المكان-، بالتزامن مع معارك إدلب التي كانت على أشدها في ذلك الوقت.
بقاء الأوضاع على حالها؟
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، د.طارق فهمي، اعتبر خلال حديثه لـ "روزنة" أن سيناريو بقاء الأوضاع على ما هي عليه حتى المدى الطويل هو ما يخدم السياسة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن الإسرائيليين لن يهمهم سواء إن تعاملوا مع بشار الأسد أو غيره، فما يهمهم وفق حديثه هو "بقاء الجولان تحت سيادتهم ومع وجود قرار الضم فلا توجد مشكلة لديهم… الحل السياسي في سوريا تراه إسرائيل بقاء الأوضاع على ما هي عليه، والحديث لدى مراكز الأبحاث الإسرائيلية والعسكريين والجنرالات القدامى بأن التعامل مع بشار أو غيره لا يهم، والوضع الراهن في سوريا يخدم إسرائيل".
اقرأ أيضاً: رسالة "تحذير" إسرائيلية للروس من خلال النظام السوري!
فهمي لفت إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا تغيرت و تطورت في مراحل متعددة وصولا إلى المشهد الراهن، منوهاً بأن الخطر المتمثل لدى إسرائيل كان يبرز من خلال ملاحقة عناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني في أي مناطق من سوريا، وبالتالي كنا نرى العديد من الضربات المركزة صوب تلك الأهداف.
فيما كان اعتبر الكاتب والباحث عصام زيتون، أن المواجهة الإسرائيلية مع إيران واقعة لا محالة، مدللاً بتصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي منذ عدة شهور، حين قال بأن الحرب على إيران قد بدأت.
وبيّن خلال حديثه لـ "روزنة" بأن أي رد فعل على إسرائيل من قبل النظام أو إيران ممكن أن يشعل الحرب، مضيفاً: "للأسف هذه الأرض ستقع على أرضنا و بشبابنا، وهذا ما كنا نحاول تفاديه ونخفف من أضراره".
وأضاف بالقول: "لم يستطع كل من النظام والمعارضة بأن يقوموا على بلورة أي مشروع وطني، بحيث كانت تبقى المشكلة سورية، وانما تحولت لمشكلة إقليمية وايضا دولية، والحرب قادمة للأسف الشديد، في الواقع سيحصل هجوم بري، فمن الجو لا يمكن حسم أي معركة مع إيران".
وكان "مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي"، أشار في تقرير له إن وضع حد للتمركز العسكري الإيراني في سوريا يتطلب التحرك من أجل وضع حل سياسي شامل للصراع الدائر هناك.
قد يهمك: لماذا تعجز طهران و دمشق عن إيقاف القصف الإسرائيلي المتكرر؟
و رأى المركز أن العمليات العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في العمق السوري، والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة، لا تكفي لضمان إخراج إيران من هناك؛ على اعتبار أن هاتين الوسيلتين لا تكفيان لتحقيق هذا الهدف.
و أشار المركز إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة أضعفت كثيرا النظام السوري، وأدت إلى تهاوي الدعم الذي كانت تمنحه أوساط داخلية لحكمه، مشيرا إلى أن هذا التحول يمثل فرصة تسمح بالدفع نحو تسوية سياسية للصراع تضمن تدشين نظام سياسي مختلف في سوريا.
فيما دعا المركز؛ الولايات المتحدة إلى قيادة تحرك دبلوماسي يفضي إلى حل الأزمة السورية سياسيا، على اعتبار أن كل التحركات والمبادرات التي تمت حتى الآن لم تنجح في تحقيق هذا الهدف.
نتنياهو حذر الأسد، اليوم الثلاثاء، من استمرار التواجد الإيراني في سوريا، محذراً إياه من تعريض نظامه للخطر بسبب ذلك. وقال خلال لقائه بالمبعوث الأميركي للشأن الإيراني بريان هوك، إن "إسرائيل" حازمة في منع إيران من التموضع عسكرياً في المحيط الأقرب منها (سوريا)، معتبراً أن "الجيش الإسرائيلي" يقوم بعمليات عسكرية "قوية جدا" ضد إيران ووكلائها في سوريا، وفي أماكن أخرى "وفق الحاجة".
وخاطب نتنياهو إيران بالقول: "أقول للملالي بطهران: إسرائيل ستواصل القيام بهذه العمليات لأنها ضرورية لمنعكم من فتح جبهة إرهابية وعسكرية ضدنا بسوريا"، بينما توجه لرئيس النظام السوري مهدداً "أقول لبشار الأسد: أنت تعرض مستقبل بلدك ونظامك للخطر، إسرائيل لن تسمح لإيران بإقامة تواجد عسكري بسوريا".
هذا وتشي تصريحات نتنياهو أن "إسرائيل" تنتقل إلى مرحلة أعلى من المواجهة مع إيران، فحكومته المُشكّلة حديثاً يمتلك أعضاءها موقفاً موحداً يتشدد في معاداة المشروع الإيراني، وهم الذين بدأوا يتنفسون الصعداء بعد تراجع حدة أزمة "كورونا" و النجاة مما ألحقته من تأثيرات سلبية جمة على الصعيد الاقتصادي، في وقت تزيد أيضاً الولايات المتحدة من تحركاتها ضد إيران، بخاصة وأن المبعوث الأميركي هوك وصل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد زيارته الرياض واطلاعه على تقديم سعودي حول آثار الدور الإيراني في اليمن.
وتبدو الزيارة الأخيرة "السرية" لقائد "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري الإيراني"، إسماعيل قاآني، قبل أيام إلى سوريا زادت من حدة التصريحات الإسرائيلية، حيث نشرت وكالة تسنيم الإيرانية صوراً قالت إنها لزيارة قام بها قاآني إلى مدينة "البوكمال" بريف دير الزور الشرقي، حيث يمتلك النظام الإيراني هناك نفوذاً واسعاً.
وبحسب الوكالة فإن قاآني اجتمع خلال زيارته بقيادات ومقاتلين تابعين للحرس الثوري، حيث طلب منهم "الاستمرار في عملهم العسكري في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، والتصدي للمؤامرة الأميركية والصهيونية".
وتعتبر هذه الزيارة هي الثانية للزعيم الجديد "لفيلق القدس" منذ تولي مهامه، حيث نشرت مصادر إيرانية في آذار الماضي صورة لـ قاآني -آنذاك- على محاور القتال في سوريا -دون أن تحدد المكان-، بالتزامن مع معارك إدلب التي كانت على أشدها في ذلك الوقت.
بقاء الأوضاع على حالها؟
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، د.طارق فهمي، اعتبر خلال حديثه لـ "روزنة" أن سيناريو بقاء الأوضاع على ما هي عليه حتى المدى الطويل هو ما يخدم السياسة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن الإسرائيليين لن يهمهم سواء إن تعاملوا مع بشار الأسد أو غيره، فما يهمهم وفق حديثه هو "بقاء الجولان تحت سيادتهم ومع وجود قرار الضم فلا توجد مشكلة لديهم… الحل السياسي في سوريا تراه إسرائيل بقاء الأوضاع على ما هي عليه، والحديث لدى مراكز الأبحاث الإسرائيلية والعسكريين والجنرالات القدامى بأن التعامل مع بشار أو غيره لا يهم، والوضع الراهن في سوريا يخدم إسرائيل".
اقرأ أيضاً: رسالة "تحذير" إسرائيلية للروس من خلال النظام السوري!
فهمي لفت إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا تغيرت و تطورت في مراحل متعددة وصولا إلى المشهد الراهن، منوهاً بأن الخطر المتمثل لدى إسرائيل كان يبرز من خلال ملاحقة عناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني في أي مناطق من سوريا، وبالتالي كنا نرى العديد من الضربات المركزة صوب تلك الأهداف.
فيما كان اعتبر الكاتب والباحث عصام زيتون، أن المواجهة الإسرائيلية مع إيران واقعة لا محالة، مدللاً بتصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي منذ عدة شهور، حين قال بأن الحرب على إيران قد بدأت.
وبيّن خلال حديثه لـ "روزنة" بأن أي رد فعل على إسرائيل من قبل النظام أو إيران ممكن أن يشعل الحرب، مضيفاً: "للأسف هذه الأرض ستقع على أرضنا و بشبابنا، وهذا ما كنا نحاول تفاديه ونخفف من أضراره".
وأضاف بالقول: "لم يستطع كل من النظام والمعارضة بأن يقوموا على بلورة أي مشروع وطني، بحيث كانت تبقى المشكلة سورية، وانما تحولت لمشكلة إقليمية وايضا دولية، والحرب قادمة للأسف الشديد، في الواقع سيحصل هجوم بري، فمن الجو لا يمكن حسم أي معركة مع إيران".
وكان "مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي"، أشار في تقرير له إن وضع حد للتمركز العسكري الإيراني في سوريا يتطلب التحرك من أجل وضع حل سياسي شامل للصراع الدائر هناك.
قد يهمك: لماذا تعجز طهران و دمشق عن إيقاف القصف الإسرائيلي المتكرر؟
و رأى المركز أن العمليات العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في العمق السوري، والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة، لا تكفي لضمان إخراج إيران من هناك؛ على اعتبار أن هاتين الوسيلتين لا تكفيان لتحقيق هذا الهدف.
و أشار المركز إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة أضعفت كثيرا النظام السوري، وأدت إلى تهاوي الدعم الذي كانت تمنحه أوساط داخلية لحكمه، مشيرا إلى أن هذا التحول يمثل فرصة تسمح بالدفع نحو تسوية سياسية للصراع تضمن تدشين نظام سياسي مختلف في سوريا.
فيما دعا المركز؛ الولايات المتحدة إلى قيادة تحرك دبلوماسي يفضي إلى حل الأزمة السورية سياسيا، على اعتبار أن كل التحركات والمبادرات التي تمت حتى الآن لم تنجح في تحقيق هذا الهدف.
الكلمات المفتاحية