تقارير وتحقيقات | 19 05 2025

وقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، اليوم الاثنين، اتفاقية بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي لتأهيل 33 مخبز حكومي لإنتاج الخبز "وحدة إنتاج" في ثماني محافظات مختلفة، على هامش مشاركة الجانبين في المنتدى الإنساني الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل .
وسيعمل المشروع على ترميم البنية التحتية لإنتاج الخبز عبر تركيب خطوط إنتاج جديدة وحذيقة، في 33 مخبز حكومي في مناطق سكانية ذات كثافة سكانية عالية من النازحين داخلياً والعائدين والفئات السكانية الضعيفة، ليستفيد منها بشكل مباشر نحو 1.4 مليون شخص.
ويمتد المشروع، حسب نص الخبر على الموقع الأممي، في محافظات ريف دمشق ودرعا والسويداء واللاذقية وحمص وحماة ودير الزور وحلب، إذ يهدف لزيادة الطاقة الإنتاجية للخبز من 265 طناً إلى 473 طناً يومياً.
وجاء أيضاً، أن المشروع يؤمن 13 خط إنتاج حديث، يؤدي إلى تحسين جودة الخبز بما يلبي معايير أعلى من حيث النظافة والقيمة الغذائية، إضافة إلى المساعدة في ضمان توفير إمدادات كافية لتلبية احتياجات المجتمعات المحلية.
ورصدت روزنة على مدار السنوات الماضية، في تقاريرها الميدانية وتغطياتها الإذاعية، معاناة نسبة واسعة من السوريين في تأمين الخبز والحصول على كميات مناسبة، في ظل تحديدها ونقص الطحين المتكرر وضعف الإنتاج والازدحام، إضافة للتراجع الحاد بالقدرة الشرائية والتزايد المستمر بسعر الخبز.
وقال مدير برنامج الأمم المتحدة، أخيم شتاينر، إن ضمان الإنتاج المستمر للخبز "خطوة أولى مهمة نحو مساعدة البلاد على استعادة قدرتها على تعزيز الأمن الغذائي"، كما أعرب عن أمله بتوسيع التعاون مع مركز الملك سلمان، لدعم التعافي في سوريا.
بدوره، قال الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على "مركز الملك" إن الشراكة مع البرنامج الأممي تمثل استجابة "منسقة ومسهددة القطاعات لتفاقم انعدام الأمن الغذائي في سوريا، وضمان الوصول إلى المواد الغذائية الأساسية"، ودعم استعادة البنية التحتية الضرورية لاستعادة النظام الغذائي.
ومن المتوقع أن ينجز المشروع خلال 14 شهراً، ويضمن تأهيل 350 من الخبازين والعاملين في الأفران مدربين بشكل جيد لتشغيل وصيانة المعدات الجديدة، كما يوفر فرص عمل (لم يذكر عددها) ويدعم سبل العيش المحلية "ويرسي أسساً لانتعاش اجتماعي واقتصادي مستدام في المناطق المتضررة".
ويضيف الموقع، أن المشروع سيعمل خلال مدة تنفيذ المشروع وإعادة التأهيل، على "الحفاظ على إنتاج الخبز من خلال زيادة قدرة المخابز المجاورة على إمداد المناطق بالخبز، مما يضمن عدم حدوث أي انقطاع في الإنتاج".
توقيع الاتفاقية بين مركز الملك سلمان للإغاثة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بروكسل لتأهيل 33 مخبزاً في سوريا - موقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (تعديل قياس روزنة)
وتشير إحصاءات مركز الملك سلمان للإغاثة حول مشاريعه المنفذة أو قيد الإنجاز في سوريا منذ عام 2012، أن عددها وصل إلى 380 بقيمة إجمالية وصلت لنحو نصف مليار دولار أمريكي، في قطاعات مختلفة على رأسها الإيواء والمواد الغذائية، والأمن الغذائي، والصحة.
وبعد سقوط النظام السابق، أعلن المركز إطلاق جسر مساعدات بري وجوي إلى سوريا "حتى تحقيق النتائج المرجوة"، شملت توزيع مساعدات في مناطق مختلفة بالبلاد، آخرها قبل أيام بتوزيع ألف سلة غذائية للأسر الأكثر احتياجًا في بلدة سقوبين باللاذقية.
وفي شباط الماضي، كشف تقرير للأمم المتحدة بأن تسعة من كل عشرة أشخاص في سوريا يعيشون في فقر، كما أن الناتج المحلي الإجمالي في سوريا انخفض إلى أقل من نصف قيمته منذ 2011، وتضاعفت البطالة ثلاث مرات، وسط عطالة واحد من كل أربعة سوريين عن العمل.
وقال حينها عبد الله الدردري، مساعد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية، إن مستقبل سوريا يعتمد على نهج قوي للتعافي التنموي "وهذا يتطلب استراتيجية شاملة تعالج إصلاح الحكم والاستقرار الاقتصادي وإعادة بناء البنية التحتية".
وأضاف في مؤتمر صحافي بنيويورك: "من خلال تنفيذ هذه الإصلاحات المترابطة، يمكننا مساعدة سوريا على استعادة السيطرة على مستقبلها، وتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية، وتمهيد الطريق لمستقبل مرن ومزدهر للجميع في سوريا".
وأوضح أن الوصول لمستويات النمو الذي ذكرها التقرير يتطلب استثمارات اقتصادية بقيمة 36 مليار دولار في عشر سنوات باستثناء قطاع الإسكان، فضلا عن توفير الحماية الاجتماعية، وفق قوله.
وفي تشرين الأول من العام الماضي، قال مدير المكتب المركزي للإحصاء في سوريا، عدنان حميدان لصحيفة "البعث"، إن البلاد تشهد ارتفاعاً بشكل كبير في نسبة غير الآمنين غذائياً، مستنداً على إحصائية استهدفت 24 ألف و840 عائلة، ولوحظ ، حيث اكتفى معظمهم بوجبة واحدة يومياً.
وأظهرت الإحصائية أنّ الكثير من العائلات تتناول وجبة فطورها الساعة الثانية ظهراً، ما يعني اكتفاءها بوجبة إفطار، وهي الوجبة الوحيدة يومياً.
وأضاف حميدان في حديثه عن الإحصائية: "الملاحظ هو انحدار واضح للأمن الغذائي في ظل وجود فروقات تغذوية بين محافظة وأخرى"، مشيراً إلى أنّ هناك عائلات آمنة غذائياً ضمن مجموعة من المؤشرات.
وفي آخر تقارير برنامج الأغذية العالمي، يعاني نحو 13 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان في سوريا، من انعدام الأمن الغذائي، بينهم 3.1 مليون يعانون انعداماً شديداً، كما وصلت معدلات سوء التغذية لدى الأمهات وسوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون سن الخامسة، إلى مستويات طوارئ عالمية.
وحسب وكالة "فرانس برس" قبل عامين، أنفق "برنامج الأغذية" 3 مليارات دولار في سوريا خلال عشر سنوات، أوصل عبرها4.8 مليون طن متري من الغذاء، وقدم أكثر من 300 مليون دولار من المساعدات النقدية، و800 مليون دولار من السلع والخدمات، في ظل أزمة تمويل متكررة وعدم الالتزام بالتعهدات.