تقارير وتحقيقات | 7 02 2025

قال وزير الدفاع لدى الحكومة السورية الانتقالية، مرهف أبو قصرة، إنّ سوريا منفتحة على السماح لروسيا بالاحتفاظ بقاعدتيها الجوية والبحرية في اللاذقية وطرطوس، طالما أنّ أي اتفاق مع موسكو يخدم البلاد.
وعندما سئل أبو قصرة،خلال مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" في دمشق، نشرت أمس الخميس، عما إذا كانت روسيا ستُمنح الحق في الحفاظ على قاعدتها البحرية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، أجاب: "إذا حصلنا على فوائد لسوريا من هذا، فبالتأكيد نعم".
وأوضح أبو قصرة، أن تلك الخطوة تأتي في إطار النهج البراغماتي الذي تتبناه حكومته أثناء إعادة تشكيل تحالفاتها السياسية والعسكرية ومراجعة العلاقات القديمة التي أُقيمت في عهد النظام السابق.
وسحبت روسيا جزءاً كبيراً من قواتها من سوريا، لكنها لا تزال تحتفظ بقاعدتيها في طرطوس اللاذقية، لأهميتهما الاستراتيجية، وبخاصة القاعدة البحرية التي تمنحها منفذاً إلى مياه البحر الأبيض المتوسط.
وكانت وكالة "بلومبيرغ" نشرت تقريراً أواخر العام الفائت، قالت فيه إن روسيا على وشك إبرام اتفاق مع الإدارة السورية الجديدة بشأن الاحتفاظ بقاعدتي حميميم الجوية في اللاذقية وطرطوس البحرية، نقلاً عن مصادر مطلعة في موسكو وأوروبا والشرق الأوسط.
لا أعداء دائمونفي السياسة
وتابع حديثه: "إن روسيا كانت خصماً رئيسياً خلال الحرب، حيث تدخلت في عام 2015 لدعم الأسد وجيشه وشنّت موجات من الغارات الجوية المدمرة على المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة".
وأضاف: "في السياسة، لا يوجد أعداء دائمون"، لافتاً إلى أنّ العلاقات مع روسيا قد تتطور بطريقة تخدم المصالح السورية أولاً.
وأشار إلى أنّ موقف روسيا اتجاه الحكومة السورية الجديدة قد "تحسن بشكل كبير" منذ سقوط النظام قبل شهرين، وبيّن أن دمشق تدرس مطالب موسكو.
وذكر الوزير البالغ من العمر 40 عاماً، أنّ مسألة محاسبة بشار الأسد، قد أثيرت خلال زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لدمشق.
اقرأ أيضاً: مرهف أبو قصرة وزيراً للدفاع في سوريا.. من هو؟
وكان وفد روسي رفيع زار دمشق في الثامن من كانون الأول الفائت، يرأسه المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ونقلت "RT" الروسية عن ميخائيل بوغدانوف قوله إن الزيارة "تأتي في سياق تعزيز العلاقات التاريخية بين روسيا الاتحادية وسوريا وفق قاعدة المصالح المشتركة".
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن ميخائيل بوغدانوف قوله، في وقت سابق، إن روسيا تأمل في الحفاظ على قاعدتيها في سوريا، القاعدة البحرية في طرطوس وقاعدة حميميم، بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية.
وبحسب وكالة "رويترز"، نقلاً عن رجال أعمال سوريين، فقد ألغت الإدارة السورية الجديدة عقداً مع شركة "إس تي جي" (سترويتر انسغاز) الروسية لإدارة وتشغيل ميناء طرطوس، مطلع العام الجاري.
اقرأ أيضاً: وفد روسي برئاسة بوغدانوف يصل دمشق
مصير القوات الأجنبية الأخرى
وحول مصير وجود القوات الأجنبية في سوريا، قال أبو قصرة، إنّ حكومته تتفاوض أيضاَ بشأن وضع القواعد العسكرية والأميركية والتركية في البلاد.
وأوضح أنّ الاتفاقات العسكرية الجديدة مع تركيا قد تتضمن خفضاَ أو إعادة توزيع للقوات التركية داخل سوريا.
وحول الوجود العسكري الأميركي، أكد وزير الدفاع أنّ الأمر "قيد التفاوض". ودخلت القوات الأميركية سوريا لأول مرة عام 2015 لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش، داعمة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شمال شرقي سوريا، ولا يزال هناك ألفي جندي أميركي وفي قاعدة جنوبي سوريا.
وعن المحادثات مع الولايات المتحدة قال أبو قصرة: "الجميع كان ينتظر ترامب ليصل إلى السلطة، وهذا الأمر يتطلب بعض الوقت بين الإدارة الأمريكية والحكومة السورية الجديدة".
وحذر وزير الدفاع من أن الحل العسكري لـ "قسد" سيتسبب في إراقة الدماء على الجانبين، واالإدارة السورية "لا تميل إليه"، وأن القضية مع الأكراد سيتم حلها عبر الوسائل الدبلوماسية.
ويسعى أحمد الشرع منذ استيلائه على السلطة بعد سقوط النظام إلى إعادة المناطق الواقعة تحت سيطرة "قسد" إلى سيطرة الدولة.
وفي حين لا تزال "قسد" تسيطر على السجون والمخيمات التي تضم آلاف العناصر من "داعش"، تشدد الحكومة السورية الانتقالية على أنّ تكون عملية انتقال السلطة "منظمة وخاضعة للرقابة"، وأكد أبو قصرة أنّ الجيش السوري مستعد "لأي سيناريو محتمل".
قد يهمك: مظلوم عبدي: ليست لدينا نية انفصالية ونتحاور مع الإدارة في دمشق
فصائل ترفض الانضمام للجيش
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع السوري، أبو قصرة، إن حوالي 100 فصيل مسلح في سوريا وافقوا على الانضمام إلى وزارة الدفاع، لكن هناك عدة فصائل لا تزال ترفض ذلك، بينها فصيل أحمد العودة، جنوبي سوريا.
وأوضح أنّ الفصائل التي تنضم إلى وزارة الدفاع لن يسمح لها بالبقاء ككيانات منفصلة، مؤكداً أن جميع الفصائل المسلحة ستحل في نهاية المطاف.
وشدد في نهاية المقابلة أنّ الحفاظ على استقرار سوريا هو الأولوية القصوى.
وكان وزير الدفاع أبو قصرة اجتمع الأحد الفائت مع عدد من الضباط للحديث عن آخر المستجدات العسكرية وعملية الانخراط ضمن وزارة الدفاع، وفق وزارة الدفاع السورية.
وفي الـ 29 من الشهر الفائت، أعلنت إدارة العمليات العسكرية، تعيين أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام) رئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية، وحل الفصائل المسلحة بما في ذلك "هيئة تحرير الشام".