مع بدء ارتفاع درجات الحرارة رويداً رويداً، بدأت الحشرات والقوارض والكلاب الشاردة تنتشر بسرعة أكبر من سرعة دخول فصل الصيف، لكن هذا العام، هناك ما ينذر بما هو سيء ويهدد حياة آلاف السكان وخاصة النازحين الذين يعيشون في العراء والحدائق العامة.
محافظة دمشق التابعة لحكومة النظام السوري، أعلنت أنها قضت على حوالي 800 كلب شارد منذ بداية 2017، مشيرة إلى انتشار كبير للكلاب في مناطق مختلفة بدمشق منها ركن الدين وسط العاصمة، في حين تنتشر هذه الكلاب بشكل أكبر في ريف دمشق وخاصة جرمانا، دون أي اجراء فعال للقضاء عليها.
يقول مصدر في بلدية جرمانا لـ "روزنة"، إن رمي رؤس دجاج سامة غير مجدي للقضاء على الكلاب، لأن بعض المحتاجين قاموا العام الماضي بجمعها وطهييها وتناولها، ما سبب العديد من حالات التسمم، بينما قتلت مئات القطط، وبقيت الكلاب تصول وتجول في المدينة.
إقرأ أيضاً: فقط في سوريا.. ماكرون خسر أمام لوبان!
وتابع المصدر إن "إطلاق الأعيرة النارية غير مجدي أيضاً، فقد يسبب الذعر لأهل المدينة، إضافة إلى أن الكلاب تنتشر في الأحياء السكنية وبين المارة، مايجعل اصطيادها شبه مستحيل".
هذه الكلاب الشاردة تهدد حياة آلاف السوريين في دمشق وريفها، حيث أكدت مصادر لـ "روزنة" من داخل مشفى المجتهد وابن النفيس أن لقاح الكلب مفقود نهائياً منذ العام الماضي، مايجعل الشفاء من عضة كلب مصاب بالداء، شبه مستحيلة إلا اذا تم الحصول على اللقاح وبسرعة من السوق السوداء.
قد يهمك: بالفيديو.. موالون يتدافعون ويتضاربون للحصول على "تكريم"!
وأشارت المصادر إلى أن اللقاح يباع في السوق السوداء بسعر يتراوح مابين 60 و75 ألف ليرة سورية، وعبر أطباء العصبية أو سماسرة في المشافي، لكن هذا الدواء يبقى مجهول المصدر، بينما يمكن للمصاب أن يسافر إلى لبنان للحصول على اللقاح، إلا أن ذلك قد يجعل من جدوى العلاج شبه مستحيلة نظراً للوقت المستغرق.
وأكد المصدر أنه يجب إعطاء المصاب ابرة داء الكلب فور تعرضه للعض، وتتم مراقبة المريض ثم اعادة الجرعة في اليوم الثالث، والسابع، والرابع عشر، والثامن والعشرين أو الثلاثين من تاريخ العضة، أي أن المريض بحاجة 5 جرعات من لقاح داء الكلب، ماتصل تكلفته خلال فترة العلاج (شهر واحد) إلى حوالي 300- 375 الف ليرة سورية بحسب سعر السوق السوداء.
ومن جانبها، تقول وزارة الصحة النظام، إن سبب فقدان لقاح داء الكلب هو العقوبات الأوروبية، في حين تم توثيق وفاة شخصين في الغوطة الشرقية عام 2014 بداء الكلب، كما توفي في تموز 2015 شاب في دير الزور بذات الداء، ثم توفي شاب آخر في عين العرب "كوباني" في شهر آب من ذات العام، بينما شهد النصف الأول من عام 2016 حوالي سبعة آلاف عضة كلب، توفي اثنان منها اثر تأخر العلاج بحسب صحة النظام.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)