جامعة دمشق: حراك طلابي لمحاسبة "بقايا النظام".. ونهلة عيسى أولى المقالين

جامعة دمشق: حراك طلابي لمحاسبة

تقارير وتحقيقات | 5 02 2025

إيمان حمراوي

حراك طلابي شهدته كلية الإعلام في جامعة دمشق، أمس الثلاثاء، طالب بإقالة بعض الأساتذة الجامعيين المتّهمين بالتورط في قمع واعتقال طلاب خلال حكم النظام السوري السابق دفع وزارة التعليم العالي لإيقاف الدكتورة نهلة عيسى عن العمل.

وأكدت وزارة التعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال، في تصريح لـ "روزنة" اليوم الأربعاء، إيقاف الدكتورة نهلة عيسى عن عملها في كلية الإعلام، وإحالتها إلى التحقيق بتهم تتعلق بتسببها في اعتقال طلاب خلال سنوات الثورة السورية.

وأكدت الوزراة المعلومات التي تداولها صحافيون وطلاب سابقون، عن تواجد نهلة عيسى لفترة وجيزة في الكلية لتسليم أوراق بعد سقوط النظام، ما دفع طلاب لتقديم شكاوى ضدها، وعدم حضورها منذ ذلك.

وشهدت الجامعة مظاهرة احتجاجية أخرى خلال الأسبوع الجاري، رفع خلالها الطلاب شعارات تنادي بالعدالة ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات السابقة، مؤكدين استمرارهم في المطالبة بإصلاحات جذرية داخل المؤسسات التعليمية.

اقرا أيضاً: اتّهامات لـ"الاتحاد الوطني لطلبة سورية" بارتكاب جرائم في جامعة دمشق

بدء الحراك في ساحة الأمويين

بدأ الحراك الطلابي منذ أيام في جامعة دمشق، وتلخّصت المطالب بإزالة "بقايا النظام" من الجامعة ومحاسبتهم، وبخاصة من تلطّخت أياديهم بالدماء.

والأحد الفائت، نظّم طلاب جامعة دمشق مظاهرة احتجاجية في ساحة الأمويين، تحت عنوان: "تحرير جامعتنا من بقايا النظام" رفضاً لوجود موظفين "من فلول النظام" في رئاسة الجامعة وبعض المراكز الإدارية.

ونادى الطلاب بشعارات تضمنت "بالصوت والإرادة تتحقق العدالة" و"سوريا حرة والفاسد يطلع برا" و "يا زميل ارفع صوتك بدنا نحارب الفساد".

خرج في الاحتجاجات متخرّجون من كلية الطب وطلاب ماجستير وطلاب دكتوراه، من مختلف جامعات دمشق، طالبوا بحل لجنة تسيير جامعة دمشق وتعيين لجنة جديدة تتصف بالنزاهة، ومن المطالب، محاسبة كل من تلطّخت يدهم بالدماء، وسحب شهاداتهم العلمية.

غيث الفخري، أحد المتظاهرين قال في كلمة مصورة: "جئنا لتكريم دماء شهدائنا الذين قتلوا لأنهم رفضوا القتل ولأنهم عبّروا عن آرائهم، هناك من اعتقل فقط لأنهم غير صورة الواتس آب إلى اللون الأسود، وهناك من اعتقل لمجرد الضغط على زر الإعجاب على فيسبوك".

وأضاف "الفخري" أحد المنسقين للتظاهرة: "رغم كل ما حصل لا يزال الذين أساؤوا للطلاب على رأس عملهم"، من خلال تعاملهم سابقاً مع "الاتحاد الوطني لطلبة سورية" المتّهم بتنفيذ جرائم تعذيب وانتهاكات بحق طلاب جامعة دمشق.

ولفت أيضاً أنّ الطلاب لا يزالوا خائفين من التعبير عن آرائهم بسبب وجودهم.

"المجلس السوري - البريطاني" اتّهم في تحقيق له نشر منتصف العام الفائت، "الاتحاد الوطني لطلبة سورية" بتنفيذ جرائم تعذيب وانتهاكات ضد زملائهم في جامعة دمشق، بين  2011 - 2013، وإنه كان على صلة وثيقة مع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري السابق.

وقال التحقيق إن "الاتحاد الوطني" كان دوره من قبل 2011 مراقبة الطلاب في الجامعات، وتوسّعت الأدوار لاحقاً منذ بدء الثورة السورية، بهدف وأد ما أسماه "الروح المناهضة للنظام"، إذ شرع في إجراء دوريات داخل الجامعة لمراقبة وقمع الأنشطة المناهضة للنظام.

كذلك، عمل على قمع الأنشطة الطلابية السلمية، واعتقال الطلاب وتعذيبهم، وتسليمهم إلى الفروع الأمنية، وترهيب الطلاب ومضايقتهم.

وفي ختام حديثه، طالب فخري الحكومة السورية باتخاذ إجراءات حاسمة ضد هؤلاء الأشخاص، وتجميد أعمالهم، إضافة إلى "توظيف أشخاص شرفاء قادرين على إحداث تغيير حقيقي في الجامعات والمؤسسات".

وختم: "شبعنا (سئمنا) من هذا الوضع، ولا بد من التحرك الآن."

و"الاتحاد الوطني لطلبة سورية" هو هيئة وطنية تمثل الطلبة في الجامعات الحكومية والخاصة في سوريا والطلبة الجامعيين السوريين خارج سوريا، تأسس عام 1963.

اقرأ أيضاً: "القصة الكاملة" لجرائم اتحاد الطلبة السوري.. العاروب بطلاً

محاولات للعدول عن المظاهرة

الفريق التنظيمي لمظاهرة "تحرير جامعة دمشق من بقايا النظام" قال في بيان، أمس، إنّ رئيس جامعة دمشق السابق، أسامة الجبان، حاول قبل مظاهرة الأحد الفائت، إقناع الطلاب بالعدول عن المشاركة، وطالبهم بالتوجه إلى صندوق الشكاوى "الوهمي" على حد وصفه.

وأشار الفخري إلى أنّ المظاهرة كانت مؤمّنة من قبل قيادة الشرطة، إذ لم تمانع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من تنظيمها، مؤكداً استمراريتهم في "المسير نحو العدالة والإنصاف" ثأراً لكل قطرة دم نزفت من ضحايا النظام السابق.

ومنذ عام 2011 خرج مئات الطلاب في عدد من الجامعات السورية في مظاهرات مناهضة للنظام السوري، وجرى على إثر ذلك اعتقال المئات وإخفاء آخرين قسراً وموت طلبة تحت التعذيب.

تجدّد المظاهرة

وتجددت المظاهرة، أمس الثلاثاء، إذ تجمع عدد من الطلاب أمام مبنى جامعة دمشق، طالبوا بإقالة الأستاذة الجامعيين "من ذوي السمعة السيئة"، حاملين لافتات تحت عنوان "لا مكان للفلول في التعليم"، وعبّروا عن استيائهم من استمرار أولئك الأساتذة في مناصبهم.

وطالب المحتجون بإقالة الدكتورة نهلة عيسى المتّهمة بتسليم طلاب للنظام لمشاركتهم في الحراك الثوري، وإقالة رئيس قسم الصحافة الدكتور محمد الرفاعي، على خلفية اتّهامه بالتحرش بإحدى الطالبات العام الماضي، وقد أُعيد إلى منصبه بعد أيام من إيقافه المؤقت.

إحدى طالبات كلية الإعلام، قالت في مقابلة، إنّ نهلة عيسى تسببت باعتقال أكثر من 200 طالب من مطلع الثورة السورية، وكانت تهدد طلابها علناً بالاعتقال.

من جهته أشار الصحفي بهاء دبوس، عبر فيسبوك إلى أنّ نهلة "كانت نموذجاً للفساد في عهد النظام المخلوع، حيث كانت تهدد الطلاب، قبل الثورة السورية، بلسانها السليط وعلاقاتها المخابراتية".

وأضاف: "وحتى بعد الثورة لم توفر فرصة لمساندة النظام ومهاجمة الثورة وممارسة التضليل وتزوير الحقائق والدفاع عن المجرمين وإلا استغلتها".

وكتب العديد من طلاب كلية الإعلام شهاداتهم بحق نهلة عيسى عبر حساباتهم في مواقع التواصل.

ويبقى الحراك الطلابي في جامعة دمشق مثالاً حياً على إصرار الشباب السوري على تحقيق العدالة داخل مؤسساته التعليمية، رغم التحديات والضغوط، بينما ينتظر الطلبة والقائمون على الحراك مدى استجابة الإدارة والحكومة الجديدة لمطالبهم وفتح تحقيقات للمحاسبة.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض