ضربات إسرائيلية على حلب... هذه معانيها وأهدافها

ضربات إسرائيلية على حلب... هذه معانيها وأهدافها
أخبار | 05 مايو 2020
روزنة|| بين تقارير عسكرية وتصريحات تهديدية تعود إسرائيل لتصحب استهدافها الجديد لمراكز النفوذ الإيراني في سوريا، بإشارة جديدة أكثر تصعيداً عن سابقاتها، ففي الوقت الذي استهدفت فيه طائرات إسرائيلية مواقع عدة في شرقي سوريا وشمالها، مررت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريراً عسكرياً يهدد بأن سلسلة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا تأتي ضمن سياسة مُخطط ومُبادر لها؛ تهدف إلى اقتلاع المزروعات الإيرانية من الحقل السوري. 

التهديد الذي ورد في الصحيفة كان متناغماً مع القصف الإسرائيلي على مواقع إنتاج عسكري كيماوي تابع لقوات النظام في مدينة السفيرة بريف حلب الشرقي وتتمركز به عناصر تتبع للنفوذ الإيراني في سوريا، وهو التطور الأكثر أهمية في الاستهدافات الإسرائيلية الأخيرة، حيث أُضيفت حلب إلى قائمة الاستهدافات الإسرائيلية، فضلاً عن خصوصية الموقع وأهميته لما يتعلق به إنتاج وتصدير الأسلحة الكيماوية. 

واستهدف القصف الإسرائيلي "مركز البحوث العلمية" و مستودعات عسكرية في منطقة السفيرة بريف حلب الجنوبي الشرقي، وأوضحت تقارير إعلامية موالية أن طائرات إسرائيلية ظهرت على شاشات الرادار قادمة من شمال شرق منطقة أثريا، قامت بقصف عدة أهداف في ريف حلب بالصواريخ. 

وذكرت أن الغارات استهدفت أيضاً "معامل الدفاع" في المنطقة ذاتها، إضافةً لاستهداف "مطار كويرس" و"مدرسة المشاة" جنوب شرق حلب، ما خلّف عددًا من القتلى والجرحى بين عناصر النفوذ الإيراني وقيادات الفرقة "25 مهام خاصة".

في الأثناء قصفت طائرات حربية إسرائيلية عدة مواقع تابعة لـ "الحرس الثوري" الإيراني في ريف محافظة دير الزور الغربي، وذكرت مصادر أن "غارات جوية استهدفت مواقع الميليشيات الإيرانية قرب قلعة الرحبة الواقعة في محيط مدينة الميادين، ومنطقة البلعوم وبلدة بقرص، كما استهدفت مواقع أخرى منتشرة بين بادية الميادين وبادية البوكمال".

كما حلّقت طائرات حربية ومروحية بكثافة غير مسبوقة في سماء المنطقة، واستهدفت مواقع "الحرس الثوري" في "القورية والصالحية وصبيخان وبادية الميادين ومنطقة المجابل القريبة من القورية والعشارة"، كما استهدفت مواقع النفوذ الإيراني في بلدة "الجلاء" شرق دير الزور.

من المتوقع أن عمليات استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواقع عسكرية تابعة للنفوذ الإيراني في سوريا؛ آخذة في التوسع خلال الفترة المقبلة، في ظل عدم قدرة النظام السوري وحليفه الإيراني على أي رد ضد هذه الاستهدافات. 

الكاتب والباحث السياسي عصام زيتون، اعتبر خلال حديث لـ "روزنة" أن الضربات الإسرائيلية ستستمر وتتكرر كلما دعت الحاجة الأمنية الإسرائيلية ذلك، مشيراً إلى أن أي موقف روسي متخبط تجاه الضربات الإسرائيلية ضد النفوذ الإيراني ينبع من عدة عوامل، يتمثل أولها في الرغبة بعدم الظهور بمظهر العاجز عن فعل شيئ تجاه هذه الغارات؛ لا سيما أن منظومة "إس 400" قد أثبتت فشلها وعجزها وقد تم اختراقها والتشويش عليها إسرائيلياً؛ وذلك في الهجوم الذي أدى إلى إسقاط أحدث طائرة استطلاع روسية في محيط مطار حميميم المحمي من قبل روسيا بواسطة منظومة "إس 400".

وأشار إلى أن آخر العوامل تتعلق بالحرج الحاصل لروسيا من قبل حلفائها (إيران والأسد) وتخاذلها في الدفاع عنهم، بحسب تعبيره.

فيما كان خبير الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان، أوضح في مقال له، أن "أزمة كورونا من ناحية الجبهة السورية انتهت، وسلسلة الهجمات المنسوبة لإسرائيل في سوريا، في نيسان/أبريل الماضي، تظهر كسياسة مرتبة ومخطط لها"، وأضاف: "هي ليست ردود فعل على خطوة إيرانية، بل أعمال مبادر إليها، غايتها اقتلاع مزروعات إيرانية نبتت في الحقل السوري تشمل: نشر مليشيات مؤيدة لإيران في الجولان، استئناف نشاط حزب الله في لبنان، قيادات، مخازن عتاد عسكري وغيرها".

ولفت إلى أن "الحرب ما بين الحروب التي تديرها إسرائيل في الشرق الأوسط، لا تتشكل فقط من أعمال جوية، ومعقول جدا الافتراض بأن تكاثف النشاطات؛ التي تتضمن تقارير عن تفجيرات غامضة، هي أكثر كثافة بكثير مما تنشر في المصادر الأجنبية".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق