تقارير | 18 12 2023

أعلن الجيش الأردني اندلاع اشتباكات مع مهربين قادمين من الأراضي السورية، فجر اليوم الإثنين، أثناء محاولة تهريب مواد مخدرة وأسلحة إلى داخل الأراضي الأردنية، بعد أيام من اشتباكات مماثلة تسببت بمقتل جندي أردني، والتي وصفها وزير أردني أنها نتيجة للفوضى وانفلات السلطة في سوريا.
وقال مصدر عسكري في الجيش الأردني، عبر بيان نشره على موقعه، بأن الاشتباكات التي اندلعت على حدود المملكة الشمالية امتدت منذ ساعات الفجر الأولى وحتى صباح اليوم الإثنين، وأسفرت عن إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة الأتوماتيكية والصاروخية.
وكشف المصدر أن الاشتباكات تسببت بجرح عدد من عناصر حرس الحدود الأردني بجروح بين الخفيفة والمتوسطة.
وأشار المصدر إلى أن "الأيام الماضية شهدت ارتفاعاً في عدد هذه العمليات، وتحولها من محاولات عمليات تسلل وتهريب إلى اشتباكات مسلحة، بهدف اجتياز الحدود وبالقوة من خلال استهداف قوات حرس الحدود".
الاشتباك الثاني خلال أيام
أحبط الجيش الأردني، يوم الجمعة الماضي، عملية تهريب لمواد مخدرة من الأراضي السورية إلى داخل الحدود الأردني، وصادر 278 ألف حبة كبتاغون، 1738 كف حشيش، وفق بيان للجيش الأردني.
اقرأ أيضاً: الجيش الأردني: مقتل جندي أثناء إحباط تهريب مخدرات من سوريا
ويعتبر الاشتباك اليوم مع المهربين هو الثاني خلال أقل من أسبوع، حيث اندلعت اشتباكات مشابهة الأربعاء الماضي، خلال إحباط عملية تهريب، تسببت بمقتل جندي أردني من الكتيبة السادسة في حرس الحدود.
وفي 5 كانون الأول الجاري، تسببت اشتباكات بين حرس الحدود الأردني وعدد من المهربين على الحدود مع سوريا بمقتل 3 مهربين، ومصادرة 233 ألف حبة كبتاغون، و528 كف حشيش.
توتر على الحدود
شهدت الفترة الماضية توتراً ملحوظاً على الحدود السورية الأردنية من خلال ارتفاع وتيرة عمليات التهريب من الجانب السوري.
وبحسب رأي الصحافي والمحلل السياسي السوري فراس علاوي فإنه لا يوجد تعاون بين الجانبين، الأردني والسوري، بما يتعلق في حماية الحدود بسبب ضعف النظام السوري.
وأضاف علاوي بأنه، حسب اعتقاده، بات الأمر يهدد الأمن القومي الأردني، لأن الموضوع لا يتعلق فقط بتهريب المخدرات، بسبب وجود تهريب للسلاح إلى داخل حدود الأردن.
واعتبر أن الاشتباكات التي جرت اليوم على الحدود الأردنية تشكل تطوراً، إلا أنها لن تنعكس بشكل مباشر على الملف السياسي بين البلدين، على الأقل وفق المدى القصير.
ورجح الصحفي السوري أن تذهب الأردن أبعد من ذلك، عبر محاولة التنسيق مع النظام السوري، وفي حال فشل الأخير في ضبط الحدود، قد يتدخل الجيش الأردني، لأنه وفق الدستور الأردني لا يحق للقوات المسلحة الأردنية دخول أراضي أخرى إلا في حالة الدفاع عن النفس.
وتوقع أنه من الممكن أن يقدم الجيش الأردني على تلك الخطوة في حال أصبحت ضرورية ومطلوبة للحفاظ على أمن الأردن وحدوده.
"عدوان عسكري"
قال وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة، إن ما يجري منذ أسبوع من محاولات من مجموعات مسلحة بأعداد كبيرة تحمل مخدرات، وآخرها الاشتباكات الكبيرة اليوم، يمثل عدواناً عسكرياً وأمنياً قادماً من سوريا، وليس فقط حرب مخدرات.
وأضاف المعايطة في تغريدة على منصة "X": "هو إعلان حرب من ميليشيات طائفية ومن خلفها، على الأردن ومحاولات سياسية لاستنزاف الأردن وجيشه".
مايجري منذ اسبوع من محاولات من مجموعات مسلحة بإعداد كبيرة تحمل مخدرات واخرها الاشتباكات الكبيرة اليوم عدوان عسكري وامني قادم من سوريا وليس فقط حرب مخدرات وهو اعلان حرب من ميليشيات طائفية ومن خلفها على الاردن ومحاولات سياسية لاستنزاف الاردن وجيشه..حمى الله الاردن واهله وقيادته
— سميح المعايطه (@AlmaitahSamih) December 18, 2023
وقال المعايطة في لقاء مع قناة "العربية"، إن محاولات التهريب عبر الحدود السورية الأردنية منذ عام 2020 مستمرة، لتهريب المتفجرات والمخدرات إلى الأردن.
وأشار إلى أن ما جرى اليوم من اشتباكات يعتبر تطوراً، حيث كان هناك أعداد كبيرة "من المقاتلين مع كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة، وبينها أسلحة صاروخية".
وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة لـ #الحدث: هناك محاولات من قبل جماعات مسلحة لتصعيد التوتر على الحدود الأردنية السورية خلال تهريب المخدرات.. والهدف هو استنزاف #الأردن وزعزعة استقراره#سوريا pic.twitter.com/FF7oBT1Ntw
— ا لـحـدث (@AlHadath) December 18, 2023
واتّهم المعايطة بشكل صريح إيران "وميليشياتها الطائفية الموجودة على الأرض السورية، منها حزب الله وجهات رسمية سورية متواطئة مع المهربين" بأنها وراء تلك العمليات، لأن المخدرات "جزء من أدوات هذه الحرب".
وكشف الوزير الأردني أن مسؤولاً أردنياً التقى برئيس النظام السوري بشار الأسد، قبل أكثر من عام، وطلب منه وقف عمليات تهريب المخدرات، حيث برر الأخير بأنه يوجد في سوريا فساد وفوضى وانفلات.
وأوضح أن جزءاً من النظام السوري متواطئ مع تلك المليشيات والمهربين بشكل لا خلاف عليه، بينما اعتبر أن الجزء الثاني إما متواطئ ويمارس التذاكي على الآخرين، أو هو مغلوب على أمره.
وأكد على ما قاله الملك الأردني عبد الله الثاني، في وقت سابق، بأن الأردن سيلجأ لاستخدام مختلف الأدوات لحماية أمنه، مشيراً إلى احتمالية التصدي إلى هذه المجموعات داخل الأراضي السورية، إذا استمرت تلك العمليات.
إشكالية كبرى
اعتبر وزير الاتصال الحكومي والناطق باسم الحكومة الأردنية، مهند مبيضين، أن التوتر الأخير على الحدود هو نتيجة "الفوضى الموجودة، وانفلات السلطة الذي يؤدي إلى نمو وسيطرة بعض الميليشيات والجماعات التي تقود حرباً إقليمية، وتصدر المخدرات للأردن، وتريد أن تصدرها لدول الخليج ودول عربية".
وقال مبيضين في حديث لشبكة "CNN": "الأردن هو الهدف وما وراء الأردن هو الهدف من القائمين على عملية تهريب المخدرات. هي إشكالية كبرى، ليست أردنية فقط، بقدر ما هي مشكلة إقليمية، وجزء من الصراع الذي تقوده هذه المليشيات المدعومة من قوى إقليمية، وهي تستهدف للأسف أمن واستقرار الأردن".
يذكر أن ملف مكافحة تهريب المخدرات كان الأبرز في اجتماع عمان الخماسي، مطلع حزيران الماضي، والذي جاء وفق المبادرة الأردنية لإعادة تأهيل النظام السوري، وضم وزراء خارجية كل من سوريا والأردن والسعودية ومصر والعراق.