تقارير وتحقيقات | 15 02 2025

إيمان حمراوي

دعا سوريون إلى مقاطعة شركات تجارية شاركت في تنظيم فعالية مؤسسة للمعتقلين في سجن صيدنايا بريف دمشق، أمس الجمعة، بينها شركات منتجات غذائية ومشروبات، لتصدر شركتان بياناً توضيحياً واعتذار.

وأثارت أمس الجمعة، صور إعلانات تجارية وفرقة عراضة في باحة سجن صيدنايا، حالة غضب واستياء لدى سوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل تحذيرات حقوقية من استباحة مراكز الاعتقال بعد سقوط النظام، لما تحويه من وثائق وأدلة.

وتداول صحافيون وناشطون صوراً تظهر أكشاك عرض "ستاند" لشركتي بن وبسكويت وضعت في إحدى باحات السجن وأمام المدخل الرئيسي لبناء السجن، على هامش "الفعالية الرسمية لإشهار رابطة معتقلي الثورة السورية"، وهو ما اعتبره سوريون "وقاحة وعبثية" لما يمثله السجن من رمز للمعاناة والانتهاكات.

اعتذار وتوضيح

شركتا "بن الحموي" و "مكي" صاحبة منتج بسكويت "لاتار"، اللتان برزت مشاركتهما في فعالية سجن صيدنايا، أصدرتا بيان "اعتذار وتوضيح".

وقالت الشركتان في بيانهما، إنّ "رابطة معتقلي الثورة السورية" هي من دعتهما إلى الفعالية إلى جانب العديد من الشركات، بهدف دعم جهودها في "الإشهار وتسليط الضوء على قضية المعتقلين السوريين".

الفعالية وفق البيان، تمت بموافقة الجهات الرسمية وبالتنسيق مع عدة وزارات بينها وزارة الإعلام.

وجاء في البيان: "نحن حريصون دائماً على احترام دماء ومعاناة أهلنا، ونعتذر إن كان هناك أي سوء فهم أو التباس حول طبيعة مشاركتنا".

اقرأ أيضاً: "شو قلة الاحترام هي؟".. غضب لإقامة إعلانات تجارية وعراضة في سجن صيدنايا!

دعوات للمقاطعة

دعا الكثير من السوريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة الشركات التي أعلنت عن منتجاتها ضمن الفعالية المقامة في سجن صيدنايا، معتبرين أنها  تتاجر بآلام ودماء ضحايا المعتقلين.

ضياء مغربي، طالبت بالمقاطعة، وعلقت: "الحزن بدوو مزاج كمان! صورة بن الحموي وبسكويت لاتار من داخل صيدنايا هو إعلان من العالم السفلي، عاملين إعلان على حساب القهر والمعاناة الي عاشها الشعب السوري".

محمود برأيه طالب أيضاً بـ"حملة مقاطعة للشركات التجارية التي جعلت من سجن صيدنايا معرضاً للترويج لمنتجاتها في خطوة استفزازية لذوي الضحايا الذين فقدوا أرواحهم تحت سياط الجلادين داخل السجن".

ووصف البعض أصحاب تلك الشركات بأنهم "تجار أزمات ودم" يرقصون على جراح الشعب السوري، متسائلين: "ألم يجدوا أفضل من سجن صيدنايا المسلخ البشري، لتسويق منتجه؟".

واستنكر دياب سرية رئيس رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، ما حدث، عبر حسابه في فيسبوك: "أهذا هو جزاء تضحيات شهدائنا؟ أهذا هو تقديرنا لمعاناتهم؟ إعلاناتٌ تجاريةٌ في مكانٍ ارتوت أرضه بدمائهم الزكية؟".

وأضاف: لك شو عم بيصير؟ لك، شو قلة الاحترام هي؟ بن الحموي ولاتار وفرقة عراضة شامية؟ مين هدول؟ وشو عم يصير؟ وشو قلة ذوق هي؟ معقول دعاية وإعلان في مكان استشهد فيه خيرة أبناء البلد؟ مكان سالت فيه دماء وشهد عذابات وجوع وعطش وبرد ومرض؟

وقبل أيام دعت "رابطة معتقلي الثورة السورية" لحضور فعالية الإشهار الرسمية للمؤسسة التي بدأت عملها الشهر الفائت، لافتة إلى حصولها على قرار إشهار الرابطة من قبل الحكومة السورية الجديدة، والسماح لبدء نشاطها في مختلف الأراضي السورية لمدة 6 شهور.

قد يهمك: طلاء في معتقل باللاذقية.. غضب واسع بسبب متطوعين: "طمس حقيقة وعبث بالأدلة"

وتتكرر الانتقادات وحالة الغضب والاستياء من إدارة حكومة تصريف الأعمال ووزارة الداخلية وجهاز الأمن العام، لإدارة السجون والمعتقلات بعد سقوط النظام السوري السابق، وتركها في "حالة فوضى وعبث وإتلاف للوثائق وانتهاك لحرمتها بوصفها مسرح للجريمة".

وسبق أن وجه معتقلون سابقون وذوو ضحايا وناشطون وحقوقيون، انتقادات للإدارة السورية الجديدة والأمن العام، بعد نشر فريق تطوعي لتنفيذ فعالية رسوم داخل معتقل في اللاذقية، وزيارة صانعي محتوى للسجون وأهمها صيدنايا "لما يمثله من رمزية".

ويعتبر الحفاظ على سلامة وحماية السجون والمعتقلات تعرض فيها عشرات آلاف السوريين للاعتقال والقتل تحت التعذيب، جزءاً من عملية جمع الأدلة وصون الذاكرة للأجيال ضمن مسار العدالة الانتقالية.