تقارير | 25 05 2020
بالألوان القرمزية الحمراء القانية اصطفت لوحات الفنان التشكيلي علاء حمامة تعزف لحنا متناغما تروي سبع سنوات من المحنة السورية.مشروع فني حمل اسم "ذاكرة حقيبة" عرض فيه لوحاته العشر في صالة "غاليري اوربيا" في باريس، حيث جمعت اللوحات العشر نماذج لحقائب الراحلين عن ذاكرتهم .
الفنان علاء تحدث عن مشروعه لراديو روزنة قائلا" بدأت المشروع في أواخر أيامي في دمشق ثم في النصف الأول من وصولي إلى ألمانيا عام 2016".و تعتبر اللوحات بمثابة الخط الواصل بين وجوده في دمشق الى بداية استقراره في ألمانيا، وأضاف: "هي عبارة عن أفكار و اسكتشات ودراسات عن هواجس وتساؤلات التي يطرحها الناس حول ما إن أرادوا السفر فماذا عليهم ان يحملوا".
وأوضح علاء حمامة أن أغلب الاجابات التي يمكن أن نسمعها منهم هي رغبتهم بحمل الأشياء التي تعبر عن مشاعرهم وذكرياتهم . حلم معظم المهاجرين اشياء بسيطة مما تبقى من بيوتهم التي دمرت يقول علاء، فمنهم حمل صوره الشخصية ومنهم من حمل شهادات المدرسة لأطفال والبعض حمل وصفات الدواء التي تخصه .
وتحدث علاء حمامة عن انطلاقة المشروع موضحاً أن الفكرة بدأت بدمشق ونفذت في ألمانيا بمجرد وصوله الى هناك، حيث قرر أن يكون هذا المشروع بمثابة علاج له ومحاولة لإيجاد وطن جديد يتكون من نفس المرسم واللوحات والرائحة التي كانت تملأ مكانه في دمشق .
الحدث أكبر من أن يحكى
عن مشروع "ذاكرة حقيبة " و عملية الاختزال لكل مامر به وشعر به بتلك السنوات السبع، قال علاء " أن الذي مر به البلد لا يمكن اختصاره بمشروع ، فالحدث أكبر وأقسى من أن يعبر عن هموم الناس عبر سنوات الحرب ولا يمكن اختزال هكذا حدث تاريخي وبهذا الحجم .
وأضاف :" حاولت امتصاص الصدمة عند الناس عبر اللوحات وكان لدي الحماس ان اروي عما حصل لهم وعن هذه الحكاية السورية". نعتذر على قساوة المشهد وأشار أن أغلب الناس باتوا الآن لا يريدون أن يروا، أو يسمعوا مايحصل حيث أصبح لديهم تخمة من متابعة الأحداث الدامية، وهذا الأمر دفعني أن أبحث عن تقنية أخرى لكي تصبح بمثابة الراوي عما حصل دون نقل أي مشاهد دامية.
استخدم علاء عبارة "نعتذر عن العرض بسبب قساوة المشهد "،و يرى أنها كانت من أكثر الجمل التي دفعته الى التوصل إلى أداة تسمح بنقل ماجرى دون دماء، وتقنية الفيديو آرت التي تم عرضها في هذا المشروع حققت له امكانية نقل القصة بطريقة جديدة حيث استطاع تعزيز الرواية من خلال صور النساء والصور الخاصة به الى كل الأشياء التي كانت تخصه في سوريا، ومزجها لتخرج السطح الذي يعكس الذاكرة الموجودة به والتي تتقاطع مع ذاكرة الناس .
اهرب من المشهد القاسي بالألوان
و عن الألوان الصارخة في اللوحات قال علاء حمامة أن اللون يساعده ان يرسم دون خوف، وأردف "المشهد مخيف كفاية وتراجيدي كفاية ويحمل من السوء كفايه. اللون في كل على الرسم ويساعد ايضا من سيراه، والألوان المشرقة والصريحة لاتذكر بعنف القصة و تريحني وتريح المتلقي ، فاللون الصاخب هو أداتي التي اعبر فيها عن الاحتجاج ".
الفنان التشكيلي علاء حمامة من مواليد مدينة مصياف عام 1983 تخرج من جامعة دمشق، كليّة الفنون الجميلة، قسم الاتصالات البصرية، بقي في دمشق الى خرج منها بسبب الاوضاع في البلاد ووصل إلى ألمانيا عام 2016.