تقارير وتحقيقات | 16 01 2025

أعادت السلطات التركية قيود لاجئين سوريين إلى مستوصفات العائلة التركية (Aile Hekim) بعد أكثر من شهر على إزالتها.
ومطلع شهر تشرين الثاني الفائت، أعلن وزير الصحة التركي أنه جرى تخفيض أعداد المرضى لكل طبيب في مستوصفات العائلة من 4 آلاف إلى 3.5 آلاف، وذلك بهدف زيادة رضا الأطباء ومتخصصي الرعاية الصحية وتقديم الخدمة العالية للمواطن.
هذه المراكز المعروفة باسم "مستوصفات العائلة" كانت تقدم خدمات طبية أساسية مثل علاج الأمراض البسيطة، متابعة الحمل، وإجراء التحاليل، عبر بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك).
ومعظم السوريين وخلال إقامتهم في تركيا، سجّلوا قيودهم في مستوصفات العائلة التركية القريبة من منازلهم، واعتمدوا عليها في المعاينات والتحاليل والحصول على التقارير الطبية التي تبرر الحالة الصحية والغياب عن العمل أو المدارس.
ماذا حدث من جديد؟
تفاجأت أمينة وهي سيدة سورية مقيمة في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، من إعادة قيودها إلى المستوصف التركي بعد إزالتها.
تقول لروزنة: "أزيل قيد عائلتي قبل نحو شهر من المستوصف، وقبل أيام عندما كنت مريضة حاولت حجز موعد عبر الهاتف المحمول في مستوصف العائلة، وكانت المفاجأة أن قيدي فعال وهو ما أتاح لي إمكانية حجز موعد والحصول على معاينة".
وتضيف أمينة وهي أم لطفلتين (7 سنوات - و2 سنتان): "لم تعود جميع قيود أفراد العائلة، فقط عاد قيدي وقيد طفلتي الصغيرة ذات العامين، لم أفهم السبب".
ويمكن للسوريين معرفة ما إن كانت قيودهم فعالة في المستوصف التركي من خلال محاولة حجز موعد عبر "MHRS"، وإدخال رقم بطاقة الحماية المؤقتة "الكمليك".
وأكد عدد من السوريين لروزنة في ولايتي غازي عنتاب وإسطنبول عودة قيودهم إلى المستوصفات التركية.
لميس المقيمة في إسطنبول تقول لروزنة، إنّها ذهبت إلى مستوصف العائلة التركي قبل أسبوع، وتبيّن أنّ قيدها وقيود زوجها وطفلتيها قد عادت مجدداً بعد إزالتها الفترة الماضية.
وتضيف: "حتى قيود والدي ووالدتي أيضاً أعيدت من جديد، حجزت والدتي المريضة بالسكر موعداً وحصلت على دوائها".
مها، سيدة زارت المستوصف قبل يومين من أجل معاينة ابنتها ذات الست سنوات، لكن تبيّن أنّ قيدها غير فعال وطالبوها بالذهاب إلى مراكز صحة المهاجرين، تقول لروزنة: "قيدي وقيد ابنتي بعمر العام فعال، لكن ابنتي الكبيرة لا يوجد لها قيد".
وعندما سألت مها الممرضات في المستوصف عن سبب إزالة قيد ابنتها الكبيرة كان الجواب، أنهم أعادوا قيود الأمهات والأطفال بعمر اللقاح فقط.
كذلك تحدثت سيدات لروزنة عن الذهاب إلى مستوصفات العائلة التركية مؤخراً لتلقيح أطفالهنّ. سلمى قالت لروزنة: "اتصلوا بي لتذكيري بموعد لقاح ابنتي ذات العام ونصف".
اقرأ أيضاً: إزالة قيود السوريين من المستوصفات التركية.. الأسباب والبدائل
في البداية هذا سبب إزالة القيود
أحد الأطباء في مديرية صحة غازي عنتاب، قال لروزنة إنّ وزارة الصحة التركية أزالت الشهر الفائت، أسماء اللاجئين السوريين وغير السوريين من الأجانب وبعض الأتراك من مستوصفات العائلة التركية، في إطار تعديل "نظام طبيب العائلة".
وأوضح أن كل طبيب تركي في مستوصف العائلة، كان لديه 4 آلاف مريض مقيد في قائمته للعناية بهم، انخفض هذا العدد إلى 3,5 آلاف مريض، والبعض إلى 3 آلاف مريض، وهو ما دفع إلى إزالة قيود الأجانب بالدرجة الأولى.
ومطلع شهر تشرين الثاني الفائت، أصدرت وزارة الصحة التركية بياناً، تحدثت فيه عن التعديلات الجديدة في نظام "طبيب الأسرة" والتي دخلت حيز التنفيذ منذ مطلع الشهر الفائت. وبيّن وزير الصحة أنه جرى تخفيض أعداد المرضى لكل طبيب من 4 آلاف إلى 3.5 آلاف، وذلك بهدف زيادة رضا الأطباء ومتخصصي الرعاية الصحية وتقديم الخدمة العالية للمواطن.
وبعد تخفيض أعداد مرضى الأطباء إلى 3 آلاف، أعادت وزارة الصحة التركية مؤخراً العدد إلى 3.5 آلاف مريض.
يوضح الطبيب لروزنة: "ليست كل العائلات السورية عادت قيودها إلى المستوصفات، معظم من أعيدت قيودهم هم من الأطفال الذين يحتاجون لقاحات".
ما بديل مستوصفات العائلة التركية؟
مراكز صحة المهاجرين في المدن التي تتواجد فيها، هي البديل الحالي عن مستوصف العائلة التركي، لمن أزيلت قيودهم. تلك المراكز الرعاية تمنح الأولية واللقاحات والصحة الإنجابية والمعاينات.
إضافة لذلك يمكن للاجئ السوري الحصول من مركز صحة المهاجرين على استراحة طبية أو تقرير طبي معترف فيه لدى الحكومة التركية ومؤسساتها.
ويدعم الاتحاد الأوروبي منذ سنوات بالتعاون مع السلطات التركية الأشخاص الأكثر ضعفاً بناء على احتياجاتهم الإنسانية، بما في ذلك اللاجئين السوريين. وزادت الاحتياجات من بعد زلزال شباط عام 2023 وخلقت تحديات جديدة.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا، 2 مليون و888 ألف شخص، بعد عودة أكثر من 52 ألف لاجئ إلى سوريا خلال شهر، بحسب ما أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، مؤخراً.