منظمات سورية تحمّل الإدارة الجديدة مسؤولية إهمال ملف المختفين قسراً

منظمات سورية تحمّل الإدارة الجديدة مسؤولية إهمال ملف المختفين قسراً

سجن صيدنايا - روزنة

تقارير | 15 01 2025

نور الدين الإسماعيل

حمّلت منظمات وجمعيات مهتمة بقضايا المعتقلين والمختفين قسراً الإدارة السورية الجديدة المسؤولية في إهمال الملف، وعبّرت عن رفضها لما وصفته طريقة تعامل السلطات مع تلك القضية.

ونشرت الصفحة الرسمية لـ"رابطة عائلات قيصر" على فيسبوك، بياناً مفتوحاً للتوقيع مساء أمس الثلاثاء، رفضت من خلاله ما وصفته "طريقة التعامل مع ملف المفقودين-ات والمخفيين-ات قسراً، والمعتقلين-ات في سوريا".

تحميل المسؤولية

حمّل البيان المفتوح السلطات المسؤولية الأولى في إعطاء القضية الأولوية القصوى، "لكونها لا تمثل شأناً إنسانياً وماضياً مؤلماً عانت منه كل عائلة في سوريا وحسب، وإنما تعد محوراً أساسياً لتحقيق العدالة والإنصاف والسلم الأهلي في سوريا الجديدة".

اقرأ أيضاً: بعد الوصول إلى "صيدنايا".. أهالٍ يتساءلون: أين المعتقلون؟

وعبّر البيان عن "الألم" من "الإهمال والفوضى" الذي شهدته المعتقلات بعد سقوط النظام السابق.

ذلك عبر ترك "مسارح الجرائم المتمثلة بالسجون والأفرع الأمنية والمستشفيات العسكرية، وغيرها من المرافق المتعلقة بالملف والتي تحوي على الوثائق والأدلة المرتبطة بمصائر أحبتنا، عرضة للعبث والسرقة والإتلاف".

صورة تظهر وثائق متعلقة بالمعتقلين في سجن صيدنايا على الأرض نتيجة العبث - روزنة

وأضاف بيان المنظمات: "لقد كان ولا يزال التعامل غير الحساس مع حرمة هذه الأماكن ومن مرّ فيها مخزياً، ومع استمرار الإهمال وغياب الحماية، وصل الأمر اليوم بالبعض إلى القيام بطلاء الزنازين وطمس معالمها، مما يشكل بالنسبة لنا إمعاناً فاضحاً وتنكيلاً صارخاً بحق مفقودينا".

وعبّر الموقعون عن خيبة أملهم من عدم قيام السلطة الجديدة "بالتواصل أو توفير معلومات أو توجيه خطاب مباشر لنا (...) بل تُركنا لوحدنا لنبحث عن أي معلومة عن أحبابنا عبر وسائل التواصل أو في الوثائق التي تُركت مرمية على أرض السجون وخارج فروع الأمن".

واعتبروا أن تلك التصرفات جعلت العديد منهم عرضة للمعاناة والاستغلال وانتشار الشائعات والأخبار المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي زادت من حجم الضياع والألم الهائل الذي عاشته تلك العائلات لسنوات طويلة.

مطالبات

طالب الموقعون على البيان بالتحرك العاجل والفوري والصارم لإيقاف استباحة السجون ومراكز الاعتقال في سوريا والتعامل معها على أنها مسارح لجرائم وفظائع ضد الإنسانية، ومنع الدخول إليها وطمس معالمها وتصويرها والعبث بما تحويه من وثائق وأدلة.

ودعوا السلطات الجديدة إلى فرض حماية صارمة على المقابر الجماعية ومنع نبشها أو فتحها أو تصويرها من قبل أي جهة كانت قبل وضع خطة تتظافر فيها كل الجهود والخبرات للتعامل أصولاً بما يضمن الكرامة الإنسانية وحرمة المقابر.

وشددوا على ضرورة تأمين وحماية سجلات القضاء والسجون وفروع المخابرات المتعلقة بالمعتقلين-ات.

كذلك، دعوا للتعاون مع المنظمات الحقوقية السورية والجهات المعنية "لتسهيل أرشفة السجلات وأتمتتها وضمان وصول الأهالي إلى المعلومات الخاصة بأحبابهم المختفين-ات".

صدمة

منذ اللحظات الأولى لوصول الأهالي إلى سجن صيدنايا والأفرع الأمنية المتنوعة، فوجئ الكثير منهم بعدم وجود ذويهم المعتقلين والمختفين قسراً.

وقالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقرير لها مطلع آب الماضي إن أكثر من 113 ألف شخصاً مسجلون في قوائم الاختفاء القسري لدى "النظام السوري" السابق.

وبحسب التقرير، بلغت حصيلة المختفين قسرياً وفق قاعدة بيانات الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 96 ألفاً و321 شخصاً، بينهم ألفان و329 طفلاً، و5 آلاف و742 سيدة (أنثى بالغة) مازالوا قيد الاختفاء القسري على يد "النظام السوري" السابق.

ووفق قاعدة بيانات جديدة نشرتها "الشبكة"، في كانون الأول الماضي، فإن ما لا يقل عن 7 آلاف و872 حكماً بالإعدام صدر عن محاكم الميدان العسكرية في سوريا منذ آذار عام 2011 وحتى آب 2023، من بينهم 114 طفلاً و26 سيدة و2021 منهم من العسكريين.

وأشارت "الشبكة" إلى أن جميعهم لم تُسَّلم جثامينهم لذويهم، ولم يتم إخطار ذويهم بإعدامهم بشكل رسمي.

وأضافت: "نعتقد أن هذه الحصيلة تمثل الحد الأدنى من عمليات الإعدام الحقيقية التي طبقت ضد المعتقلين والمختفين قسرياً في مراكز الاحتجاز التابعة لقوات نظام بشار الأسد".

وتعرضت أماكن الاعتقال في الأفرع الأمنية وسجن صيدنايا وغيره من السجون ومراكز الاحتجاز التابعة للنظام السابق، للتخريب والعبث وضياع عدد كبير من الوثائق مع دخول أعداد كبيرة من المدنيين وذوي المختفين قسراً إلى تلك الأماكن بحثاً عن ذويهم.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض