تقارير | 23 03 2023
أدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الخميس، مقتل 4 أشخاص في جنديريس بمنطقة عفرين في حلب، برصاص عناصر من فصيل "جيش الشرقية"، منذ أيام، مطالبة تركيا بقطع الدعم كاملاً عن "الجيش الوطني السوري" الذي يتبع له العناصر المتهمون بارتكاب الجريمة.
وقالت المنظمة في بيانها، إن "الجيش الوطني" نادراً ما يحمل فصائله المسؤولية عمّا وصفتها بـ"سلسلة انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في السنوات الست الماضية"، ذلك بعد إعلان الشرطة العسكرية اعتقال ثلاثة متورطين في جريمة "احتفال نوروز" بجنديرس.
وبعد المظاهرات الغاضبة والتنديد بمقتل مدنيين في جريمة "احتفال نوروز"، بثت "حركة التحرير والبناء" التي تضم في تشكيلاتها "جيش الشرقية"، مقطعاً مصوراً، تحدثت فيه عن إلقاء دوريات تابعة لها القبض على المتورطين في الجريمة، وأنها ستسلمهم إلى "الجهات المختصة"، لتنشر "الشرطة العسكرية" لاحقاً صورهم وأسماءهم.
وصرح، آدم كوغل ، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "رايتس ووتش"، أن "عملية القتل هذه تأتي بعد أكثر من 5 سنوات من انتهاكات حقوق الإنسان التي لم يتم التصدي لها على أيدي القوات التركية والفصائل السورية المحلية التي تعمل على تمكينها".
واتّهم "كوغل" تركيا بالسماح لعناصر الفصائل بإساءة معاملة الأشخاص في مناطق سيطرتهم مع الإفلات من العقاب "مخاطرة بالتواطؤ في الانتهاكات".
وجاء في تقرير المنظمة، أن على تركيا قطع دعمها بشكل كامل عن فصائل "الجيش الوطني"، مع التزامها بالتحقيق في عمليات القتل هذه وضمان محاسبة المسؤولين عنها، في ظل ارتكاب العناصر المدعومين منها "انتهاكات حقوق الإنسان المتكررة و الممنهجة وانتهاكات القانون الإنساني والدولي".
اقرأ أيضاً: لليوم الثاني بعد جريمة "احتفال نوروز".. تظاهرات غاضبة وحداد في جنديرس
ونقلت "رايتس ووتش" عن شهود عيان أن خلافاً لفظياً حصل عند أمر عنصر في "جيش الشرقية" من مدني ينتمي لعائلة كردية، أن يطفئ حريق صغير على السطح في إطار احتفالات "نوروز" مساء 20 آذار، ليذهب العنصر بعدها ويحضر مسلحين آخرين.
وأضافت أن المسلحين أطلقوا النار بشكل عشوائي على المدني فرحان وأفراد في أسرته خرجوا لمشاهدة ما يحدث، ما أدى لمقتل ابن أخيه وأخيه على الفور، وإصابة اثنين من أشقائه.
وأشار التقرير أيضاً إلى طلب محتجين غاضبين محاسبة القاتلين وطرد فصائل "الجيش الوطني" من منطقة عفرين، لافتة أيضاً إلى تجمع حشود من ذوي القتلى في بلدة أطمة بإدلب مطالبين "هيئة تحرير الشام" بما وصفته "الانتقام من القتلة".
وحمل "كوغل" تركيا و"الجيش الوطني" في عفرين، مسؤولية الفشل بحماية المدنيين، معتبراً أن "ضمان محاسبة هؤلاء القتلة بطريقة عادلة وشفافة سيكون خطوة في الاتجاه الصحيح".
وخلال اليومين الفائتين، خرجت مظاهرات غاضبة في مدينة جنديرس، وطالبت بخروج الفصائل العسكرية، و"إعدام القتلة"، وسط تفاعل واسع وبيانات تستنكر الجريمة.
وبحسب تقارير صحفية وحقوقية تشهد المناطق التي يسيطر عليها "الجيش الوطني" انتهاكات واسعة بحق المدنيين، تتضمن الخطف والاعتقال والترهيب، إضافة إلى سرقة الممتلكات.