مصدر في اللاذقية: هذه تفاصيل "جريمة زاما".. ورد رسمي ينفي علاقة "الدفاع"

مصدر في اللاذقية: هذه تفاصيل

قرية زاما في ريف اللاذقية - فايسبوك

تقارير وتحقيقات | 14 05 2025

قتل أربعة مدنيين بينهم طفل، في قرية زاما بريف منطقة جبلة في اللاذقية، قبل يومين، على يد عناصر مسلحين مجهولي الهوية رجحت مصادر محلية تبعيتهم لوزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية، الأمر الذي نفاه مصدر رسمي مؤكداً أنهم "مجهولين خارجين عن القانون".

تواصلت روزنة مع مصدر محلي من أبناء زاما، فضل عدم الكشف عن هويته أو مكان إقامته لأسباب أمنية، ونقل لنا تفاصيل الجريمة حسب الرواية المتقاطعة ويجري تداولها بين نسبة من سكان القرية، كما حصلت على رد رسمي بعد إرسالها لأسئلة لـ"الأمن العام".

"مستعجلين.. ومجهولين"

قال المصدر اليوم الاثنين، إن العناصر الذين ارتكبوا الجريمة جاؤوا من قرية قرفيص المجاورة "على عجلة من أمرهم ولا أحد يعرف سبب مجيئهم"، فيما توقع الأهالي أنهم سيتمركزون في اللواء 107.

وأضاف: "توجه رجل (استخدم توصيف الشب) من أبناء القرية يدعى (هلال.ع) إلى السيارات بمجرد دخولها إلى زاما، ويعرف أنه متعاون مع كافة المجموعات التي دخلت اللواء منذ سقوط النظام (...) يعتبر هلال بمثابة صلة التواصل بين العناصر المتمركزين باللواء وأهالي القرية".

وأوضح المصدر: "هلال لم يكن في اللواء ولا في الطريق العام، هو ذهب إليهم (المجموعة التي دخلت زاما) رفقة صديقه (أنور.ح) لأنه معتاد على ذلك (...) معروف بأن هلال هو من حمى القرية في أحداث 6 آذار، بعد أن ساعد العناصر (الفصائل) بالانسحاب عندما أراد فلول النظام إطلاق النار على اللواء".

وتحدث المصدر نقلاً عن رواية متناقلة بين الأهالي أن بعض العناصر كانوا برفقة زوجاتهن عند أحداث الساحل في آذار الماضي، مضيفاً أن "الشب" (هلال) طلب منهم إخلاء اللواء وأبقى على الجميع في منزله "وصار في جرحى من العناصر، وهو من أسعفهم"، حسب قوله.

جريمة حفر بنمرة في بانياس.. إليك المستجدات وأبرز الإدانات بعد 24 ساعة

"خلاف فجريمة"

لاحقاً، حصل خلاف بين مجموعة تتمركز في اللواء وهلال الذي كان يسمح له العناصر برعي الأغنام داخل اللواء، وفق المصدر، الذي أردف: "ما طبيعة الخلاف؟! لا أحد يعرف. منذ مدة دخل العناصر إلى منزله وفتشوه (...) سابقاً كان هو من يحذر الأهالي من الدخول إلى اللواء، يمكن اعتباره رجل الأمن بالقرية".

وحسب ما يتداول الأهالي حول الجريمة ليلة السبت، طلب العناصر الداخلين من هلال وأنور أن يجثيا أمام قائد المجموعة "يلقبونه بالأمير أو الشيخ"، وضربا بعصاة رأسها حديدي، عند أي محاولة للحديث والتأكيد أنهما ليسا ضدهم وتربطهما علاقة مع كل من جاء إلى اللواء "أخذوا هاتف ونقود الشب (هلال)".

وأمر قائد المجموعة (استخدم المصدر توصيف الأمير) بترك هلال بعد أن أخبره إن والدته من منطقة كفرسوسة في دمشق وهو من مواليدها، ليطلب لاحقاً السماح لصديقه أنور الذهاب معه لأن وحيد "فقالوا له خذوا بشفاعتك"، لكنهم أطلقوا الرصاص "رشاً" على الاثنين قبل أن يتحركا، وفق المصدر.

وتابع نقلاً عن الرواية المتداولة بين الأهالي: "لاحقاً، مرت دراجة نارية تقل شابين من قرية أخرى، طلب منهما التوقف، لكن بسبب الخوف لم يمتثلا للأمر، ليطلب (الأمير) إطلاق النار عليهما، فقتلا هما الآخرين (...) أحدهما طفل كان عند الحلاق".

رد رسمي لروزنة: "لا ينتمون للدفاع"

تواصلنا مع السيد نورالدين بريمو مدير العلاقات الاعلامية لمحافظة اللاذقية، والذي أكد بدوره أن "الحادثة نُفّذت من قِبل مسلّحين مجهولين خارجين عن القانون، يستقلّون سيارتين من نوع كيا 4000 وبورتر، من دون ظهور لوحات أرقام عليها، ولا يوجد أي دليل على انتمائهم لوزارة الدفاع".

وأكد قائلا: "لا صحّة للأخبار التي تتحدث عن وجود فصائل مسلّحة أو أجنبية في المنطقة، فجميع القوات المنتشرة تتبع لوزارة الدفاع السورية، وبعض عناصرها من أبناء المنطقة، وهم ملتزمون بأوامر غرفة العمليات".

وأوضح أن الوضع الأمني في مدينة اللاذقية اليوم أفضل بكثير مما كان عليه في عهد النظام السابق، و يتم العمل على ضبط الوضع الأمني، كما أن عمليات ملاحقة الفلول مستمرة، وفق قوله.

الأمن العام يحقق

أكد المصدر أن المجموعة التي ارتكبت الجريمة كانت تبدوا عليهم ملامح "الخوف والاستعجال، يريدون افتعال مشكلة فقط والذهاب"، وفق المتداول بين الأهالي.

ووصل "الأمن العام" بعد عشرين دقيقة فقط من ارتكاب الجريمة، وباشر بالتحقيق، لتبدأ أنباء بمقتل أشخاص آخرين، لكن الحقيقة كانت أن الأمن يأخذهم للتحقيق فقط لتنتشر المعلومات إنهم أيضاً من الضحايا، يشرح: "كل ما أخذوا شخص، ينشرون: قتل (...) المؤكد فقط أربعة وعلى يد الفصيل المجهول".

ولم يؤكد المصدر إن كان الفصيل يتبع إلى وزارة الدفاع، وسط روايات محلية ترجح تبعيته إلى الوزارة باعتبار كل من تمركز في المنطقة بالآونة الأخيرة أو اللواء 107 هم عناصر ومجموعات تابعة لـ"الدفاع".

ما الذي نشر عن "جريمة زاما"؟

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مسلحين يستقلون سيارتين "تحملان لوحات إدلب" (للدلالة إنهما من مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام سابقاً) "أعدموا ميدانيا" أربعة مدنيين قرب اللواء، بينهم طفل، ليفتحوا النار لاحقاً بشكل عشوائي وهم في طريقهم إلى مدينة جبلة.

بدورها، نشرت "الإخبارية السورية" الرسمية عبر حسابها في فايسبوك خبراً عاجلاً بعيد منتصف الليل، قالت فيه إن أربعة مدنيين بينهم طفل قتلوا "بإطلاق نار من قبل مجهولين" في زاما بريف اللاذقية.

الناشط في مجال السلم الأهلي عزازيل ديب، من أبناء المنطقة، قال في بث مباشر عبر حسابه في فايسبوك إن المدنيين الأربعة لا ذنب لهم هم والأهالي "الفقيرة اللي قاعدة في بيوتها" بخرق السلم الأهلي أو "قتل كل صوت عاقل"، معتبراً أن من قتلهم "يد غادرة ذليلة (...) من فلول الثورة".

وأكد أن عليهم وضع يد يدهم بيد الجيدين ضد السيئين من العناصر، مشيراً إلى أنه برفقة عناصر الأمن العام ووجهاء المنطقة خلال البحث عن إمكانية وجود قتلى آخرين، وختم: "لا داعي للتهويل، لا يوجد اشتباكات، ولا قطع روس، والمعلومات الأولية الأمن يحقق بها (...) التمشيط للمنطقة بشكل كامل".

قرفيص.. ما الوضع هناك؟

قال مصدر محلي من أهالي قرفيص، فضل أيضاً عدم الكشف عن هويته، إن إدارة المنطقة الأمنية غيّرت قائد المجموعة المتواجدة في القرية خلال الأسبوع الفائت، مؤكداً أن الوضع العام أفضل من السابق في الوقت الراهن، وسط حالة خوف مستمر بين الأهالي وإطلاق نار متكرر في المساء بسماء المنطقة.

