تسممت عائلتان خلال يومين في مدينة اللاذقية جراء تناولهما لسمك "البالون" السام، تم شراؤه من باعة السمك، في ظل تحذيرات من الامتناع عن شراء السمك المسلوخ من قبل الباعة لعدم معرفة نوعيته، حيث قد يؤدي تناول سمك "البالون" السام أحياناً إلى الوفاة.
وذكر المكتب الإعلامي لمديرية اللاذقية على صفحتها في "فيسبوك"، أنه تم إسعاف عائلة مكونة من 4 أفراد صباح اليوم الأربعاء إلى مستشفى "الشهيد حمزة نوفل" الوطني، من منطقة الرمل الجنوبي، وهم أب وأم وطفلتين ( 2 - 3 أعوام)، بشكوى تسمم غذائي إثر تناول سمك "البالون".
وشددت المديرية على المواطنين بضرورة عدم تناول سمك البالون نظراً لسميتها وإمكانية إحداث شلل للعضلات التنفسية، قد تؤدي للوفاة.
وأضافت أنه تم إسعاف عائلة أخرى أمس الثلاثاء، إلى ذات المستشفى، مكونة من 4 أشخاص بالغين، بشكوى تنميل الأطراف الوجه، مع وهن عام، جراء تناول سمك البالون من بائع جوال في منطقة ضاحية تشرين، حيث قام ببيعهم سمك فيليه وهو بالأصل سمك البالون المسلوخ الجلد.
وقال أخصائي طب الطوارئ ومسؤول قسم التسممات في مديرية صحة اللاذقية، لؤي سعيد، لتلفزيون "الخبر" أمس الثلاثاء، إنه "من حظ العائلة أنهم تناولوا اللحم الأبيض فقط من سمك البالون بعد تقطيعه، الأمر الذي قلل من تأثرهم بالمادة السمية الموجودة فيه، لافتاً إلى أن المادة السمية الموجودة في سمك البالون متركزة في الرأس والكبد وتحت الجلد وفي العقد حول المبيضين والنخاع الشوكي".
اقرأ أيضاً: سمكة تونا تكلف أكثر من مليون دولار
وأشار سعيد إلى إنه يتم الإقبال على شراء السمك المسلوخ والمجمد رغم عدم إمكانية معرفة نوعه، لكونه يباع بسعر أرخص من أي نوع سمك آخر، على أنه سمك فيليه.
وطالبت "الهيئة العامة للثروة السمكية" على صفحتها في "فيسبوك" أمس، الصيادين بإتلاف سمكة البالون حال اصطيادها وعدم إعادتها حية إلى المياه، ودعت بائعي الأسماك عدم بيعها في محالهم تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.

سمكة البالون السامة
وسبق أن تسممت عائلتان في شهر نيسان الماضي جراء تناول سمك البالون، ووصلت أيضاً حالات فردية لأشخاص تسمموا بالسمك السام. كما شهدت محافظة اللاذقية خلال الأعوام الماضية حالات وفاة جراء تناول سمك "البالون" السام، وذلك لجهل الناس حقيقة أنواع السمك، وعدم التوعية من قبل الجهات المختصة، وفق تلفزيون "الخبر".
"البالون" أقوى من الزرنيخ بأضعاف
أخصائي طب الطوارئ ومسؤول قسم التسممات في مديرية صحة اللاذقية، لؤي سعيد قال أمس الثلاثاء، إن "المادة السمية الموجودة في هذا النوع من السمك تعتبر أقوى من الزرنيخ بـ 10 مرات، ولا يوجد أي دواء معاكس لها، وسبق أن سجلت عشرات حالات التسمم خلال السنوات الماضية جراء تناول "البالون".
ومن أعراض الإصابة بالتسمم، الإقياء والتنميل في الشفاه والأطراف، وفق سعيد، ومن ثم يتفاقم إلى شلل عضلي وتنفسي يكون خلالها الشخص المصاب بالتسمم مشلولاً تماماً، ثم تحدث الوفاة.
وبيّن أن كل 0.75 ملغ من المادة السمية في سمك "البالون" قادرة على قتل شخص بوزن 70 كلغ، وفي حال كانت قليلة السمية، فتتم معالجة المريض في المستشفى حصراً عن طريق دعم هوائي باكر للقلب، وإفراغ المعدة من السوائل.
قد يهمك: كيف تساعد جسمك على امتصاص المعادن الضرورية له؟
وأشار إلى أنه في عام 2010 استقبل المشفى الوطني أول حالة تسمم بهذه السمكة، وشدد على ضرورة توزيع منشورات على محال بيع السمك لتعريف الصيادين والمستهلكين بهذا النوع من السمك وأضراره.
احذر هذه الأنواع من السمك
الباحث في جامعة تشرين، الدكتور مالك علي، قال في أواخر عام 2017، وفق صحيفة "الأيام": إنه يوجد في الساحل السوري 5 أنواع من سمك "البالون" السام، وليس نوعاً واحداً فقط، إضافة لوجود نوعين آخرين سامين، يسميان "السلور" أو القراميط، و"الأسد".

سمكة السلور السامة
وأوضح أنّ هذه الأنواع من الأسماك بدأت في الظهور في الساحل السوري منذ أكثر من عشر سنوات، وتتميز بدرجة سميتها العالية التي تتفاوت بين نوع وآخر.

سمكة الأسد السامة
وبيّن أن مصدر هذه الأسماك البحر الأحمر والمحيط الهندي، حيث انتقلت إلى الحوض الشرقي للبحر المتوسط بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه وزيادة ملوحتها، إضافة إلى أنّ توسيع قناة السويس شكل عاملاً لتسهيل هجرة هذه الأسماك.
ويعمل سمك "البالون" الأكثر شيوعاً على نفخ جسمه عند اقتراب أي خطر منه عن طريق ابتلاع كمية زائدة من المياه أو الهواء، ليصبح شكله منفوخاً كالبالون، ويتميز بوجود كيسات غدية سامة تسمى "تترادودوكسين"، بحسب علي، لافتاً إلى أنّ السمية تزداد خلال فصلي الربيع والصيف.
ويعمل سمك "البالون" الأكثر شيوعاً على نفخ جسمه عند اقتراب أي خطر منه عن طريق ابتلاع كمية زائدة من المياه أو الهواء، ليصبح شكله منفوخاً كالبالون، ويتميز بوجود كيسات غدية سامة تسمى "تترادودوكسين"، بحسب علي، لافتاً إلى أنّ السمية تزداد خلال فصلي الربيع والصيف.
الكلمات المفتاحية