تقارير | 15 04 2022

سيطرت قوات الأمن الداخلي "الأسايش" التابع لـ"الإدارة الذاتية"، أمس الخميس، على عدة مبانٍ تابعة للنظام السوري ضمن المربع الأمني الخاضع لسيطرة النظام السوري في مدينة القامشلي، بعد طرد الموظفين الحكوميين منها، إضافة للسيطرة على بعض الطرقات.
تزامنت هذه السيطرة مع استمرار حصار قوات النظام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية الخاضعين لسيطرة "الإدارة الذاتية" منذ مطلع نيسان الجاري في مدينة حلب، ما تسبب بأزمة إنسانية لأكثر من 200 ألف شخص يقطنون المنطقتين.
وسط مطالبات للأخيرة بوقف الحصار والانفتاح للحوار.
سما بكداش، الناطقة باسم "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، قالت لـ"روزنة"، إنّ هذا الحصار يأتي رداً على السياسات التعسفية المستمرة من قبل النظام السوري منذ بداية الأزمة" وأشارت إلى أنها "ليست المرة الأولى التي يقوم بها النظام بفرض الحصار على هذه المناطق".
وباعتقاد سما أنّ النظام يسعى من خلال الحصار إلى "الضغط على الإدارة الذاتية لتقديم تنازلات والحصول على بعض المكتسبات في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالحرب والأزمات العالمية".
ونفى مراسل روزنة حسن حسين الأنباء التي نقلتها قناة "روسيا اليوم" عن استعادة السيطرة على المباني الحكومية من قبل النظام السوري.
اقرأ أيضاً: النظام وقسد.. حصار واتهامات متبادلة وتحذيرات من كارثة إنسانية
وفي الـ 13 من آذار الفائت بدأت حواجز النظام بالتضييق على الحافلات التي تقل المواد الغذائية إلى حي الشيخ مقصود بإطلاق النار عليها، ما دفع الأهالي إلى الخروج بمظاهرة رفعوا خلالها شعارات "لا للحصار ولا لسياسة التجويع".
وجاء في بيان مصور من داخل حيي الشيخ مقصود والأشرفية نشرته منصات التواصل الاجتماعي في الـ 9 من الشهر الجاري، استنكار للأهالي لما أسموه "سياسات تجويع تمارسها قوات النظام السوري بحق المناطق الخاضعة لسيطرة قسد، مؤكدين في الوقت ذاته نفاذ كميات الطحين المخزنة".
هل من مساعٍ روسية؟
حول المساعي الروسية لتهدئة الوضع بين الطرفين ، قالت سما "كانت هناك مساعٍ ولكن حتى الآن لا توجد أية حلول بخصوص محاصرة المنطقة وإدخال مواد غذائية".
فيما نقلت قناة "روسيا اليوم" أمس الخميس عن مصدر روسي لم تسمه، أنّ اجتماعاً سيعقد لوضع اللمسات الأخيرة لحل المشكلة في القامشلي وحي الشيخ مقصود في حلب، دون ذكر تفاصيل أخرى.
وبحسب سما فإن الشيخ مقصود والأشرفية بين عامي 2012 و2016 كانت هدفاً دائماً لهجمات ما أسمته "الفصائل الإرهابية" والآن تقوم قوات النظام بين الحين والآخر بممارسة الحصار على تلك المناطق.
وأكدت أنّ "الأكراد لن يستسلموا لهذا الحصار ولن ينجروا خلف هذه الاستفزازات التي تقوم بها قوات النظام، وسيستمرون بسعيهم للعيش المشترك وإمكانية تطوير الحوار مع حكومة دمشق والإدارة الذاتية"، مطالبة النظام السوري بالكف عن الحصار والوسائل التعسفية وسياسية تجويع الشعب وأن تكون منفتحة للحوار.
ورداً على حصار حيي الشيخ مقصود والأشرفية طوّقت قوات الأمن الداخلي التابعة لـ"الإدارة الذاتية" (الأسايش ) المربع الأمني الذي يسيطر عليه النظام السوري في مدينة القامشلي بوضع حواجز إسمنتية لإغلاق الطرق المؤدية إلى المطار و المربع الأمني، وحصار فرن "البعث" التابع للنظام السوري و منعه من إنتاج الخبز بعد طرد العاملين في الفرن.
واتهم مسؤولون لدى النظام "قوات سوريا الديمقراطية" بتجويع السكان.
وقال محافظ الحسكة، غسان خليل، في تصريحات نقلتها وكالة "سانا" إنّ "قسد تمنع دخول الطحين والمواد الغذائية والمحروقات التي تشغل المخابز وهذا الأمر يؤرق المواطنين في المحافظة ويزيد الضغوط عليهم في هذه الظروف الصعبة".
ومنذ سنوات بداية الحراك السوري احتفظ النظام السوري بوجود أمني محدود له ضمن مربعين أمنيين في القامشلي ومركز الحسكة، مع استمرار عمل المؤسسات الحكومية التابعة له كدائرة السجل المدني والقصر العدلي ومديرية المالية إضافة إلى مطار القامشلي، الذي تسيطر عليه القوات الروسية.