تقارير | 25 05 2020
مصطفى دباس_ بيروت||
أصبح مألوفاً تواجد الفرق الموسيقية السورية على المسارح وفي "بوبات" بيروت، في مشهدٍ اعتاده اللبنانيون الذي يقصدون هذه الأماكن، ويكاد لا يخلو أي بوب في منطقة الجميزة، وسط بيروت من عازفٍ أو مغنٍ أو فرقةٍ سوريةٍ.
تختلف أسباب انتقال هؤلاء إلى بيروت، فمنهم من هرب متأثراً بالحرب، ومنهم من فضّل الانتقال والعمل والاستقرار، لأنه وجد فرصة أكبر للصعود بموهبته، ونشرها على نطاق أوسع ، الأمر الذي خلق نوعاً من المنافسة السورية-اللبنانية على التواجد، ما يتطلب مزيداً من الجهد والعمل لإثبات من هو الأفضل.
الموسيقى لغةٌ عالمية
يقول أحمد نفوري وهو عازفٌ مع إحدى الفرق السورية في لبنان "بيروت منحتني شيئاً مختلفاً، فأنا أعزف الموسيقى في أكثر من مكان، والناس تتفاعل وتحب العمل الذي أقدمه مع فرقتي، لأنه عملٌ حقيقيٌ نابعٌ من القلب، ويعبر عن وضعنا الراهن، فالأغاني فيها نوعٌ من السخرية، كما أنها قريبةٌ بنفس الوقت من النمط الجديد المنتشر بين الشباب، يوجد كثيرٌ من الفرص والمنافسة الكبيرة، لذلك على الموسيقي إثبات نفسه حتى يستمر".
ويتابع أحمد" لم أشعر للحظة بأني انفصلت عن دمشق، هي موجودة في كل شيء حتى في موسيقاي، أتمنى العودة في أقرب وقتٍ ممكن إلى بيتي ومرسمي و أن أتنفس من هواء دمشق".
"الموسيقى لغةٌ عالميةٌ لا تعترف بجنسيةٍ أو هويةٍ، ولا يوجد لبنانيٌ أو سوري في الموسيقى"، تقول عفراء التي تغني مع إحدى الفرق السورية في لبنان، "أتمنى أن يكون وجودنا هنا مرحباً به، لأن الموسيقى لغة عالمية، أنا أحاول الغناء والارتجال بلهجةٍ تكون غريبةً أحياناً، حتى لا تؤثر هوية الشخص على فنه بل العكس، أتمنى أن أغني بأي مكانٍ في العالم وليس فقط في بلدي، لكي يصل ما أقدمه للجميع والموسيقى ليست صعبة الفهم في أي مكان في العالم".
منافسةٌ وتحديات
على الرغم من بعض الحملات السلبية التي واجهها الكثير من الشباب السوري المتواجد في لبنان والتي خرجت تقول بأن، وجود السوري في لبنان أثر سلباً على فرص عمل اللبنانيين، إلا أن آخرين يرون بأن الفن الجميل يثبت نفسه في أي مكانٍ في العالم.
ويقول جمال وهو أحد العازفين اللبنانيين الذي عمل مع الكثير من الفرق السورية "أعمل مع فرقة فيها لبنانيين وفلسطينيين وسوريين، وكل لبناني في الفرقة من طائفةٍ مختلفة، ما يجمع بيننا هو الموسيقى فقط، مع النزوح الذي حصل منذ سنتين دخلت ثقافةٌ كبيرةٌ إلى بيروت، كنا بحاجة لوقتٍ طويلٍ لدخولها واستفاد منها جميع اللبنانيين، ومن لم يستفد منها فهو لا يعرف معنى الفن، المستوى الموسيقي في سوريا أعلى بكثير منه في لبنان، على الأقل هذه وجهة نظري".
أتيحت بعض الفرص لشباب سوريين في لبنان، وفتحت لهم أبوابٌ جديدة، لكن يبقى الشعور بعدم الاستقرار مسيطراً على كثيرٍ منهم.