تقارير | 28 06 2023

شهران ونصف على بدء الحرب في السودان، وآلاف السوريين ما زالوا ينتظرون رحلات الإجلاء، وحتى أمس الثلاثاء، أعلنت "المؤسسة السورية للطيران" عن تسيير رحلات إجلاء وصفتها بـ"الاستثنائية" من السودان إلى دمشق.
ويأتي الإعلان عن رحلات الإجلاء، بعدما عاد مئات السوريين إلى دمشق عبر شركة "أجنحة الشام" بتذاكر مدفوعة وصلت إلى أكثر من ألف دولار أحياناً، وفق شهادات سوريين لروزنة.
وذكرت وكالة "سانا"، أنه اعتباراً من الـ 30 من حزيران الجاري وحتى الـ 21 من تموز المقبل، ستسيّر "السورية للطيران" رحلات إجلاء "استثنائية" من مطار بورتسودان في السودان إلى مطار دمشق الدولي، وبمعدل رحلة أسبوعية كل يوم جمعة.
و"المؤسسة السورية للطيران" هي خطوط الطيران الوطنية لدى النظام السوري، تتخذ من مطار دمشق الدولي مقراً لها.
ومنذ منتصف نيسان الفائت، اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق سودانية مختلفة، وبشكل خاص في الخرطوم العاصمة، ما أدى إلى فرار الآلاف، منهم سوريون إلى مدينة بورتسودان الساحلية التي خرجت منها رحلات الإجلاء إلى مختلف الدول، فيما بقي السوريون ينتظرون رحلات الإجلاء التي وُعدوا بها منذ مطلع أيار، في ظل ظروف معيشية متردية.

القائم بأعمال السفارة السورية في الخرطوم، بشار الشعار، صرّح لموقع "أثر برس" المحلي مطلع أيار الماضي، أن "عدد الرحلات الجوية التي بدأت بها شركة أجنحة الشام، لإجلاء أبناء الجالية من مدينة بورتسودان إلى سوريا سيتم ردفها برحلات جديدة خلال الأيام القليلة القادمة عن طريق شركة الطيران الوطنية "السورية للطيران" وذلك بمعدل 3 رحلات أسبوعياً"، وهذا ما لم يحدث وفق سوريين في السودان لروزنة.
وأطلقت "أجنحة الشام للطيران" رحلتي إجلاء مجانيتين حتى الثالث من أيار، خُصّصت للحالات الخاصة مثل المرضى والحوامل وكبار السن، فيما قال العديد من السوريين لروزنة: "إن معظم من صعد في الرحلتين عبر الواسطات، ومن الشباب".
اقرأ أيضاً: مكذّبين الرواية الرسمية.. سوريون في السودان لروزنة: "لسنا بخير"
هل تكفي تلك الرحلات؟
وتهكّم سوريون في السودان على قرار تسيير الرحلات بعد شهرين ونصف على بدء الحرب.
أحمد شاب سوري (35 عاماً) ينتظر في بورتسودان في ظل أوضاع مادية سيئة، يقول لروزنة: "تلك الرحلات لا تكفي السوريين الموجودين ببورتسودان، في حال سافر بكل رحلة 150 شخصاً، ستكون المحصلة 600 مسافر، والباقي ماذا يفعلون؟ هل ينتظرون شهوراً أخرى؟" يتساءل أحمد.
وعاد 6 آلاف شخص من السودان إلى سوريا خلال شهر ونصف، وما بين ألفين وثلاثة آلاف سوري ينتظرون في مدينة بورتسودان، بحسب ما ذكر مصدر دبلوماسي لصحيفة "الوطن" المحلية، مطلع حزيران الجاري.
نهاد، شاب سوري ينتظر قبل نحو شهرين في بورتسودان، لا يرى أملاً بالخروج، ويتمنى أن تنتهي الحرب لعيود مع خطيبته وعائلتها إلى الخرطوم.
"كل الجاليات استطاعوا السفر خارج السودان، ما عدا الجالية السورية واليمنية، والقليل من الجالية الإفريقية، حتى الأمم المتحدة لم تحرّك ساكناً"، يقول نهاد باستياء.
يصف نهاد لروزنة حاله مع العالقين في بورتسودان: "نعيش وضعاً مأساوياً، لا نملك ثمن تذاكر طيران للعودة، أما رحلات الإجلاء الجديدة المعلن عنها لا نعرف ما إذا كان معظم من سيسافر فيها بالواسطات كما اعتدنا".
هدنة مخترقة
ويستمر الصراع في السودان بعد العديد من الهدن المخترقة من طرفي النزاع، حيث اندلعت اليوم الأربعاء، أول أيام عيد الأضحى اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، رغم إعلان هدنة من الطرفين خلال اليوم، وفق تقارير إخبارية.
وحذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس الثلاثاء، من أن عدد النازحين عبر الحدود جراء الحرب السودانية قد يتجاوز التوقعات ويزيد عن المليون شخص، وفق وكالة "رويترز".
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح أكثر من 2.5 مليون شخص منذ منتصف نيسان الفائت، معظمهم داخل السودان.