مرض رئوي لم يتم تحديده بعد، أصاب عدداً من الأطفال في منطقة الرقة خلال الأيام الماضية، دفع بعض الأطباء للتكهن بأنه ربما يكون إنفلونزا الخنازير، بينما ذهب آخرون إلى أنه نوع من أنواع الإنفلونزا.

اقرأ أيضاً: مجلس الأمن يحذر من خطورة تفشي الكوليرا في سوريا

وحذّر، قبل أسبوع، طبيب الأطفال في الرقة بسام الحبلوش، من الإنفلونزا التي تنتشر بين الأطفال، عبر منشور له على حسابه الشخصي في "فيس بوك".

في إطار التوقعات

رجّح طبيب الأطفال أحمد النعمات عبر صفحته الشخصية في "فيس بوك" أيضاً، أن حالات ذات الرئة الفيروسية المنتشرة حالياً، والتي تسببت بوفاة الكثير من الأطفال حسب ترجيحه، هي أحد نوعي الإنفلونزا A، أي إنفلونزا الطيور H1NA، أو إنفلونزا الخنازير H1N5.

وبنى النعمات ترجيحه على عدة اعتبارات ذكرها، وهي: "أن العدوى تنتشر بسرعة بين الأطفال وعينة المرضى عشوائية وليست فقط من ضعيفي المناعة، بالإضافة للوفاة السريعة قبل قصور الأعراض"، وطالب بإغلاق المدارس ورياض الأطفال بسبب عدد الوفيات الكبير.

وأصدر مجلس الرقة المدني التابع للإدارة الذاتية في السابع عشر من كانون الأول الجاري، قراراً يقضي بتعليق الدوام الرسمي في المدارس والمعاهد والروضات العامة والخاصة لغاية الرابع والعشرين من ذات الشهر، ليعود ويجدد العطلة أمس السبت، مدة أسبوع آخر، نظراً للظروف الجوية وانتشار الإنفلونزا بين الطلاب، كما جاء في نص القرار.

                                                  

ما الذي يحدث؟

وللوقوف على ما يجري تواصلت "روزنة" مع لجنة الصحة في مجلس الرقة المدني، والتي اعتذرت عن الإدلاء بتصريحات لأن "المعلومات لم تكتمل بعد"، وفق ما ذكر المسؤولون في اللجنة، و"لا توجد أجهزة مخبرية متطورة في الرقة لتحديد الفيروس المنتشر حالياً".

وعن عدد الوفيات والإصابات لم تذكر اللجنة رقماً محدداً، ولم تنكر حدوث وفيات، وبحسب محمود بوزو مدير مستشفى الأطفال في الرقة فإن الكثير من الحالات بدأت تتماثل للشفاء، وتم إرسال عينة لمنظمة أطباء بلا حدود، لتأكيد ما إذا كان الفيروس المنتشر هو إنفلونزا الخنازير أم فيروس آخر.

قد يهمّك: "الإنذار المبكر" تنشر تقريراً حول الحالة المشتبه بوفاتها نتيجة الكوليرا

وبخصوص الإمكانيات المتوفرة لدى مستشفى الأطفال لمواجهة المرض قال محمود بوزو: "تبلغ القدرة الاستيعابية للمستشفى 80 سريراً، و 30 حاضنة، و 5 أسرة عناية، وغرفة عمليات، وقسم عيادات خارجية لمعاينة الأطفال، بالإضافة لقسم أشعة ومختبر، وصيدلية وإسعاف مركزي على مدار 24 ساعة"، وهذه الخدمات مجانية بشكل كامل وفق بوزو.

أعراض إنفلونزا

لا تختلف أعراض المرض المذكور عن أعراض الإنفلونزا الشائعة، نور المخلف والدة طفل رضيع عمره 8 أشهر، تقول إن أعراض حرارة شديدة ظهرت على طفلها، لتذهب به إلى الطبيب الذي شخّص المرض بـ "ذات الرئة"، وأضافت "شعرنا بالذعر بسبب الحديث المنتشر عن إنفلونزا الخنازير، ولكن الطبيب قال لنا إنه لا يوجد داعٍ للخوفـ وأن صحة الطفل ستتحسن".

وأشارت إلى أن تكاليف العلاج بلغت نصف مليون ليرة سورية تقريباً، حيث لم تفضّل نور التوجه إلى مستشفى الأطفال المجاني بسبب الازدحام الكبير فيه، وتوجهت لعيادة طبية خاصة، وتنوعت التكاليف بين الحقن والأدوية وصور الأشعة والتحاليل.

تشخيص الأطباء

وأثناء محاولتنا تشخيص المرض بشكل أدق، عبر التواصل مع أربعة أطباء أطفال عاينوا حالات مشابهة، اعتذر ثلاثة منهم عن التصريح بسبب عدم توضح صورة الوضع الحالي بعد، بانتظار وصول نتائج العينات التي أرسلتها لجنة الصحة لمنظمة أطباء بلا حدود للكشف عن الفيروس.

أما طبيبة الأطفال زينة الحسن، فقد كشفت لـ"روزنة" عن مجموعة من حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي المتفشي حالياً بين الأطفال، ووفقاً لتشخيصها فإن الفيروس "قوي جداً ولا نمطي"، قادر على تحطيم الجهاز المناعي والجهاز الرئوي لدى الأطفال خلال فترة قصيرة.

وأشارت إلى أن المرض يصيب الأطفال الرضّع وحتى عمر 12 سنة، وهناك إصابات كثيرة حالياً (لم تحدد إحصائية معينة)، والأعراض تتمثل بحرارة شديدة منذ الساعات الأولى للإصابة بالفيروس، وفقدان شهية وسعال قوي جداً. مضيفةً: "أعراض المرض سريعة جداً، خلال ثلاثة أيام من المرض تصبح حالة الطفل حرجة، ويتوجب نقله إلى العناية المشددة، لذا يجب متابعة المرض فور ظهور الأعراض".

ولفتت إلى أن العلاجات المتبعة حالياً لمواجهة المرض هي سيروم وريدي، وأدوية التهابية، وفيتامينات وسوائل، إضافة إلى التعرض لأشعة الشمس لتقوية مناعة الطفل.

وريثما تصدر نتائج التحليلات المخبرية التي تم إرسالها، يبقى تشخيص الأطباء متطابقاً حول أنه إنفلونزا خطرة، تحتاج إلى رعاية طبية ومراقبة دائمة للطفل، حفاظاً على حياته.