تقارير | 25 05 2020
روزنةفي حلقة اليوم من برنامج (حكي سوري) تستضيف لينا الشّواف الناشطة السياسية السورية "رجاء التلي"، وهي إحدى مؤسسات مركز المجتمع المدني والديمقراطي بمدينة "غازي عنتاب"، بعد أن تركت دراسة الدكتوراه في مجال الرياضيات، بمدينة بوسطن بأمريكا مع بداية الثورة السورية 2011 وأتت لتقيم في جنوب تركيا لتناضل من أجل الحرية والعدالة والعيش المشترك، وتحلم بأن تصل نسبة تمثيل النساء السوريات لـ 50 % في كافة مجالات العمل في سوريا المستقبل.
تحدثت التلي خلال الحلقة عن مركز المجتمع المدني الذي تعمل فيه، وقالت إن الغاية منه هي إيجاد مؤسسة سورية تدعم المجتمع المدني وتعزيز قيم الحرية والعدالة والعيش المشترك، وتعمل من قاعدة المجتمع إلى الأعلى في مناطق مختلفة بسوريا، من خلال برامج تطوير المنظمات والقيادة المدنية وتعزيز الإعلام الحر، إذ يُصدر المركز مجلة "صور" الشهرية والتي تركز على موضوعات حقوق الإنسان.
اقرأ أيضاً: زكريا السقال: السياسة لا تصنع أوطاناً
وخلال الحلقة أشارت التلي إلى اعتقال النظام السوري والدها لتسع سنوات، بسبب نشاطاته كقيادي في حزب العمل الشيوعي عام 1992، ورغم أنه لم يكن الاعتقال الأول، إذ سبق وأن اعتقل لفترة قصيرة عام 1987 حين كانت في السابعة فقط، تقول التلي: "هذا الاعتقال كان الأصعب لأنه اختفى لمدة سنة تقريباً قبل أن تتمكن من رؤيته مجدداً وكنت لا أزال في الثانية عشرة من عمري".
وأشارت التلي إلى أنّ والدها اعتقل في سجن عدرا وهناك كان بوسعها رؤيته بشكل أسبوعي، لكنه نقل مجدداً إلى سجن تدمر مع مجموعة من أصدقائه، وخلال ثلاث سنوات هي فترة اعتقاله في سجن تدمر لم تستطع رؤيته سوى مرة واحدة.
وتعتقد التلي أن نشأتها وتربيتها في بيئة سياسية في سنوات المراهقة جعلها تدرك حجم خطورة العمل بالشأن العام، ومدى التضحيات التي يتطلبها، كما أن معايشتها لاعتقال والدها ومعرفتها بحجم التعذيب الذي تعرض له مع أصدقائه خاصة في سجن تدمر، جعلها تقتنع بعدم التفكير بالعمل السياسي أبداً، ولكن عندما بدأت الثورة في 2011 شعرت أن كل ما حلم به والدها يمكن أن يتحقق، واكتشفت أن ما كانت تعتقده محصوراً بمجموعة صغيرة وقليلة من السوريين، كان رغبةً وحلماً لدى كثيرين، لذا لم يكن ممكناً أن أفكر بالدكتوراه مقارنة بفرصة المشاركة في العمل للحصول على حياة لائقة بكل سوري.
وعن مشاركة النساء في الثورة، أكدت رجاء أن المرأة السورية شوكة في حلق التطرف، فهي بدأت العمل في توثيق انتهاكات النظام السوري، وخلال عملها تعرفت على نساء قمن بجهود جبارة خلال فترة ال 2011 لكن لم يصل صوتهن وماقمن به، فقررت أن تعمل هي والباحثة الفرنسية آن ماري قدور، إلقاء الضوء على دور المرأة السورية في الثورة، وأجرين مقابلات مكثفة وطويلة مع عشرين امرأة من مناطق ومكونات مختلفة معظمهن من الداخل السوري، ومما لفت نظرها حينها، أن المرأة لاترى نفسها كقيادية حتى حين تقوم بدور قيادي، لذا قمن بتأسيس برنامج "نساء من أجل مستقبل سوريا"، لإبراز دور المرأة سواء بالسلم الأهلي والمشاركة بالحياة السياسية وتعزيز التعليم، ومحاربة كل أشكال التعصب.
وتحدثت التلي عن مدى جدوى هذا البرنامج والحملات المماثلة، كما أشارت إلى دور المرأة في محاربة تجنيد الأطفال وتجاوب الرجال مع مشاركتهن بالحياة السياسية.