تقارير | 16 11 2021
محمد أمين ميرة
ألغي منصب المفتي العام للجمهورية العربية السورية، بمرسوم تشريعي من رئيس النظام بشار الأسد، بعد نحو 80 عاماً من استحداث المنصب.
ومنذ فترة الاستقلال عام 1941، وحتى يوم الإثنين 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، تولت 3 شخصيات قبل أحمد حسون، منصب المفتي العام للجمهورية العربية السورية.
لكن اللافت تولي إحدى تلك الشخصيات، أطول فترة زمنية للمنصب، وهو الشيخ أحمد كفتارو، الذي عمل مفتياً لـ سوريا فترة 40 عاماً من عام 1964 وحتى رحيله عام 2004.
الفترة الأطول
والاسم الكامل للمفتي المذكور هو أحمد بن الشيخ محمد أمين كفتارو، وهو من مواليد عام 1915، ولد في حي الزينبية في ركن الدين، الواقع ضمن العاصمة السورية دمشق.
ويعتبر كفتارو أحد مجددي الفكر الإسلامي، وأحد شيوخ الطريقة النقشبندية، ومن المحاضرين في جامعة بلاد الشام، وقد عيّن مدرّساً بدار الفتوى في “القنيطرة” عام 1948 ثم في دمشق عام 1950.
وعين الشيخ بعد ذلك مفتياً لدمشق، وأسس معاهد وجمعيات خيرية ودينية، قبل أن ينتخب عام 1964 مفتياً عاماً للجمهورية ورئيساً لمجلس الإفتاء الأعلى.
ورغم أنه لم يؤلّف أي كتاب مطبوع إلا أنه تلقى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم الشرعية من 3 جامعات إسلامية في باكستان والسودان وإندونيسيا.
وأسس كفتارو عدداً من المعاهد الدينية، وبقي مفتياً لسوريا حتى وفاته عام 2004، وشيع جثمانه سيراً على الأقدام من الجامع الأموي الكبير إلى مجمع الشيخ أحمد كفتارو (يحمل اسمه) حيث كان هناك مثواه الأخير.
الأسطواني وعابدين
وقبل كفتارو كان محمد أبو اليسر عابدين مفتياً عاماً لسوريا، وهو من أسرة دمشقية، ودرس الطب و الفقه والأصول والحديث، وعمل مدرساً في كليتي الحقوق والشريعة.
وتفرغ أبو اليسر عابدين للإفتاء عندما أصبح مفتياً عام 1954 ثم أحيل للتقاعد عام 1963، وعاد بعد ذلك للعمل في الخطابة والتدريس، حتى تقدم به العمر، وودع الحياة عام 1981، وقد دفن مكان قبر والده في مقبرة الباب الصغير.
اقرأ أيضاً: مرسوم جديد لـ بشار الأسد يلغي منصب المفتي العام للجمهورية
وأول مفتي لسوريا، بعد فترة الاستقلال عام 1941، هو شكري بن راغب الأسطواني، من مواليد عام 1873، ومن فقهاء المذهب الحنفي، وتعلم على يد علماء دمشق من أمثال، الشيخ بكري العطار ومحمد بن حسن البيطار ومحمد المنيني.
وعين في دائرة الفتوى وأصبح أميناً للفتوى عام 1918، وبعد وفاة المفتى محمد عطا الكسم، اختير الأسطواني وكيلاً للفتوى، ثم عين مفتياً عام للجمهورية عام 1941، وبقي في منصبه حتى وفاته عام 1955.
آخر من تولى المنصب
أما أحمد بدر الدين حسون وهو آخر من تولى منصب المفتي في الجمهورية العربية السورية، ولد في حلب سنة 1949، وتتلمذ على يد والده الشيخ محمد أديب، والشيخ محمد النبهان.
وحصل حسون على إجازة في اللغة العربية من جامعة الأزهر، ثم نال درجة الدكتوراه في الفقه الشافعي من ذات الجامعة، ونال دكتوراه فخرية من إحدى الجامعات الإندونيسية.
اقرأ أيضاً: حلب: سرقة سنوية بالمليارات مسؤول عنها المُفتي أحمد حسون
ترشح أحمد حسون عام 1990 لـ مجلس الشعب، وأمضى فيه دورتين حتى 1998، وأصبح عضواً في مجلس الإفتاء الأعلى عام 2002، وحين توفي كفتارو اختير حسون لخلافته عام 2004، إلى أن ألغي المنصب بتاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2021.
