قلق وتحذيرات دولية.. سوريا في حسابات الحرب الروسية الأوكرانية

قلق وتحذيرات دولية.. سوريا في حسابات الحرب الروسية الأوكرانية

تقارير | 23 02 2022

محمد أمين ميرة

الحرب الروسية الأوكرانية التي تكرر الحديث عن احتمالية اندلاعها وتحولها لأزمة إقليمية كبرى، تلقي بظلالها على ملفات موسكو الخارجية، بعد تحذيرات دولية من انعكاساتها بشكل أو بآخر على الأوضاع في سوريا. 


تحذيرات تكررت على ألسنة السياسيين، ومن بينهم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، الذي عبّر اليوم الأربعاء، عن قلقه من تأثير الصراع حول أوكرانيا سلباً على حل الأزمة السورية.

"أشعر بالقلق من أن يكون لهذا الصراع حول أوكرانيا، أيضاً تأثير سلبي على حل الصراع السوري، لكنني آمل ألا يحدث هذا" ذكر بيدرسون خلال لقاء أجراه مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف ونقلته وكالة سبوتنيك الروسية. 

أشار بيدرسن، إلى أنه من المقرر عقد جولة جديدة للجنة الدستورية السورية في 21 مارس/ آذار المقبل في جنيف، ما يعني استمرار المحادثات السياسية رغم التطورات الأوكرانية المتسارعة.

اقرأ أيضاً: قوات روسية شرقي أوكرانيا.. هل أشعل بوتين شرارة الحرب؟

الملف السوري كان حاضراً منذ مدة في حسابات الأزمة الأوكرانية الروسية، من خلال تصريحات وزير الخارجية لدى النظام السوري فيصل المقداد، الذي التقى نظيره سيرغي لافروف في العاصمة موسكو.

وقبله كان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في زيارة غير معلنة إلى سوريا، التقى فيها رئيس النظام بشار الأسد، تفقد خلالها سير المناورات البحرية الروسية في ميناء طرطوس على البحر المتوسط.

إسرائيل كطرف مواجهة

المواجهة الإقليمية كان لافروف حذر منها قبل يومين في حال استمرار ما وصفها الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، وبعد ساعات من تصريحه ونظيره السوري فيصل المقداد، شهدت القنيطرة قصفاً صاروخياً من جهة الجولان المحتل.

القصف الإسرائيلي تم بصواريخ أرض-أرض مستهدفاً بعض النقاط في محيط محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، وأدى لوقع بعض الخسائر المادية، حسبما نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حذر من أن يؤدي القصف الإسرائيلي المتكرر على سوريا، لتحولها إلى ساحة صراع إقليمية، ما يزعزع الاستقرار في المنطقة، كما عبر المقداد عن "عزم النظام السوري رد (الصاع صاعين) على الاعتداءات الإسرائيلية".  

تبدو إسرائيل غير مكترثة لتصريحات لافروف أو المقداد، فقد نفذت استهدافها الثالث على التوالي في سوريا خلال أقل من شهر، بعد قصف استهدف ريف دمشق في 17 من شباط الحالي، وآخر طال محيط العاصمة في التاسع من الشهر ذاته.

قصف محيط العاصمة بداية الشهر الجاري، أدى إلى مقتل جندي في قوات النظام السوري وإصابة خمسة آخرين، بالإضافة إلى أضرار مادية في عدد من المنازل والسيارات في مدينة قدسيا بريف دمشق، حسبما ذكرته سانا.

وكما جرت العادة، لم تعلق إسرائيل أو تعلن تنفيذ تلك الضربات، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، كان أكد بمقابلة متلفزة في 20 شباط/فبراير الحالي، أن إسرائيل ستكون إلى جانب حليفتها التقليدية الولايات المتحدة، إذا اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، رغم مصلحة الحفاظ على العلاقات الجيدة مع روسيا".

رئيس أركان القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، عبر عن قلقه حول مصير القوات الأمريكية في سوريا في حال نشوب نزاع في أوكرانيا.

وقال كوريلا في حديثه لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، بداية شباط/فبراير الحالي: "في حالة اندلاع الأعمال العسكرية في أوكرانيا، فإن القوات الروسية المتمركزة في سوريا لن تساهم في إحلال السلام في ذلك البلد".

في الوقت ذاته زعمت وزارة الدفاع الروسية "كشف خطط تخريبية لعصابة سرية ضد موظفين حكوميين ومنشآت في محافظات حمص ودمشق ودرعا والسويداء السورية" مشيرة إلى "دور سلبي لواشنطن على الأوضاع في المنطقة".

تصعيد روسي واستنفار أوكراني

على الصعيد الميداني في أوكرانيا، تبدو الأجواء أكثر توتراً وميلاً نحو الحرب، إذ أعلن الجيش الأوكراني مقتل جندي وإصابة ستة آخرين بجروح، جراء قصف للجيش الروسي، واستدعاء جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً.

أوكرانيا التي طلبت من مواطنيها مغادرة روسيا على الفور، أقر برلمانها مؤخراً قانوناً يسمح للمدنيين بحمل السلاح دفاعاً عن النفس، وصوت لصالح فرض عقوبات على 351 روسياً بينهم مشرعين جراء التطورات الأخيرة.

إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاعتراف باستقلال "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" عن أوكرانيا، صعد من الأزمة الحالية، ودفع دولاً غربية لإعلان فرض عقوبات على روسيا، وما زاد من التوتر تقدم قوات روسية نحو مناطق أوكرانية.

قد يهمك: بين الهدوء والحرب.. تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على سوريا

وتقول روسيا إن قواتها التي تقدمت نحو دونيتسك ولوغانسك هي قوات "حفظ سلام"، الأمر الذي تشكك فيه دول أوروبية، وتتحدث عن مخططات هجومية، وهو ما أكده الجيش الأوكراني مؤخراً بتعرضه لهجمات أدت لخسائر بشرية.

بالمقابل أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك، أن الجيش الأوكراني خرق وقف إطلاق النار 66 مرة خلال 24 ساعة الماضية، كما زعمت موسكو إحباط عملية تفجير استهدفت إحدى الكنائس في شبه جزيرة القرم من قبل أنصار جماعة أوكرانية.

ويتهم الغرب موسكو بتصعيد حدة القتال منذ عدة أيام على خط المواجهة، ويخشى أن تتذرع روسيا التي حشدت 150 ألف جندي عند  الحدود الأوكرانية، بذلك لشن هجوم واسع ضد جارتها الموالية للغرب.

وتنفي موسكو نيتها الشروع بغزو أوكرانيا، لكنها تطالب بعدم انضمام هذه الدولة إلى حلف الشمال الأطلسي وانسحاب الحلف من أوروبا الشرقية، ويرفض الغرب كل هذه الطلبات حتى الآن، وفق فرانس برس.

الحرب التي يتكرر الحديث عنها مؤخراً، تبدو مرتبطة بشكل أو بآخر بحسابات روسيا الإقليمية، وهو ما أكده لافروف عند حديثه عن الغارات الإسرائيلية، ما يشير إلى خطورة تحول سوريا مجدداً إلى ساحة لصراعات دولية أكبر وأوسع نطاقاً.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض