تقارير | 25 05 2020
اتهمت الحكومة اليونانية السباحة السورية سارة مارديني بتهمة الاشتراك والمساعدة بتهريب المهاجرين، سارة التي أنقذت عشرات اللاجئين والمهاجرين من الغرق، اعتقلتها السلطات اليونانية مما أثار السخط بين الناشطين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتنديد ناشطين عرب وغربيين ومنظمات إنسانية باعتقال الفتاة السورية.
وبينما تحاول الحكومة اليونانية بتجريم الناشطة سارة مارديني انتصر القضاء الفرنسي للناشط سيدريك هيرو بطل مساعدة اللاجئين في فرنسا، وذلك بعد الاستئناف من قبل النيابة العامة، حيث اعيدت محاكمته في فرنسا، وتمت تبرئته من كامل التهم الموجهة إليه .. انتصر المزارع الفرنسي على البرلمان حين ألغى المجلس الدستوري الأعلى قانوناً يجرّم المساعدة الإنسانية للمهاجرين.
وبينما تحاول الحكومة اليونانية بتجريم الناشطة سارة مارديني انتصر القضاء الفرنسي للناشط سيدريك هيرو بطل مساعدة اللاجئين في فرنسا، وذلك بعد الاستئناف من قبل النيابة العامة، حيث اعيدت محاكمته في فرنسا، وتمت تبرئته من كامل التهم الموجهة إليه .. انتصر المزارع الفرنسي على البرلمان حين ألغى المجلس الدستوري الأعلى قانوناً يجرّم المساعدة الإنسانية للمهاجرين.
سارة مارديني
مارديني البالغة من العمر (23 عاماً)، لاجئة سورية تحولت من بطلة قومية بين أبناء جلدتها والناشطين والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في أوروبا، إلى متهمة بتهريب البشر من قبل الشرطة والقضاء اليونانيين، الذين قالا إن الحكومة اليونانية تهدف إلى تفكيك "شبكة إجرامية" تضم 30 شخصاً من منظمة غير حكومية تنشط في جزيرة ليسبوس، واعتقلت في سبيل ذلك أحد مسؤولي المنظمة غير الحكومية، اليوناني ناسوس كاراكيتسوس، والمتطوع الإيرلندي شون بايندر.
سارة هي الأخت الصغرى ليسرى مارديني دخلتا عالم الشهرة عام 2015، عندما استخدمتا مهاراتهما في السباحة لإيصال قاربهما الذي كان على وشك الغرق وعلى متنه 18 شخص إلى البر.
وفي العام التالي، شاركت يسرى الأخت الأكبر التي عينتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرة للنوايا الحسنة، في فريق اللاجئين خلال دورة ألعاب ريو دي جانيرو 2016 الأولمبية، أما ساره فحصلت على منحة لدراسة الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في كلية بارد في برلين.

سارة و شقيقتها يسرى في اليونان
ما هي القوانين الأوروبية الحاكمة في هذه القضايا؟
المختص في القانون الإنساني الدولي المحامي السوري فراس حاج يحيى قال لراديو روزنة في مداخلة هاتفية إن القانون الدولي الإنساني هو من يحكم بهذه الأمور، سواء العاملين مع الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر، أو غير الحكومية كالمنظمات الإنسانية، وبالتالي عملية التوقيف لأي عامل أو ناشط أو متطوع تخضع بشكل مطلق لاتفاقيات جنيف الأربع وليس للقوانين المحلية، وهناك قواعد ملزمة بهذا الجانب.
محامي السباحة السورية، ويدعى هاريس بيتسيكوس، قال إن ما فعلته اليونان هو "تحويل المساعدة إلى جريمة"، مضيفاً أن موكلته معتقلة في سجن خارج أثينا، وموضحاً أن مارديني التي نفت التهم الموجهة إليها كانت منقذة متطوعة في "المركز الدولي للاستجابة للطوارئ" في جزيرة ليسبوس.
اعتقال السباحة سارة أثار غضب ناشطين سوريين وأجانب
تسبب اعتقال مارديني بحالة سخط لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي السوريين، فسجلوا تعاطفهم مع السباحة المعتقلة، وأشاروا إلى أنها ساعدت مع أختها على إنقاذ مهاجرين من الغرق قبالة السواحل اليونانية.
وبهذا الصدد يقول المحامي فراس حاج يحيى إن القوانين والاتفاقيات الدولية الصادرة والمبرمة بعد الحرب العالمية الثانية، تحتاج اليوم إلى تعديلات في ظل التغيرات في العالم، خصوصا وأنه باعتراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأن ما حصل في سوريا شكل أكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.
ويتابع المحامي فراس بما يخص سارة وما ينطبق عليها من قوانين، مبيناً أن احترام وحماية أفراد الغوث الإنساني المضمنة بالقانون الإنساني بما فيها الأشخاص العاملين، يشمل سارة، وإن ما تقوم به اليونان من اعتقال واحتجاز للشابة السورية هو مخالف للقانون، ورغم ذلك يؤكد المحامي حج يحيى بأن اليونان لا تتقصد سارة كلاجئة، بل الهدف هو ترهيب كل من يعمل أو يفكر بالعمل في مساعدة اللاجئين، بمعنى آخر فإن توقيف السباحة السورية يندرج ضمن عمليات التضييق على هذه المنظمات وخصوصا أن سارة تعمل مع منظمة مرخصة.

السباحة سارة مارديني
هل تآمرت الشرطة اليونانية ليسرى مارديني؟
ووجهت الشرطة اليونانية الكثير من التهم لسارة منها تهريب البشر، والتجسس على الجيش اليوناني، وفي هذا الصدد يقول محامي سارة إن تهمها كيدية إلى حد ما، بما يتعلق بالتجسس على الجيش اليوناني مثلا، وذلك بسبب تطبيق يشبه تطبيق الجي بي اس، ويساعد بتحديد المواقع ليس أكثر من ذلك.
ويخشى محامي سارة وأيضا الخبير القانوني فراس حاج يحيى ، أن تقوم اليونان بعدم عرض الشابة السورية على القضاء اليوناني لمدة طويلة.
القضاء الفرنسي تأقلم سريعا وتجرأ على القوانين المعمول بها!
القضاء الفرنسي كان سباقا في التأقلم مع الحالات الصعبة التي نتجت عن أزمة الهجرة واللجوء، ففي عام 2016 برأت محكمة الدرجة الأولى في باريس، لاجئاً سورياً كان محتجزاً في كوموساريا (مخفر) منطقة بورت دو فانسن، بتهمة دخول البلاد بطريقة غير قانونية، كما غرم القضاء الفرنسي الشرطة الباريسية بمبلغ 500 يورو تُدفع لصالح اللاجئ.
وكانت الشرطة، قد أوقفت اللاجئ السوري القادم من ألمانيا بغرض السياحة لعدم حيازته وثيقة سفر، وطالب الادعاء تسليم اللاجئ إلى السلطات الألمانية وتغريمه بمبلغ 1500 يورو، لكن المحامي السوري باسم سالم ويعمل في باريس بصفة مستشار قانوني رافع عن اللاجئ السوري أمام القضاء الفرنسي الذي حكم في النهاية ببراءة اللاجئ.
ويأتي ذلك على اعتبار أن فرنسا ليست صاحبة اختصاص، إذ إن اللاجئ السوري ممنوع من السفر بداعي الحماية من قبل الدولة التي يقيم فيها، وليس من قبل فرنسا مع الأخذ بالاعتبار أنه تحصّل على إقامة أوروبية وبالتالي فيحق له التنقل بحرية بين دول الاتحاد.
وفي حزيران عام 2018 بتت محكمة "إيكس بروفنس" بقضية "سيدريك هيرو" الذي أصبح بطل مساعدة اللاجئين في فرنسا ووواجه القضاء الفرنسي بعد محاولته الأخيرة تهريب مهاجرين إلى فرنسا
وسيدريك هيرو، مزارع فرنسي لوحق بتهمة مساعدة المهاجرين غير الشرعيين على العبور إلى فرنسا في منطقة وادي "لاروايا"، وتم بالفعل اعتقاله بنفس التهمة.
وبعد تدخل الجمعيات الحقوقية في بلد يطلق عليه بلد حقوق الإنسان وفرنسا أرض اللجوء، واتهام الحكومة من قبل جمعية "لارويا سيتويان" بتعمد ملاحقة "سيدريك" وتعبير عشرات الجمعيات عن سخطها من الملاحقات القضائية المستمرة، واتباع سياسة تكميم الأفواه وعدم احترام الاتفاقيات الدولية، وحقوق المهاجر ولا إجراءات طلب اللجوء.

الناشط الفرنسي سيدريك هيرو
وقامت المحكمة الجنائية في نيس بإدانة سيدريك هيرو في 10 شباط بالسجن وبغرامة تقدر بـ 3000 يورو مع تعليق العقوبة، وذلك بتهمة مساعدة المهاجرين غير الشرعيين في وادي "لاروايا" الواقع بين إيطاليا وفرنسا.
وبعد الاستئناف من قبل النيابة العامة، أعيدت محاكمة سيدريك في في يونيو/حزيران، وتمت تبرئته من كامل التهم الموجهة إليه ... بل أكثر من ذلك، المزارع الفرنسي انتصر على البرلمان حين ألغى المجلس الدستوري الأعلى قانوناً يجرّم المساعدة الإنسانية للمهاجرين.
للاستماع الى رابط المقابلة:
للاستماع الى رابط المقابلة: