تقارير | 11 01 2025
نور الدين الإسماعيل
كشف رئيس الحكومة السورية السابق محمد غازي الجلالي تفاصيل فترة رئاسته لمجلس الوزراء التي استمرت شهرين فقط قبل سقوط النظام السوري السابق، متحدثاً عن اللحظات الأخيرة لرئيس النظام المخلوع بشار الأسد.
وفي مقابلة مع منصة "مزيج" التابعة لقناة "العربية" نقل الجلالي عن رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد قوله: "الناس عندهم دولارات وشوي شوي بيطالعوها، وبالتالي نصعب عليهم عملية التحويل".
وأفاد بأنه مع استلام مهامه كرئيس للحكومة سأل بشار الأسد عن سقف الإصلاح الاقتصادي المسموح، حيث أخبره الأسد أن السقف مفتوح، ليتفاجأ (الجلالي) لاحقاً بأنه لا يمكن الإصلاح بسبب مصالح بشار الأسد وبعض المقربين منه.
وأوضح أنه اقترح على الأسد إصدار فئات جديدة من العملة السورية للتخفيف عن السوريين من حمل الأموال، الأمر الذي رفضه الرئيس المخلوع، مجيباً: "لا ولا 10 آلاف".
اقرأ أيضاً: رئيس الحكومة السابق محمد الجلالي: سوريا لكل السوريين ونمد يدنا للجميع
ووصف رئيس الحكومة السابق شخصية بشار الأسد بأنه "عنيد بدون وجه حق"، ودائماً لديه أفكار مسبقة تتحكم بقراراته، حيث طلب منه أثناء تشكيل الحكومة الابتعاد عن أساتذة الجامعات والأكاديميين.
اليوم الأخير
بحسب محمد غازي الجلالي فإنه منذ انطلاق عملية "ردع العدوان" لم يكن يوضع في صورة التطورات الميدانية، حيث كانت الحكومة بعيدة عن تلك القضية، وأنها بيد العسكريين ورؤساء الأفرع الأمنية.
وأشار إلى أنه تلقى طلباً من محافظ حمص، حينها، نمير مخلوف لقصف جسر الرستن بالطائرات الحربية لمنع تقدم مقاتلي "ردع العدوان" باتجاه مدينة حمص، الأمر الذي رفضه الجلالي، وفق قوله، ما دفع مخلوف للتواصل مع القيادة العسكرية والتي نفذت طلبه باستهداف الجسر بعدة غارات جوية تسببت بأضرار فيه.
وكشف أنه لدى اتصاله مع بشار الأسد مساء يوم السبت 7 كانون الأول الماضي ليخبره عن نزوح جماعي من مدينة حمص باتجاه الساحل السوري، رد الأسد بأنه قد يحاول تعزيز الغذاء لهم.
ووصف الجلالي بشار الأسد بأنه بدا "منفصلاً عن الواقع"، وأنه حيث حاول معاودة الاتصال بالقصر الجمهوري منتصف ليل السقوط السبت – الأحد، لم يتلق رداً من أحد، حتى عامل المقسم الذي كان من المفترض تواجده في القصر.
وأوضح أنه حاول الاتصال بوزير الدفاع علي محمود عباس لمعرفة التطورات الميدانية إلا أنه لم يتلق رداً منه.
مكتب سري
وخلال المقابلة قال الجلالي إنه فوجئ مع وصوله إلى منصب رئيس الحكومة بوجود مكتب أو أمانة سر، مهمته التواصل مع بشار الأسد لعرض مقترحات القرارات التي تعتمدها الحكومة للحصول منه على موافقة شفهية.
ووفق الجلالي فإن الحكومة في سوريا تمثّل "ممسحة فر" حيث يتهرب رئيس النظام السوري المخلوع من مسؤولياته، ليقع اللوم في التقصير والفساد على الحكومة، موضحاً أن رئيس الحكومة ممنوع من إصدار أي قرار بدون الحصول على موافقة شفهية من بشار الأسد.
وأوضح أنه لا يمكن صدور قرار أي قرار مهما كان صغيراً بدون الرجوع إلى رئيس النظام السوري المخلوع، حيث ضرب مثالاً تمدد عمل موظف بلغ 60 عاماً، أو حضور أي وزير لورشة في دولة أخرى.
اختيار الوزراء
لا يمكن لرئيس الحكومة المكلف في سوريا خلال فترة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد اختيار وزراء الحكومة بحرية مطلقة، بحسب محمد غازي الجلالي.
وقال الجلالي إن بشار الأسد أخبره بأن حقائب الدفاع والخارجية والداخلية والأوقاف هي من اختياره، مشيراً إلى تدخل الأسد لاحقاً في تعيين وزراء آخرين لم يسمهم.
من هو محمد غازي الجلالي؟
في منتصف أيلول الماضي، أصدر رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد مرسوماً، بتكليف محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سوريا، بعد انتهاء فترة حكومة حسين عرنوس.
ووفق وكالة "سانا"، فإن الجلالي من مواليد دمشق عام 1969، وشغل منصب وزير الاتصالات والتقانة بين عامي 2014 و 2016، ومعاون وزير الاتصالات والتقانة بين عامي 2008 و 2014.
ذكرت "سانا" أن الجلالي المكلف بتشكيل الوزارة حاصل على دكتوراة في الاقتصاد الهندسي من جامعة عين شمس بالقاهرة عام 2000.
سبق ذلك، حصوله على درجة ماجستير علوم في الهندسة المدنية من جامعة عين شمس في القاهرة عام 1997، ودبلوم دراسات عليا في الهندسة المدنية من جامعة دمشق عام 1994، وإجازة في الهندسة المدنية كلية الهندسة المدنية جامعة دمشق عام 1992.
وعمل أستاذاً مشاركاً ورئيس الجامعة السورية الخاصة (SPU) عام 2023، ورئيس مجلس أمناء صناع الجودة العرب منذ نيسان 2019.
