حكومة إسرائيلية جديدة ترفع من مستوى المواجهة مع الأسد؟ 

حكومة إسرائيلية جديدة ترفع من مستوى المواجهة مع الأسد؟ 
سياسي | 17 مارس 2020
مالك الحافظ - روزنة|| في شهر أيلول الماضي، كشف غابي أشكنازي؛ رئيس أركان جيش دفاع الاحتلال اﻹسرائيلي السابق، وأحد أهم أقطاب تحالف "أزرق-أبيض"، عن أن فرصهم في اغتيال الأسد ما تزال قائمة، في تصريح كان يحمل لهجة مختلفة عن توجه حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو إزاء الملف السوري بالحيثيات المتعلقة بالنظام السوري ورئيسه. 

تحالف "أزرق-أبيض" بات قريباً من تزعم حكومة الاحتلال الإسرائيلي المقبلة؛ بعدما كُلف رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس من قبل "الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين"؛ بمهمة تشكيل الحكومة المقبلة بعد الإطاحة ببنيامين نتنياهو.

ونافس غانتس رئيس الوزراء المنتهية ولايته (نتنياهو) في انتخابات نيسان وأيلول، والأخيرة التي أجريت في الثاني من آذار الجاري.

نتائج تحالف "أزرق-أبيض" تقاربت في انتخابات نيسان مع منافسه حزب الليكود، ثم تفوق عليه قليلا في انتخابات أيلول، غير أن كل الطرفين لم يتمكن من حصد الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل حكومة، إذا كان على أحدهما أن يحقق غالبية 61 مقعدا من أصل 120 مقعدا.

تفوق نتنياهو وحزبه الليكود في انتخابات آذار الجاري، وحصل على تأييد حلفائه المتدينين لكنه فشل للمرة الثالثة في حصد دعم الأغلبية، إلا أن غانتس (متزعم تحالف أزرق-أبيض)، حصل على توصية القوى المناهضة لنتنياهو لتشكيل الحكومة الجديدة، الأمر الذي رجّح كفته على حساب نتنياهو.

ما موقف الحكومة الجديدة من الأسد؟ 

كانت تصريحات اشكنازي واضحة حيال تصعيد محتمل قد تقوم به الحكومة المقبلة إزاء بقاء الأسد في السلطة. اشكنازي الذي كان دعا في أيلول الماضي، إلى اﻹطاحة باﻷسد، وقال في تصريح له -آنذاك- إن "أوان قتل اﻷسد لم يفت إسرائيل بعد".

المسؤول الإسرائيلي هو مرشح بيني غانتس؛ لوزارة اﻷمن في الحكومة المقبلة، قال في ذلك الوقت أن إسرائيل تحتفظ بالقدرة على الوصول إلى بشار الأسد، وأنه كان عليها قتله قبل خمس سنوات. 

فيما كانت المواقف الإسرائيلية متقاربة حول أراضي الجولان السوري المحتل، حيث تؤيد أغلب التيارات الإسرائيلية السياسية انتزاع الجولان من السيادة السورية وإلى الأبد، حيث قال رئيس الحكومة المقبلة بيني غانتس، في وقت سابق أنه قام برحلة إلى "شمال إسرائيل"، والذي قال خلالها "لن يضيع الجولان. بل على العكس، سنتوجه نحوه بشكل مكثف".

وفي آذار الماضي تمكنت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية من الوصول إلى مصادر كانت على صلة مباشرة بالمفاوضات التي حصلت بين؛ بنيامين نتنياهو، وبشار الأسد، بما في ذلك خرائط وسيناريوهات لانسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان مقابل طرد إيران و"حزب الله" اللبناني من سوريا.

وبحسب الصحيفة، فقد عقدت جميع الحكومات الإسرائيلية وخلال فترة عشرين عاماً مفاوضات سرية مع النظام بهدف التوصل لاتفاق سلام يتضمن الوصول إلى تسوية إقليمية. كانت الجولة الأخيرة بقيادة حكومة نتنياهو، والتي انتهت بشكل مفاجئ في أذار 2011.

وتحوّل موقف إسرائيل بشكل تدريجي لاحقاً، حيث أنتهى ما أسمته الصحيفة "الخيار السوري" وتحولت إسرائيل للمطالبة بالاعتراف بسيادتها على الجولان.

من هو زعيم تحالف "أزرق-أبيض"؟ 

التحق بيني غانتس (60 عاماً) في شبابه بجيش الاحتلال الإسرائيلي كمجنّد. في عام 1977 صار مظليا، وفي عام 2001 أصبح جنرالاً، قبل أن يعيّن رئيسا للأركان عام 2011 وحتى 2015. لم يكن لغانتس، أي خبرة سياسية حين أسس تحالف "أزرق-أبيض" قبل سنة، والذي "استوحى اسمه من ألوان العلم الإسرائيلي".

ويتبنى غانتس رؤية مجتمعية أكثر انفتاحا من نتنياهو، ويأمل في تشكيل حكومة علمانية تدعم الزواج المدني غير المسموح به على أراضي الاحتلال الإسرائيلي، كما يؤكد غانتس بأنه مع بقاء السيطرة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي على غالبية أجزاء الضفة الغربية المحتلة ومع ضمّ غور الأردن ووضع حد للهجمات المتواصلة من غزة.

واتهم حكومة نتنياهو بـ "القيام بتنازلات كثيرة"، ووعد بـ "سياسة ردع" تجاه حركة "حماس" التي خاضت ضده جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلاث حروب منذ 2008. هذا ويتحالف غانتس مع قائدين سابقين لأركان الجيش، هما موشيه يعالون وغابي أشكنازي.

و كان يسعى نتنياهو، وهو أكثر رؤساء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقاء في الحكم، إلى الحصول على فترة ولاية خامسة وقد استلم نتنياهو المنصب من عام 1996 إلى عام 1999، ثم من عام 2009 حتى الآن، بعد أن أعيد انتخابه عام 2013 وعام 2015.

وقدّم نتنياهو نفسه في الحملة الانتخابية، على أنه "المرشح الوحيد القادر على أن يضمن أمن البلاد"، على الرغم من أنه يواجه محاكمة بتهم بالفساد، الأمر الذي ينكره تماماً.

وكان من المقرر أن تبدأ محاكمة نتنياهو يوم أمس الاثنين، لكن تم تأجيلها لمدة شهرين على الأقل بسبب أزمة فيروس كورونا. فيما كان غانتس، قد أعلن سابقاً رفضه أن يكون جزءاً من حكومة ائتلافية يقودها شخص يواجه تهماً جنائية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق