حياة | 18 02 2025

عروة قنواتي

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، على مدار اليومين الماضيين حالة احتفاء واسعة بلاعبات منتخب سوريا الناشئات بكرة القدم، بعد تناقل مقاطع مصورة لاحتفالتهن وحماسهن وفرحتهن بحصد وصافة بطولة غرب آسيا التي أقيمت في المملكة العربية السعودية.

وخسرت ناشئات سوريا في المباراة النهائية أمام لبنان برباعية نظيفة، الأحد،  ليحصدن الوصافة بحكم فارق الخبرة والتحضير الذي بدا واضحاً بين المنتخبين في المباراة الأولى التي انتهت بثلاثية، إضافة للجهد المبذول من قبل السوريات أمام الأردن في نصف النهائي.

رافق البطولة حالة إشادة بحماسة اللاعبات وحضورهن الذي وصف باللطيف عبر مقاطع مصورة جرى تداولها على نطاق واسع، بعد التتويج بالوصافة، وصور تظهر فرحتهن بالتأهل إلى النهائي بعد الفوز على نظيراتهن الأردنيات بركلات الترجيح.

وبحماس أقل على مواقع التواصل ونقاش حول الأداء في ظل حسابات باتت ضعيفة للتأهل، تابع جمهور الكرة منتخب الشباب في بطولة آسيا تحت عشرين عاماً، مع خسارة وتعادل أمام كوريا الجنوبية واليابان، ومباراة منتظرة بحسابات معقدة أمام تايلاند.

روزنة استطلعت آراء حول "فرحة الفتيات" تعرضها في المادة التالية، إضافة لمعلومات حول "حسابات الشباب" المعقدة للتأهل إلى الدور الثاني.

"صور تشرح القلب"

الكابتن ابراهيم ياسين عضو اللجنة الاستشارية في اتحاد كرة القدم، تحدث لروزنة، عن إنجاز ناشئات سوريا ورأى أن "هذا المنتخب مع فترة تحضيره القصيرة قدم مستوى طيب، وكان قريب من البطولة واللقب (...) يجب العناية أكتر بالمنتخب واللاعبات".

وعن الاحتفاء بهن، قال "ياسين": "فرحة الصبايا من خلال السوشيال ميديا، والنتائج بالعلم الأخضر حقها دهب، والصور والمقاطع اللي تفاعل معها الجمهور السوري تشرح القلب".

وختم بأن الاتحاد سيعمل بتضافر الجهود ليكون منتخب الناشئات الرافد الأساسي بعد سنوات لمنتخب السيدات وللكرة الأنثوية.

كذلك، عبر الزميل الصحفي حسن حسين عن سعادته الغامرة بالتفاعل الشعبي والرياضي مع الصور التي نقلت أجواء احتفالات اللاعبات في السعودية، خلال المباريات وبعد التأهل إلى النهائي أو حصد الفضة.

وقال: "تابعت (لبوات) المنتخب بكل شغف، مع ظهور العنفوان في أرض الملعب رغم الفترة التحضيرية القصيرة والتي لم تتجاوز ال15 يوماً، و فرحت كثيراً للتفاعل مع الصور والفيديوهات".

الصحفي السوري غيث تفنكجي والمهتم بالشؤون الرياضية تحدث عن انطباعه عبر مرحلتين ، ما قبل سقوط النظام السابق وبعده.

وشرح وجهة نظره وشعوره في حديث مع روزنة، قائلاً: "لم أكن مثلي مثل عشرات الآلاف من السوريين نرغب بالتعاطف والفرح لأي شيء يخص رياضة سوريا التي كانت خاضعة للنظام السابق في البلاد".

وتابع: "وبنفس الوقت كنا نشعر بغصة عندما نتابع المنتخبات العربية في بطولاتهم القارية وفي كأس العالم، نشجعهم ولا منتخب لنا نشجعه، صبايا سوريا اليوم وفي تجربتهن ضمن غرب آسيا ظهرن في الاستحقاق الأول الرسمي بعد تحرير البلاد".

وأضاف "تفكنجي": "من شاهد الفتيات كيف يرددن النشيد بأسلوب (الجرينتا الإيطالية) بكل حماس، يعرف كيف يكون الانتماء".

وختم بأن الأداء كان جيد جداً أمام سرعة الاستعداد والتحضير في فترة قصيرة، وسط منافسة مع مجموعة من المنتخبات وعلى رأسها المنتخب اللبناني المحضر بشكل مميز ومحترف، وفق قوله.

لاقت الصور والمقاطع لفرحة "الفتيات السوريات" تشجيعاً وتعليقات محفزة من المتابعين داخل وخارج سوريا، من الوسط الإعلامي والرياضي والجماهيري ، إذ أجمع كثر ضرورة متابعة والعناية بجيل الناشئات لأنه "سيجدد البسمة السورية عبر كرة القدم الأنثوية".

المنتخب السوري حقق انتصارين في البطولة على فلسطين في الدور الأول بستة أهداف مقابل لاشيء، وعلى الأردن بفارق ركلات الترجيح بعد التعادل سلباً في مواجهة نصف النهائي، و هزيمتين في أول وآخر مباراة أمام لبنان.

الشباب في مهمة معقدة

بنقطة واحدة وحسابات معقدة ينهي منتخب شباب سوريا الجولة الثانية من بطولة آسيا للشباب تحت 20 عاماً بعد التعادل أمس الاثنين مع منتخب اليابان بهدفين لهدفين.

تقدم المنتخب السوري مرتين عبر محمد مصطفى و أحمد الصوفي و كان من نصيب اليابانيين إدراك التعادل ، خصوصاً في الهدف الثاني قبل 3 دقائق من نهاية الوقت الأصلي للمباراة.

شباب سوريا بهزيمة أمام كوريا الجنوبية في أول مباراة بهدفين لهدف والتعادل الإيجابي مع اليابان بهدفين لكل منتخب، يتبقى له مواجهة واحدة مع منتخب تايلاند متذيل المجموعة والذي لم يسجل أي نقطة مع هزيمتين قاسيتين أمام اليابان وكوريا الجنوبية.

ما هي حظوظ شباب سوريا؟

شكل المجموعة مع نهاية الجولة الثانية:

-الصدارة لكوريا الجنوبية ب6 نقاط من فوزين على سوريا وتايلاند مع ضمان التأهل أول أو ثاني المجموعة والأمر متوقف على مواجهة اليابان في الجولة الأخيرة من الدور الأول.

- اليابان في المركز الثاني ب 4 نقاط من فوز على تايلاند وتعادل مع سوريا، ورصيد أهداف هو 5 مقابل هدفين في شباكهم والمحصلة (+3).

-منتخب سوريا في المركز الثالث بنقطة واحدة من هزيمة كوريا الجنوبية والتعادل مع اليابان بهدفين لهدفين، رصيد الأهداف 3 وفي الشباك 4، المحصلة (-1)

- أخيراً منتخب تايلاند من دون نقاط.

لكي يتأهل شباب سوريا إلى الدور ربع النهائي عليهم الفوز على تايلاند بفارق 3 أو 4 أهداف مقابل هزيمة اليابان أمام كوريا الجنوبية بفارق هدف أو هدفين حتى يصبح عدد النقاط بين سوريا واليابان متساوي وفارق الأهداف لمصلحة شباب سوريا.

المنتخب السوري للشباب خلال رحلته الاستعدادية القصيرة وبعد تجاوز العديد من العوائق والمتاعب ووقف المباريات والمنافسات داخل سوريا، ومن خلال المباراتين الأولى والثاني أمام كوريا واليابان أظهر هوية تنافسية ومستوى معقول بعد تغيير الكادر الفني والإداري.

ورغم تغيير الكوادر قبل شهر ونصف، كان منتخب الشباب قريباً جداً من التعادل في المباراة الأولى والفوز في المباراة الثانية، إلا أن الكثير من المتابعين والمهتمين بشؤون الكرة السورية أشاروا إلى الاحترام الزائد في أرض الملعب للخصم وخصوصاً في المباراة الأولى.

المبالغة باحترام الخصم وفق قولهم، كلفت المنتخب هدفين في 22 دقيقة، وبعض التراخي الدفاعي في حسم الكرات الخطرة كما جرى في مواجهة اليابان.

ويبقى مشوار تايلاند هو خيط الأمل الوحيد لشباب سوريا مع انتظار هدية كورية من مواجهتهم أمام اليابان بنفس توقيت مواجهة سوريا مع تايلاند الساعة العاشرة صباحاً يوم الخميس القادم .