تقارير | 22 12 2023

"كان عاماً مليئاً بالكوارث والأحداث، ربما أسوأ عام مرّ علينا في كامل حياتنا"، هو تعليق كثير من السوريين، ربما أنت منهم، على عام 2023، الذي بدأ بكارثة الزلزال، مروراً بالاشتباكات في العديد من المناطق، والحملات العسكرية ضد المدنيين في الشمال السوري.
تعرّف معنا في هذه المادة على أبرز الأحداث التي حصلت في سوريا لعام 2023، بما فيها السياسية والعسكرية.
زلزال 6 شباط

استيقظ أهالي بعض المحافظات السورية مثل إدلب و حلب وحماة واللاذقية، صباح السادس من شباط على زلزال مدمّر بلغت قوته 7.7 و 7.6، وأدى إلى وفاة أكثر من 50 ألف شخص في كل من سوريا وتركيا.
في حين تسببت ظروف الطقس السيء ودرجات الحرارة المنخفضة جداً والأمطار الغزيرة في إعاقة جهود الإنقاذ.
وفي شمال غربي سوريا أدى الزلزال إلى مقتل أكثر من 4 آلاف مدنياً وإصابة نحو 12 ألف شخص، ونزوح 48 ألف آخرين، الأطفال والنساء والحالات الخاصة بلغت 67 بالمئة من إجمالي العدد، وفق إحصائية نهائية حول أضرار الزلزال لـ"منسقو استجابة سوريا" في نيسان الماضي.
اقرأ أيضاً: دمشق: 11 مليون دولار لمتضرري الزلزال.. وأموال العرب لم تصل!
أما الوحدات السكنية والمنشآت المتضررة بلغ عددها 47 ألفاً ما بين أضرار جسيمة ومتوسطة وجزئية، في حين بلغت الخسائر الاقتصادية 1.95 مليار دولار أميركي وتشمل القطاع العام، القطاع الخاص، ومنشآت أخرى.
وبلغ عدد الوفيات في مناطق النظام السوري، وفق وزارة الصحة، منتصف شباط الفائت، 1414 فيما الإصابات بلغت 2357 إصابة.
وكشفت "اللجنة العليا للإغاثة" التابعة لحكومة النظام السوري، في تقرير لها في الثاني من آذار الفائت، أن عدد العائلات المتضررة بلغ أكثر من 91 ألف أسرة، أي 414 ألف و304 أشخاص متضررين، فيما بلغ عدد من أنقذ من تحت الأنقاض 1553 شخصاً، والمفقودين ستة أشخاص.
وتسبّب الزلزال في خسائر مادية لسوريا تقدّر بنحو 5.1 مليار دولار، ما يؤدي إلى تراجع النشاط الاقتصادي بشكل أكبر في البلد، وفق "البنك الدولي" التابع للأمم المتحدة.
قصف مكثّف على إدلب رداًَ على استهداف للكلية الحربية

في الخامس من تشرين الأول الفائت، استهدفت الكلية الحربية في محافظة حمص، ما أدى لمقتل 89 مدنياً وعسكرياً، وإصابة 277 آخرين، بينهم نساء وأطفال مدنيين.
واتّهمت وزارة الدفاع لدى النظام السوري"التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة" بارتكاب القصف بـ"طائرات مسيرة" بعد انتهاء حفل تخريج ضباط مباشرة.
اقرأ أيضاً: الكلية الحربية في حمص: قتلى وجرحى مدنيون وعسكريون بهجوم "مسيرة"
وأكدت الوزارة بأنها سترد "بكل قوة وحزم على التنظيمات الإرهابية أينما وجدت"، معلنة الحداد لمدة ثلاثة أيام، وما هي إلا ساعات حتى بدأت قوات النظام السوري بحملة عسكرية مكثّفة على ريفي إدلب وحلب، استمرت لأيام، وأدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
الحملة العسكرية قصفت، بدعم روسي، أكثر من 61 مدينة وقرية، بحسب "منسقو استجابة سوريا" مستهدفة منازل المدنيين والمرافق الحيوية والطبية والتعليمية ومخيمات النازحين، ومراكز الدفاع المدني، باستخدام أسلحة تحتوي مواد حارقة، وفق الدفاع المدني.
ووصل عدد القتلى إلى أكثر من 50 شخصاً ونحو 300 إصابة، وتسبب الحملة بحرمان أكثر من 400 ألف طالب من التعليم، وأدت إلى حركة نزوح جماعية من جميع المناطق المستهدفة، وتجاوز العدد 78 ألف شخص نازح.
عودة دمشق إلى الجامعة العربية

بعد غياب النظام السوري لمدة 12 عاماً عن مقعد سوريا في الجامعة العربية، بسبب تجميد عضويتها، عاد في الـ 19 من أيار الفائت، بحضور بشار الأسد، رئيس النظام في القمة العربية الـ 32 بمدينة جدة، وسط ترحيب دولي من قبل الدول العربية.
اقرأ أيضاً: "أخاً عزيزاً".. الأسد في جدة بين الترحيب الحار ومغادرة أمير قطر
لكن هذه العودة لم تلقَ ترحيباً من بعض مناهضي بشار الأسد خصوصاً قاطني المخيمات والنازحين والمقيمين في شمالي سوريا وفي بلدان اللجوء، لعدم وضوح خطوات التقارب الجديدة في ظل توقف العملية السياسية الأممية.
وخرجت العديد من المظاهرات داخل سوريا تحت شعار "سوريا لا يمثلها بشار الأسد"، استنكاراً لحضور الأسد في القمة العربية بجدة، وطالبت بوجوب محاسبة الأسد، وإطلاق سراح المعتقلين من السجون.
محادثات ومؤتمرات وسنوات من الحديث عن عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، حسمها قرار في مطلع أيار الفائت، حيث تبنى وزراء الخارجية العرب، قراراً ينص على الموافقة على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، بعد تجميد عضويتها في تشرين الثاني 2011، وذلك ضمن المبادرة الأردنية التي تقوم على مبدأ خطوة مقابل خطوة.
وبعد عودة سوريا إلى مقعدها، بدأ بشار الأسد بزيارة العديد من البلدان مثل السعودية والإمارات، بعد عزلة دامت لسنوات، كان زلزال شباط أحد الأسباب التي ساهمت في عودة العلاقات، إذ أرسلت العديد من الدول تعازيها بما حصل ودعمت النظام السوري رغم انقطاع العلاقات مثل السعودية.
انتفاضة السويداء

مع تردي الوضع المعيشي ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، أعلنت الحكومة بدمشق منتصف آب الفائت، قراراً رفعت من خلاله رواتب الموظفين الحكوميين للضعف بنسبة مئة بالمئة، لكن تبع ذلك قرار آخر برفع أسعار المحروقات.
اقرأ أيضاً: مظاهرات السويداء ضد الأسد مستمرة.. "المعتقل بحجم وطن"
قرار رفع المحروقات مع رفع الرواتب، اعتبره سوريون "ضحك على اللحى"، وهو ما دفع مئات السوريين في السويداء للخروج في مظاهرات مطالبة بتحسين الواقع المعيشي، واستمرت المظاهرات بشكل يومي، ولا سيما يوم الجمعة.
وتحولت مطالب المتظاهرين لاحقاً من تحسين الواقع المعيشي إلى مطالب سياسية ضد الأسد، دون وجود أي رد فعل من النظام على الاحتجاجات التي ما زالت مستمرة.
شارك في تلك الاحتجاجات على مدى أربعة شهور، مختلف الفئات من معلمين ومهندسين وفنانين، وغيرهم، وأحياناً انضم إلى المظاهرات وفود من محافظات أخرى، مثل وفد جرمانا بريف دمشق.
اشتباكات دير الزور

أواخر شهر آب الفائت، اندلعت اشتباكات شرقي دير الزور، استمرت لأسابيع، بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) من جهة والعشائر العربية و"مجلس دير الزور العسكري" من جهة ثانية، وسط رعب وخوف عاشه الأهالي بين الطرفين، وحظر تجول في مناطق "قسد" قالت إنه بهدف "تعزيز الأمن".
واندلع الاقتتال، بعد اعتقال "قسد" أحمد الخبيل الملقب بأبو خولة، والذي كان يرأس "مجلس دير الزور" التابع لها، حيث خرج شقيق "الخبيل" بمقطع مصور يقدم مناشدة للقبائل العربية، استجاب على إثرها، بالدرجة الأولى، موالون لـ"أبو خولة" ومسلحون من أقاربه، وهاجموا نقاطاً عسكرية لـ"قسد" في المنطقة.
اقرأ أيضاً: ما الذي يحدث في دير الزور؟
الاشتباكات أدت إلى وقوع ضحايا، وإغلاق للطرقات، ونقص في المواد الغذائية والخدمات والأدوية وإغلاق للمراكز الصحية، وسط ارتفاع للأسعار بشكل مضاعف، إذ منعت "قسد" السيارات التجارية من الدخول إلى المنطقة بما فيها سيارات الطحين والخضروات.
وامتدت الاشتباكات إلى مناطق "قسد" في منبج بريف حلب الشرقي، حيث شنت العشائر العربية هجوماً واسعاً ضد مواقع "قسد" في السابع من أيلول الفائت، وسيطرت على نقاط، وسط نزوح للأهالي على خطوط الجبهات، ووقوع ضحايا بين المدنيين.
وفي الثامن من أيلول أعلنت "قسد" انتهاء العملية العسكرية الأساسية في دير الزور، وهدأت معها المواجهات في منبج أيضاً.