وأشار المصدر في حديث مع روزنة، إلى أن القائد الجديد أجرى جولة في شوارع قرية قرفيص وطمأن الأهالي وطلب منهم العودة إلى عملهم "، لافتاً أن سيارة أمنية تصل يومياً من إدارة جبلة لمراقبة الوضع الأمني في القرية "في محاولة تفسر على أنها لضرورة الفصل أن الأمن لا علاقة له بالفصائل".

وأضاف أيضاً، أن الأهالي رغم التطمينات وتحسب الوضع مقارنة بالسابق، لا زالوا حذرين "في حالة خوف ومرعوبين لسه" بحركتهم ويفضلون عدم الجلوس مثلاً على شرفات المنازل رغم الأجواء الصيفية، كما أن الحركة محدودة في الخارج إلا للضرورة.

وجاء دخول القائد الجديد إلى قرفيص، بعد انتشار ملثمين لمدة عشرة أيام تقريباً في القرية، بعد تواجد مجموعة لم ترتكب أي انتهاك أو جريمة بعد تواجدها منذ أحداث الساحل، التي يقول الأهالي إن 29 من أبناء قرفيص قتلوا خلالها على يد ما بات يعرف بـ"المجموعات المنفلتة".

وقال الناشط يامن حسين في منشور عبر حسابه في فايسبوك، أن "الفصيل الذي ارتكب (مجزرة) زاما عين الشرقية، كان بقرفيص وهو ارتكب فيها انتهاكات واعمال قتل وقبل كم يوم تم الاتفاق على خروجه من قرفيص باتجاه اللواء 107 (...) عالطريق بيعدم 4 اشخاص بينهم طفل بعمر 14 عام".

ويتهم مدنيون، حسب تسجيل صوتي اطلعت عليه روزنة، أن مسلحي الفصيل (لم يحددوا تبعيتهم) وبعضهم أجانب، سرقوا معدات في مبنى البريد ومدارس القرية مع تكرار حوادث الاعتقال للتحقيق ثم إطلاق السراح بعد الضرب والتهديد بالقتل في حال عدم الاعتراف بتهمة "معرفة معلومات عن الفلول".

اقرأ أيضاً: التحريض الطائفي في سوريا وسبل التصدي له.. هل ينجح السوريون؟

وجاءت الجريمة قبل يومين، في ظل نشر ناشطين وحقوقيين والمرصد السوري، عن جرائم وانتهاكات متكررة على نطاق أقل من الأحداث الدامية التي ضربت الساحل السوري بين السادس والعاشر من آذار الماضي، وراح ضحيتها مئات المدنيين وعناصر من الأمن العام.

ووثقت حينها الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير "مقتل ما لا يقل عن 803 أشخاص، بينهم 39 طفلاً و49 سيدة (أنثى بالغة)، وذلك في الفترة الممتدة من 6 إلى 10 آذار/مارس 2025"، خلال أحداث الساحل التي بدأت بهجوم لمجموعات مرتبطة بالنظام السابق.

ووثق التقرير "مقتل ما لا يقل عن 420 شخصاً من المدنيين والمسلحين منزوعي السلاح، بينهم 39 طفلاً و49 سيدة و27 من الكوادر الطبية، على يد القوى المسلحة المشاركة في العمليات العسكرية (الفصائل والتنظيمات غير المنضبطة التي تتبع شكلياً وزارة الدفاع)".

ووثق أيضاً "مقتل 172 عنصراً على الأقل من قوات الأمن الداخلي ووزارة الدفاع على يد "المجموعات المسلحة الخارجة عن إطار الدولة المرتبطة بنظام الأسد"، التي قتلت أيضاً ما لا يقل عن 211 مدنياً، بينهم أحد العاملين في المجال الإنساني، بإطلاق نار مباشر.

وأصدر رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع قراراً بعد أحداث الساحل يقضي بإنشاء لجنة مستقلة لتقصي الحقائق، مددت مدة عملها لثلاثة أشهر إضافية بعد انقضاء الشهر الأول، بطلب منها، إضافة لقرار تشكيل لجنة السلم الأهلي في الساحل، وسط انتقادات واسعة من حقوقيين لأداء اللجنتين.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض