إدارة روسية-تركية لحقول النفط شرق الفرات… تصعيد أميركي مرتقب؟

إدارة روسية-تركية لحقول النفط شرق الفرات… تصعيد أميركي مرتقب؟
أخبار | 11 مارس 2020
مالك الحافظ - روزنة|| قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم أمس، أنه عرض على نظيره الروسي فلاديمير بوتين فكرة تسخير أموال النفط السوري لإعادة إعمار البلاد، مشيراً إلى موافقة بوتين على هذا الطرح، على أن يتم عرضه أيضاً على الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت لاحق.

تصريح الرئيس التركي حول مقترحه إدارة حقول النفط في الشرق السوري مع الجانب الروسي، لم يكن  الأول من نوعه، فقد سبق هذا التصريح أحاديث سابقة للإعلام تشي وكأن صيغة تفاهم مشتركة قد تعقد بين كل من تركيا وروسيا والولايات المتحدة تقضي بفرض النفوذ على حقول النفط هناك. 

أردوغان كان قد أشار في تصريح سابق مطلع الشهر الجاري إلى طرح مماثل ناقشه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث كشف أردوغان، أنه ناقش قضية النفط السوري مع ترامب، وأن الأخير سأله عما إذا كان النفط موجودا في القامشلي.

وأبلغ أردوغان أعضاء حزبه، أنه ناقش الأوضاع في محافظة إدلب -آنذاك-، وقال: "لقد تحدثت مع ترامب، وسألني عما يتوقعه بوتين وعما يريده؟ قلت له تلك (القواعد) وأخبرته بأن هناك موضوعا حول النفط في القامشلي، فسألني عما إذا كان يوجد هناك نفط، وقلت له نعم لكن ليس بحجم النفط الموجود في دير الزور، بل القليل من النفط".

و رغم أنه من المبكر قليلا الحكم حول ما قد ستفضي إليه نتائج الطرح التركي حول حقول النفط، إلا أنه ووفق مراقبون؛ فيبدو أن الصورة باتت تتوضح حيال ما جرى بخصوص إدلب من اتفاق بين روسيا وتركيا، هو مرتبط بشكل مباشر بمقايضات يمكن أن تحصل قريبا في شرق الفرات. 

الرئيس التركي يريد أن يضغط على الروسي، على اعتبار أن أنقرة هي من ساعدت موسكو بشكل أساسي على تواجد نفوذها في شرق الفرات، وبالتالي فإن على الأخيرة تقديم أوراق قوة إلى التركي، بخاصة وأن أردوغان أسقط أوراق نفوذه في إدلب لمصلحة الروسي في إدلب، سواء في الابتعاد عن كامل الطريق الدولي "M5" أو حتى منح النفوذ الروسي الوصول إلى الطريق الدولي "M4" ومحيطه؛ وبخاصة المناطق الجنوبية منه؛ و حتى احتمالية تسليمها دون أي قتال. 

الكاتب والمحلل السياسي، درويش خليفة، قال خلال حديثه لـ "روزنة" أنه وإثر الوجود الأميركي في حقول النفط في الشرق السوري؛ فإن تنفيذ الطرح التركي في إدارة مشتركة لحقول النفط قد تكون بغاية الصعوبة، بخاصة وأن الرئيس الأميركي كان قد وقّع على قانون سيزر الذي يحرم النظام من المساعدات المالية؛ ومن أي موارد مالية ونفطية قد تصله. 

وتابع "المقترح التركي قد يكون أحد الأوراق السياسية التي تقدمها أنقرة للرئيس الروسي في سبيل تحصيل مكاسب في غرب الفرات… الأمور ليست في صالح الجميع حاليا، الأميركيون يروا أن حرمان النظام من أي موارد مالية تساهم في الضغط عليه؛ وجلبه إلى طاولة المفاوضات للعمل على الانتقال السياسي وفق القرار الدولي 2254، وهذا برأيي الأجدر أن يفكر به جميع المتداخلين في الجغرافيا السورية… يجب أن يفكروا في الحل السياسي قبل التفكير في إعادة الإعمار فهي لن تساهم بالحل السياسي و إنما تأتي ممكملاً له". 
 
 
 
وأردف بالقول أنه "من الواضح أن الرئيس التركي يحاول من خلال تصريحاته تذكير نظيره الروسي بأن عملية نبع السلام كانت جزءا رئيسيا من دخول الروس إلى شرق الفرات". 

من جانبه اعتبر المحلل السياسي، بسام القوتلي، خلال حديثه لـ "روزنة" أن الطرح التركي هو محاولة لخلق تحالف روسي-تركي تجاه الإدارة الذاتية في الشمال الشرقي وتجاه الولايات المتحدة تحديدا، مستبعداً أن تتحول التصريحات المتعلقة بهذا الطرح إلى شيء فعلي على الأرض. 

وأضاف بأن "التوجه الروسي نحو الإدارة الذاتية مختلف عن التوجه التركي و الأميركي. نقاط التوافق صعبة بين الأطراف الثلاثة لحسابات مختلفة".

وفي سياق مواز رأى أن "فرص تقارب روسي أميركي هي الأعلى إذا قبلت موسكو بنوع من الاستقلالية للإدارة الذاتية بتفاوض مع النظام وهذا لا يمانع فيه الأمريكان حالياً… لا أعتقد بإمكانية حصول توتر بسبب الصراع حول حقول النفط، الكل يعرف أن الولايات المتحدة تحمي حقول النفط، ولا أحد فعليا قادر أو راغب بمواجهة الولايات المتحدة".
 

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق