"السودان ما بدها فيزا".. تنفَّس السوريون الصُّعداء في الأيام الاخيرة قبل نفي شائعة فرض الخرطوم تأشيرة دخول على السوريين، ورغم صعوبة المعيشة وغلائها في ذلك البلد، غير أنه يبقى الملاذ الأسهل للهاربين من الحرب في سوريا.
يقول علاء، خريج أدب فرنسي ويقيم في السودان منذ نحو عامين، لـ روزنة، "لم أجد إلَّا السودان ملجأً لي بعد حملة تجنيد جيش النظام السوري للشباب وزجهم في ساحات القتال".
ويضيف، "عملتُ في بداية الأمر لدى محل لبيع المثلجات براتب شهري لا يتجاوز الـ 1500 جنيه سوداني أي أقل من 100 دولار أمريكي".
ويتابع "تم انتقلت للعمل في مهنة تنجيد المقروشات التي ورثتها عن عائلتي في سوريا.. أجري الشهري حالياً لا يتجاوز الـ 2000 جنيه سوداني مقابل عمل 10 ساعات يومياً".
ضفاف نهر النيل الخضراء مكان لنزهة السوريين
وعن تفاصيل الوضع المعيشي للسوريين في السودان، يوضِّح علاء، أن "آجار المنزل المؤلف من غرفتين وصالة يبدأ من 3000 جنيه في العاصمة الخرطوم، ويعيش فيه من 5 لـ 10 شباب".. يستطرد علاء "من المُحال أن يستطيع الشاب السوري استئجار منزل لوحده في الخرطوم".
اقرأ أيضاً: كيف أثرت احتجاجات السودان على السوريين هناك؟
ويكمل.. "آجار الشهر للشخص الواحد في السكن الشبابي يصل إلى 600 جنيه، والمأكل نحو 800 جنيه والمواصلات قرابة 300 جنيه.. راتبنا يا دوب يكفي لآخر الشهر".
ومعظم السوريين في السودان هم من الفئة العمرية بين الـ 18 عاماً والـ 25 عاماً، وغالبيتهم لا يتقنون مهنة، ولم يكملوا تعليمهم، مما يضطرهم للعمل بأجور زهيدة.
مطاعم سورية ومعارض مفروشات في الخرطوم
وعن السوريين في السودان من أصحاب المهن ورؤوس الأموال، يقول ماهر وهو صاحب مطعم في الخرطوم، "مطعمنا يقدم مأكولات سورية ويشهد إقبالاً من الطبقة الغنية بين السودانيين"، مضيفاً "كما تنتشر في السودان مشاريع لسوريين في بينها معارض مفروشات وورشات خياطة وصناعة معدات المطاعم".
وأوضح أن "الحكومة السودانية لا تطلب أبداً رخصاً، وتقدم تسهيلات كبيرة لرؤوس الأموال السورية.. كما أن الشعب السوداني يُقبل بكثرة على شراء المنتج السوري".
التهريب إلى مصر
يشرح لنا أبو العبد، ويعمل في تسهيل تهريب السوريين من السودان إلى مصر، "عدد من السوريين يتخذون من السودان معبراً لدول أخرى في مقدمتها مصر"، ويوضح "المعيشة في مصر أقل كلفة بكثير مما هي عليه في السودان".
اقرأ أيضاً: العمال السوريون في تركيا.. ماكينات لا تهدأ وأجور لا تسد الظمأ
ويتابع أبو العبد.. "في مصر يحق للسوري التسجيل في منظمة الأمم المتحدة للاجئين وبالتالي حصوله على مساعدات، وكذلك بإمكانه إنشاء أي مشروع صغير يأتي بدخل أفضل مما هو في السودان".
أحد شوارع مدينة الخرطوم
وفرضت الأردن ولبنان والجزائر وتونس، إضافة إلى الصومال وجزر القمر وغيرها من الدول تأشيرة لدخول السوريين، خلال السنوات الاخيرة، فيما بقي السودان يستقبل السوريين دون طلب تاشيرة.
ونفت وزارة الخارجية السودانية إشاعات تداولتها وسائل إعلام سودانية وعربية، الأسبوع الماضي، حول فرض حصول السوريين على "فيزا" لدخول السودان.
وقال مصدر في مطار دمشق الدولي لـ روزنة، فضَّل عدم الكشف عن اسمه، إن "ثلاث رحلات ركاب تتَّجه كل أسبوع إلى الخرطوم وتحمل نحو 500 سوري".
ويعيش غالب السوريين في السودان في ولاية الخرطوم بمدنها الثلاث، خرطوم بحري وخرطوم العاصمة وأم درمان، فيما يتوزع عدد من السوريين في مدن سودانية أخرى بينها بورسودان والأُبيِّض.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)