صدام حسين، يكتب على صفحته في فيسبوك:
خطيب الجمعة قال اليوم أن من ترك صلاة الجمعة "طبع الله على قلبه".. وأصبح كافراً ومصيره "نار جهنم"، فانخلع قلبي من الخوف.. إلى أن تذكرت أنني أصلّي.. وأنني في المسجد أساساً كي أصلي الجمعة! وأن من يقصده الشيخ.. ليس موجوداً في المسجد.. ربما يكون في الحانة.. أو في العمل.. أو نائماً في المنزل.
واستيقظت يوماً على رسالة من وكالة "سانا" تقول أن "عشرة أشخاص ماتوا في اليمن"..
فتأثرت كثيراً.. وكنت على وشك أن أفتح التلفاز لمعرفة ما إذا كان القتلى من "الحوثيين أو من أنصار الرئيس هادي"، إلى أن تذكرت بأنني سوري.. ولست يمنياً.. ولا يحق لي التدخل في شؤون بلد آخر! فألغيت الاشتراك بخدمة الرسائل العاجلة من "سانا".. وتوقعت أن الرسالة وصلت بالخطأ.. وعدت إلى النوم بهدوء.
وفي يوم من الأيام.. هدد محلل سياسي جميع الإرهابيين بالقتل و"الدعس" على شاشة حكومية.. ونصحهم بتسليم سلاحهم للدولة.. فارتعبت!.. إلى أن تذكرت بأنني لست إرهابياً.. وأن الإرهابيين لا يشاهدون التلفزيون وهذه القناة تحديداً!
وتذكرت أنني لا أملك سلاحاً!.. وكل رصيدي بالحياة بضعة مقالات لا تتعلق بالمياه والكهرباء والخدمات العامة.
وقبل أيام.. قال مسؤول رفيع على قناة تلفزيونية سورية.. بأن الحكومة سوف تضرب بيد من حديد على أيدي تجار الأزمة ومضاربي الدولار.. فارتعبت!.. إلى أن تذكرت بأني لست تاجر أزمة!
وتذكرت بأن مضاربي الدولار يشاهدون قناة "بلومبيرغ" لمراقبة أسواق المال.. ولا يشاهدون قناة سما.
وقبل أيام.. أضافني أحدهم إلى مجموعة مفتوحة اسمها "المخابرات العامة"..
توّجست كثيراً.. إلى أن تذكرت بأنني لم أعمل يوماً لصالح المخابرات! يبدو أن صديقي أضافني عن طريق الخطأ، ثم غادرت المجموعة بهدوء.. وحذفت منشوراتي السابقة من باب الاحتياط.
الخلاصة:
نحن نعاني من مشكلة الفشل في تحديد الجمهور المستهدف، والفشل في تحديد الجمهور يعني إضاعة الوقت والجهد والمال.
إن لم تعرف جمهورك.. لن توجه له الرسالة الصحيحة.. ولن تستطيع التواصل معه.. ولا التأثير فيه.
رابط صفحة صدام على فيسبوك، اضغط (هنا)