توقف مفاجئ لـ"أجنحة الشام" في السودان.. سوريون: انكشف أمرها!

توقف مفاجئ لـ

تقارير | 14 06 2023

إيمان حمراوي

قبل تسعة أيام انتظر السوري "أبو سامر"، إقلاع طائرته التابعة لشركة "أجنحة الشام" من مدينة بورتسودان إلى العاصمة دمشق، ليتفاجأ بتأجيل الرحلة إلى أجل غير مسمى، ويبقى عالقاً في ظل الحرب السودانية التي اندلعت قبل شهرين.


التوقف المفاجئ لم يتضح رسمياً سببه بعد، وسط تداول سوريين معلومات مفادها، أن إدارة مطار "بورتسودان" طالبت بتعويضات وفرضت غرامات على شركة "أجنحة الشام"، بعد أن كشفت نقل الأخيرة للمسافرين مقابل رحلات مدفوعة، وليس ضمن عمليات إجلاء مجاني.

لا أحد يرد!

ينتظر "أبو سامر" رداً أو تفسيراً من الشركة عن سبب تأجيل أو توقف رحلات الطيران، دون الحصول على أي إجابة حتى الآن.

يتحدث لروزنة والغضب بادٍ عليه: "طائرتي كانت في السادس من حزيران، وعندما التغى موعدها اتصلنا بالفرع الأساسي للشركة في سوريا للاستفسارعن سبب التأجيل، ولم نلقَ أي إجابة واضحة أو تبرير أو حتى موعد جديد للرحلة المُلغاة".

"لا نعلم ما مصيرنا، أين الطيران، أين المسؤولون؟ نريد توضيحاً"، يضيف أبو سامر، مشيراً إلى تأجيل رحلتي طيران يومي 6 و7 حزيران إلى وقت غير معلوم، أي حوالي 300 شخص يجهلون موعد سفرهم إلى سوريا، وفق قوله.

ونقلت روزنة في تقارير دورية، منذ 15 نيسان، واقع الأحوال المتردية التي يعيشها السوريون في السودان، وسط معاناة المئات منهم في العراء تحت حر الشمس الحارقة في شوارع بورتسودان، يضاف لها غلاء إيجار المنازل، بالمدينة التي نزحوا إليها هرباً من الخرطوم.

وبعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يبحث السوريون هناك عن النجاة عبر طائرات إجلاء غير مجانية، لا تتوفر للجميع إمكانية الحصول على تذاكرها، فيما يبقى آخرون محاصرين في منازلهم وسط الاشتباكات، لأن "الحكومة السورية تركتهم وحدهم".

وارتفع عدد الفارين من الحرب السودانية داخل وخارج السودان إلى قرابة الـ 1.9 مليون شخص، معظمهم من العاصمة الخرطوم، بحسب الأمم المتحدة، كما تشير إحصاءات إلى مقتل نحو ألف شخص، بينهم عدد من السوريين، وفق تقارير إعلامية.

اقرأ أيضاً: مكذّبين الرواية الرسمية.. سوريون في السودان لروزنة: "لسنا بخير"

"أجنحة الشام" انكشفت!

حصلت روزنة، على تسجيل صوتي خاص لأحد السوريين في مدينة بورتسودان، قال خلاله إنه تواصل مع إدارة المطار في بورتسودان وعلم منهم سبب توقف الرحلات، إذ أكدوا أنهم فتحوا المطار للإجلاء المجاني، لكنهم اكتشفوا بأنّ "أجنحة الشام" تنقل السوريين عبر رحلات مدفوعة.

وأضاف نقلاً عن الإدارة، أنها اشترطت على "أجنحة الشام" فتح المطار أمام طائرات الشركة لنقل السوريين مجاناً، مقابل السماح بالنزول على المطار بدون مقابل مادي، أو دفع غرامات ومبالغ مادية مقابل نقل السوريين بتذاكر مدفوعة.

ولم يتسن لنا، التأكد من صحة المعلومات عبر إدارة المطار، حتى لحظة نشر التقرير.
 


في الرابع من أيار الفائت بدأت شركة "أجنحة الشام" الإعلان عن رحلات مدفوعة تبدأ من 450 دولار أمريكي وتصل إلى أكثر من ألف دولار، سبقها رحلتي إجلاء مجانيتين، معظمها "واسطات"، في ظل وضع اقتصادي وأمني متردي يعاني منه السوريون الهاربون في السودان، بحسب ما أكد بعضهم لـ"روزنة".

"متاجرة بأرواحنا"

خلال تواصل روزنة مع سوريين في السودان، اشتكى عدد منهم حول عدم معرفة مواعيد الرحلات الجوية إلى سوريا، وتوقفها بشكل مفاجئ.

وأبدى بعض ممن حجزوا ضمن الرحلات الملغاة، تخوفهم من "سرقة الأموال" وعدم إرجاعها من قبل "أجنحة الشام" في ظل عدم وجود تبرير واضح.

أحمد شاب سوري يقيم في مدينة أم درمان السودانية، هارباً إليها مع زوجته وطفله ذي العامين، من الخرطوم، يقول لروزنة: "قررنا الحجز لدى شركة أجنحة الشام للعودة إلى سوريا، لكن بسبب توقّف الطيران المفاجئ وعدم وضوح الأمور لم نحجز إلى الآن".

يتابع: "كل فترة يتم إلغاء الرحلات أو تأجيلها، الأمور أصبحت متاجرة بأرواح الناس".

وعاد 6 آلاف شخص من السودان إلى سوريا خلال شهر ونصف، بحسب ما ذكر مصدر دبلوماسي لصحيفة "الوطن" المحلية، مطلع الشهر الجاري.

كيف ردّت "أجنحة الشام"؟

أيام على توقف الرحلات إلى سوريا عبر شركة "أجنحة الشام" بشكل مفاجئ، ودون توفّر أي معلومات، لترد الشركة على تساؤلات البعض عن موعد عودة الطيران، عبر صفحتها في فيسبوك بأنه: "سيتم الإعلان عن أي جديد عند توفره".
 

أحد الناشطين على فيسبوك، أشار أيضاً إلى وصول خبر من مدير مطار بورتسودان يفيد بأن الطيران إلى سوريا متوقف من قبل شركة "أجنحة الشام" وليس بسبب المطار، وأضاف أنه منذ معرفتهم بأن الشركة تأخذ أموالاً مقابل الرحلات طالبوا الشركة إما بمجانية الرحلات أو دفع مبالغ مادية ثمن الهبوط في المطار.
 


وفي أواخر أيار الفائت، أعلنت "هيئة الطيران المدني" السودانية، تمديد إغلاق المجال الجوي للبلاد أمام حركة الطيران حتى 15 حزيران، واستثنت "رحلات المساعدات الإنسانية والإجلاء" بعد حصولها على تصريح من قبل الجهات ذات الاختصاص، وفق وكالة "رويترز".

يؤكد "أبو سامر" أن العديد من العائلات في بورتسودان لا تملك ثمن تذاكر طيران، تبات في الشوارع قرب ميناء المدينة، فالإيجارات مرتفعة للمنازل والفنادق، الليلة تصل إلى 100 أو 200 دولار، فيما في الشهر تصل إلى 1500 دولار.

ما بين ألفين وثلاثة آلاف سوري ينتظرون في مدينة بورتسودان، بحسب صحيفة "الوطن".

 نهاد شاب سوري، يصف لروزنة حاله مع العالقين في بورتسودان: "نعيش وضعاً مأساوياً، لا نملك ثمن تذاكر طيران للعودة، إذ تبلغ ثمن التذاكر في حدها الأدنى 350 دولاراً، فيما هناك من حجز بـ 700 دولار، مع أن الرحلات يجب أن تكون مجانية بتسهيل من حكومة النظام".

نهاد، شاب سوري ينتظر قبل نحو شهر في بورتسودان، لا يرى أملاً بالخروج، ويتمنى أن تنتهي الحرب لعيود مع خطيبته وعائلتها إلى الخرطوم.

القائم بالأعمال في سفارة النظام السوري لدى الخرطوم بشر الشعار، قال في تصريح سابق عبر إذاعة "شام إف إم" المحلية،  إن الرحلات الجوية التي بدأت بها شركة أجنحة الشام لإجلاء السوريين من السودان، سيردفها رحلات جديدة عن طريق شركة الطيران الوطنية "السورية للطيران" بمعدل 3 رحلات أسبوعياً، وهو ما لم يحدث.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض