فيسبوك يحظر منشورات عن الساروت... والسوريون يطالبون بحرية التعبير

فيسبوك يحظر منشورات عن الساروت... والسوريون يطالبون بحرية التعبير
أخبار | 12 يونيو 2019

أطلق السوريون حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي حملت وسم الساروت مرفقاً بصورته، رداً على حذف "فيسبوك" منشورات اعتبرته  أحد أبطال الثورة السورية متحدثة عن  سيرته وبطولاته، وشمل الإغلاق مجموعات ضخمة ضمّت عشرات آلاف الأشخاص

 
حسابات ومنتديات ومجموعات وصفحات تحتوي على عشرات آلاف المشتركين السوريين في فرنسا وألمانيا وغيرها من البلدان، في فيسبوك، تم إغلاقها، بعدما تضامنت مع الساروت عبر منشوراتها خلال الأيام الماضية، تلك المجموعات كانت تقدّم جانباً خدمياً واجتماعياً وقانونياً.
 
 
 
وعن سبب حذف "فيسبوك" تلك المنشورات وتقييدها أو إغلاق الحسابات، يقول عبدالله الزعبي، متخصص في أمن ونظم المعلومات لـ"روزنة"، إنّ حذف المنشورات بشكل عام على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل إدارة الموقع يتم من خلال طريقتين أساسيتين هما: "الذباب الإلكتروني، والويب روبوت".
 
 
وأوضح أنّ طريقة الذباب الإلكتروني، هي عبارة عن حسابات وهمية تكون بأعداد كبيرة، وعادة ما تعود ملكيتها لجهة شبه حكومية، إذ تدار هذه الحسابات عبر برامج خاصة لبث جمل أو كلمات محددة على مواضيع مستهدفة، تعمل على مهاجمة أشخاص معينين، وتزييف الحقائق أو تبديلها، وتوجيه الرأي العام نحو هدف مرسوم ومخطّط له مسبقاً.
 
الطريقة الثانية وهي "الويب روبوت"، وهو عبارة عن برامج و وخوارزميات تلقائية العمل، تحمل صفة الذكاء الاصطناعي، ذات قدرة على التطور مع مرور الزمن والتجارب، مبنية على قاعدة بيانات معقدة تحوي كلمات وصفات إذا  ما تواجدت في منشور أو تغريدة يقوم هذا الربوت بحذفه تلقائياً معللاً الحذف بانتهاك قانون وسياسة النشر، وفق الزعبي.
 
وأشار الزعبي إلى أنّ تلك الحالة هي ذاتها التي نواجهها في حذف إدارة الفيسبوك معظم صور ومقاطع الفيديو التي يظهر فيها ، بسبب تقاطع جمل وكلمات موجودة في المنشور، إضافة إلى صفات معينة تعكس الملامح المكونة لوجه الشخص في الصورة مثل اللحية الطويلة أو الشعر الطويل وما إلى هنالك من صفات اكتسبها الروبوت من صور سابقة تعود إلى جهاديين أو خارجين عن القانون، لذلك يكون الروبوت أسرع في عملية الحذف لتقاطع جميع الأسباب المذكورة سابقاً في منشور واحد.
 
  الاختصاصي في أمن المعلومات، دلشاد عثمان، كتب على صفحته الرسمية في "فيسبوك": إن "الفيسبوك يتعاقد مع جهات مدنية تساعده في تحديد ماهية لغة الكراهية في كل مجتمع عن طريق بيانات تتوسع بشكل مستمر".
 
 واتّهم عثمان في ذلك المنظمات التي تعمل على تصنيف لغة الكراهية، بشكل غير مدروس، وتقوم بتزويد شركة فيسبوك بآرائها السياسية على أنها مسار تصنيف الكراهية، دون تحديد أو ذكر مثال على ذلك.
 
وأشار إلى أنّ الوضع خطير جداً، حيث أنّ الفيسبوك لا يستطيع لوحده معرفة أنّ الساروت في مرحلة من مراحل حياته بايع تنظيم "داعش".
 
وكان عبد الباسط الساروت صرّح سابقاً أنه بايع تنظيم "الدولة الإسلامية" في ريف حمص الشرقي، بعد أن خذل الجميع المعارضة السورية.
 
وشدّد عثمان على أنّ أي طرف سوري متعاقد مع شركة "فيسبوك" لتزويدها ببيانات، والتي  تحدّد بدورها ما يمكن أن يكون لغة كراهية، يجب أن يكون واقعي ومسؤول إنسانياً عمّا يزوّدهم به.

اقرأ أيضاً: حشود ضخمة تودع الساروت في جنازة مهيبة
 
الإعلامية رزان أمين كتبت على صفحتها على "فيسبوك": "هل وصل تكميم الأفواه و عدم احترام حرية الرأي والتعبير إلى الفيس بوك؟"، وذلك بعدما أزالت الشركة منشورها عن الساروت، والذي كتبت فيه: "طلبت الشهادة ونلتها إلى جنات الخلد يا بطل سوريا في العزة والكرامة والحرية".
 
ورداً على إغلاق المنتديات والصفحات والمجموعات وحذف الكثير من المنشورات التي تضامنت مع الساروت، تفاعل الكثير من السوريين مع وسم (#الساروت) مع صورة أو تسجيل مصوّر له على موقع تويتر وفيسبوك، مع عبارات الثناء والمدح، معتبرين أنه رمز وأيقونة الثورة السورية.
 
فراس ديبة، أحد الناشطين على فيسبوك، علّق قائلاً: " لماذا نمجد أساطير الآخرين ونحن نملك أسطورتنا من لحمنا ودمنا وثورتنا؟ علموا أولادكم أنهن خلقوا في زمن عاش فيه عبد الباسط، اطبعوا صورة الساروت على قمصانهم، على قبعاتكم، على أغلفة دفاتركم، على جدران غرفكم، على شعاع الفجر المتسرب من شبابيككم".
 
 
وأطلق ناشطون عبر موقع آفاز حملة طالبت "فيسبوك" بالالتزام بحرية التعبير وعدم حذف الكتابات عن عبد الباسط الساروت.
 
وقال موقع آفاز، إن السوريين بمختلف انتماءاتهم أجمعوا بشكل نادر على اعتبار الساروت أحد أبطال ثورتهم، وكتب المئات عنه لتأبينه والحديث عن سيرته الثورية على موقع "فيسبوك"، إلّا أنّ الإدارة حذفت العديد من تلك الكتابات،كما أنها أوقفت حسابات شخصية سورية كتبت عنه.
 
واعتبر موقع آفاز أنّ هذا يتناقض مع الحد الأدنى من مبدأ حرية التعبير.
 
وطالب الموقّعون على العريضة إدارة فيسبوك، انطلاقاً من الحرية التي تكفلها حقوق الإنسان العالمية بإعادة كل تلك الكتابات المحذوفة، وإعادة تفعيل الحسابات المجمّدة، والتوقّف بشكل نهائي عن مثل تلك الممارسات التي تذّكر السوريين بالديكتاتورية التي طالبوا بعكسها.
 
وارتقى القيادي في فصيل "جيش العزة" عبد الباسط الساروت متأثراً بجراح أصيب بها في المعركة الأخيرة (الفتح المبين) التي أطلقتها فصائل المعارضة في ريف حماة الشمالي، في الثامن من شهر حزيران الجاري.
 
وشيّعت حشود ضخمة من السوريين في مدينة الريحانية بولاية هاتاي التركية عبد الباسط الساروت في 9 حزيران، وانطلقت الجنازة من أمام جامع التوحيد في مدينة الريحانية، وسط تجمع ضم آلاف السوريين المناهضين للنظام السوري، إلى جامع الرحمن في ناحية الدانا التابعة لمنطقة حارم في ريف ادلب حيث تمت الصلاة عليه مرة أخرى قبل دفنه.
 
 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق