تقارير | 25 05 2020
يعيش سكان منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، تحت وطأة حصار مستمر منذ ثلاثة سنوات من قبل قوات النظام السوري، ويعتمدون على طريق وحيد ومحفوفٍ بالمخاطر، لإدخال المواد الغذائية، ونقل الجرحى.
يمتد الطريق من قرية كيسين شرق الحولة وحتى قرية الغجر على ضفة نهر العاصي، لمسافة 3 كيلومترات، وهو طريق ترابي شديد الوعورة، لذا يعتمد أهالي الحولة في الشتاء على الحمير لنقل بضائعهم، أما في الصيف فيصبح قطعه أسهل، باستخدام الدراجات النارية، وبعد قطع الطريق تأتي المرحلة الثانية وهي نقل البضائع والأشخاص، بالقوارب عبر نهر العاصي.
تكمن خطورة الطريق في كونه يمر بين قرية كفرنان على جانب الطريق الجنوبي، وقرية الزارة على جانب الطريق الشمالي، والقريتان خاضعتان لسيطرة النظام وشبيحته، وكثيراً ما تقوم مجموعات من هاتين القريتين بنصب كمائن للعابرين أثناء محاولتهم إدخال الطعام، وتنفذ عمليات قتل وخطف بحقهم.
كما يتعرض الطريق للقصف من قبل قوات النظام، ما يؤدي لمقتل وإصابة الكثيرين، وحتى الحمير لم تسلم من هذا الاستهداف، عدا عن أن انقطاع الطريق، يرفع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، ويزيد من معاناة الأهالي.
ويعتمد الأهالي على هذا الطريق أيضاً، لإدخال المحروقات، ويسبب انقطاعه من وقت لآخر، ارتفاعاً في أسعارها، إذ يباع ليتر البنزين بـ260 ليرة سورية (ما يعادل 0.6 دولار)، والمازوت 260 ليرة أيضاً، أما الغاز، فيصل سعر الاسطوانة الواحدة إلى 7500 ليرة سورية (ما يعادل 19 دولار)، بينما يباع الحطب بـ60 ألف ليرة سورية (ما يعادل 150 دولار)، وهو مرتفع مقارنة بما كان عليه قبل سنتين، بعد أن نفذت الأحراش الشجرية في المنطقة.
أما نقل الجرحى لتلقي العلاج، فيتم أيضاً عبر هذا الطريق، إلى مدينة الرستن أو مدينة تلبيسة، بسبب ضعف الإمكانات في مشفى الحولة، وهو أمر شاق لأنه يتطلب حمل المرضى والمصابين على الأكتاف، كي لاتسوء حالتهم، خاصة المصابون بكسور جراء القصف والاشتباكات.