جهود أممية لتحديد مصير المفقودين السوريين وضمان حقوق عائلاتهم

جهود أممية لتحديد مصير المفقودين السوريين وضمان حقوق عائلاتهم

تقارير وتحقيقات | 22 01 2025

روزنة

أكدت المؤسسة الأممية المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا أنها ستوظّف كافة الوسائل المتاحة لتحديد مصير المفقودين السوريين وأماكن وجودهم، مع تقديم الدعم اللازم لعائلاتهم، في ظل مطالبات مستمرة للكشف عن مصير المفقودين.

وتولت كارلا كينتانا، منصب رئيسة المؤسسة الأممية المستقلة الأسبوع الماضي، وهي وفق "الأمم المتحدة" منظمة ذات طبيعة فريدة وغير مسبوقة وأول هيئة تابعة للأمم المتحدة تركز على المفقودين في سياق محدد وجاري.

أهداف المؤسسة ودورها

وأوضحت كارلا أن مهمة المؤسسة تشمل توضيح مصير جميع المفقودين في سوريا، بغض النظر عن جنسياتهم أو انتماءاتهم، سواء كانوا مفقودين نتيجة الاختفاء القسري، النزوح، الهجرة، أو العمليات العسكرية.

وتعمل المؤسسة بالتنسيق مع السلطات المؤقتة والدول الأعضاء والمنظمات الدولية، مع إشراك عائلات المفقودين والمجتمع المدني كشركاء أساسيين في جهودها.

وأشارت إلى أن العائلات هي المصدر الرئيسي للمعلومات المتعلقة بالمفقودين، مؤكدة أن الحق في معرفة الحقيقة هو حق جماعي يساهم في تحقيق السلام المستدام.

وأضافت أن عدداً لا يحصى من العائلات ما زالت تفتقر إلى إجابات بشأن مصير أقاربها المفقودين. وأكدت أن المؤسسة ستستخدم كافة الوسائل المتاحة للكشف عن مصيرهم ومكان وجودهم، وستعمل جنباً إلى جنب مع الناس في سوريا من أجل ذلك.

وبيّنت كارلا أنّ تصميم المؤسسة الأممية المستقلة يسمح بتطورها إلى مؤسسة سورية - دولية مختلطة أو مؤسسة وطنية سورية مستقبلاً عندما تسمح الظروف.

اقرأ أيضاً: منظمات سورية تحمّل الإدارة الجديدة مسؤولية إهمال ملف المختفين قسراً

تحديات وجهود دولية

وتواجه المؤسسة تحديات كبيرة في ظل غياب سجلات دقيقة وضياع الوثائق في أماكن الاحتجاز السابقة.

وشددت كارلا على ضرورة حماية وحفظ السجلات والمعلومات والبيانات والمواقع ذات الأهمية، مثل مواقع الدفن.

ولفتت إلى أن الحق في معرفة الحقيقة والذاكرة ليسا حقوقاً فردية، بل هما حقوق جماعية، وأن معرفة مصير المفقودين في سوريا ومكان وجودهم يشكل جزءاً من تلك الحقيقة والذكرى وتمثل خطوة أولية حاسمة في تحقيق السلام المستدام.

رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، قالت مطلع الشهر الجاري خلال زيارتها لدمشق، إنّ معرفة مصير المفقودين في سوريا يطرح "تحدياً هائلاً" بعد أكثر من 13 عاماً على الحرب، وأن الأمر قد يتطلب سنوات.

وأوضحت أن "جمع البيانات وحمايتها وإدارتها، وتحليلها جزء من التحدي" المتعلق بالبحث عن المفقودين.

وفي أواخر حزيران عام 2023 صوتت الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة على مسودة القرار القاضي بإنشاء مؤسسة أممية مستقلة تهدف للعمل على ملف المفقودين في سوريا، ومرّ القرار بأغلبية 83 دولة، ومعارضة 11، وامتناع 62 عن التصويت آنذاك.

ووفق "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إن عدد المفقودين في سوريا يبلغ أكثر من 112 ألف شخص، لم يتم العثور عليهم بعد فتح سجون النظام. وتشير إلى أن غالبية المختفين قضوا تحت التعذيب أو بسبب الإهمال الطبي، إضافة إلى ظروف الاحتجاز وعمليات الإعدام.

وبعد سقوط النظام السوري السابق تعرضت أماكن الاعتقال في الأفرع الأمنية وسجن صيدنايا وغيره من السجون ومراكز الاحتجاز التابعة للنظام السابق، للتخريب والعبث وضياع عدد كبير من الوثائق مع دخول أعداد كبيرة من المدنيين وذوي المختفين قسراً إلى تلك الأماكن بحثاً عن ذويهم.

وحمّلت منظمات وجمعيات مهتمة بقضايا المعتقلين والمختفين قسراً الإدارة السورية الجديدة المسؤولية في إهمال الملف، وعبّرت عن رفضها لما وصفته طريقة تعامل السلطات مع تلك القضية.

قد يهمك: لقاء الشرع بوالدة أمريكي مختف في سوريا يثير موجة انتقادات.. ما السبب؟

إزالة صور المفقودين من ساحة المرجة بدمشق

ومؤخراً أزيلت صور المفقودين والمعتقلين السوريين الملصقة على النصب التذكاري في ساحة المرجة بدمشق، خلال حملة "رجعنا يا شام"، ما أثار غضب وانتقاد السوريين وبخاصة ذوي المفقودين والمعتقلين.

وقدّم مدير الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، اعتذاراً للسوريين وذوي المفقودين والمغيبين قسراً، باسمه وباسم الدفاع المدني، عن التصرف الذي حصل خلال الحملة، ووصف إزالة الصور بأنه تصرف "خاطئ وغير مناسب أبداً"، رغم تعرض الصور للتلف بسبب العوامل الجوية.

وقال إنّ "المفقودون والمختفون قسراً هم قضيتنا، هم جزء من أرواحنا هم وجداننا وذاكرتنا لم ولن ننساهم أو نتخلى عنهم، ونعمل منذ أيام على تجهيز لوحات مخصصة في مدينة دمشق وعدد من المدن السورية لتخليد ذكراهم ولتكون مكاناً مناسباً لوضع صورهم بطريقة تليق بتضحياتهم وإنسانيتهم ومكانتهم".

وأكد الصالح استمرارهم بالسعي والتعاون مع المنظمات الدولية والجهات المعنية لحماية المقابر الجماعية والسجون خلال هذه المرحلة.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض